التشخيص أولى خطوات العلاج .
الساعة 09:47 مساءً
  • كاتب وصحفي

واقعنا المر للأسف: "نحن شعب تائه متخبط نفتقر لأبسط المعارف حد جهلنا بهويتنا الحقيقية ومن نحن ؟!"
غالباً ما نرمي تُهمنا جزافاً ضد هذا وذاك ، تماهينا مع أوهام أن الجميع يتآمر علينا جازمين بنجاح تلك المؤامرات، بل وننتظر متى يكون سقوطنا!.
نتقن فنون صناعة الخصوم واختلاق الأعداء باحترافية، ونجهل عدونا الحقيقي وهو ظاهر للعيان وجاثم على صدورنا ويقتلنا ليل نهار ، ويستميت في سلخنا عن عقيدتنا وهويتنا العربية بكل خبث ومكر ، ثم لا نتوانى في رفد جبهاته بفلذات أكبادنا مفاخرين دون أن يرف لنا جفن ،! نحن سلسلة متناقضات متشابكة ليس لها حد ولا طَرف ..
أصابعنا وأصواتنا تشير بالقدح والذم دوماً باتجاه شرعيتنا التي هي طوق النجاة الأوحد لليمن برمته، مهما بلغ ضعفها واستكانتها .. لومنا متواصل ضد من جاء لدعمنا في استعادة دولتنا وجمهوريتنا، وننعته بأقبح الصفات ، ونتحدث عن مطامعه الأزلية في جغرافيتنا وثرواتنا رغم ثرائه الفاحش ، ونطالبه بصنع المعجزات ولزاماً عليه أن يكون طوق النجاة ، مالم فهو ضمن تلك المنظومة والداعم لها ، ونغض الطرف نهائياً عن دعمه وماذا قدمه ؟ أما نحن فقد أيقنا هزيمتنا وسقوطنا سلفاً وتلك مُسلمة لا نقاش حولها ، كيف وكل العالم يأتمرون بنا ؟!! 
افتقارنا للذكاء السياسي في التعامل مع حلفاءنا وأصدقاءنا الدائمون ، بل ومع أعداءنا قد أوردنا الى المهالك وخسارتنا أضعاف ما قد ربحناه.
كيف تنتظر أن يساعدك غيرك وأنت لا تساعد ذاتك ..؟
أعلم أن هذا قد يغضب البعض ربما ، لكنه - باعتقادي - الحقيقة والواقع المرير للأسف ، ويجب أن نواجه ذواتنا أولاً ؛ حينها قد يحالفنا الحظ ونتقدم بعض الخطوات للخروج من وحل التخبط والشتات إلى واقعنا الأهم والعودة لهويتنا الحقيقية كشعب له حضارة ضاربةً جذور التأريخ .
 في الطب قاعدة تقول: " تشخيص المرض أولى خطوات العلاج ..."