الجمعة 29 مارس 2024 م
بيع الوهم 
الساعة 05:19 مساءً

يعتقد الكثير من العرب أن ساسة الولايات المتحدة معنيون بقضاياهم ويرمون بثقلهم  خلف هذا المرشح أو ذاك، وقد يصل الحد إلى مساندته مالياً وإعلامياً وسياسياً ـ وحتى أمنيا كي يفوز هذا الأشقر أو الملون متجاهلين طبيعة السياسة الأمريكية العميقة القائمة على مبدأ أمريكا أولا.!
سراب الوعود الأمريكية لهذه الأنظمة لايزال يحسبه الظمآن ماء، ومن هنا ندرك عدم حضور القضايا العربية في أي من برامج المرشحين، وهو أمر لا تخطئه العين، وبات من الواضح أن هناك قضايا أكثر الحاحاً تشغل صناع القرار في الولايات المتحدة، ويأتي في مقدمتها جائحة كورونا والحرب التجارية مع الصين وترميم العلاقة المتصدعة مع أوربا نتيجة سياسات الرئيس ترامب، وأمن اسرائيل والحد من انتشار الأسلحة النووية. 
العرب اليوم من أضعف أمم الأرض نتيجة الحروب والخلافات البينية وتصدع العلاقة الأخوية، وغياب الرؤية الاستراتيجية القائمة على التكامل والتعاون والانفتاح ووحدة المصير المشترك ، الأمر الذي يهدد الوجود العربي في القرن الواحد والعشرين في ظل المتغيرات الدولية وسياسة التحالفات التي تجتاح المنطقة. 
ينظر قادة امريكا إلى الخليج العربي كحصالة نقود مهمتها دعم الخزانة الأمريكية، ولا تحضر حقوق الأنسان والديمقراطية والخيارات الحرة لشعوب المنطقة في برامج المرشحين البتة ؛ بل تساهم الولايات المتحدة باستمرار في نمو وتعهد الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط.
هذه المنطقة أي منطقة الخليج العربي لوحدها تنتج من الطاقة أكثر من ثلاثة وعشرين مليون برميل من النفط يومياً ؛ المستفيد منه امريكا بالدرجة الأولى ، ومع ذلك فإن أمن المنطقة يظل في حالة انكشاف دائم بسبب التهديدات الايرانية المتعاظمة. 
إن الله لا يساعد الذين لايساعدون أنفسهم.

•    باحث في العلوم السياسية والاجتماعية