هزيمة مشروع الحوثيين ممكنة
الساعة 09:21 مساءً
  • كاتب وصحفي

شهد الأسبوع الفائت  انقلاب كلي في الأوضاع الميدانية القتالية ، سواء كان ذلك في الشرق والمتمثل بصمود مأرب وصلابة الدفاعات المأربية ، أو في الغرب والساحل الغربي الذي شهد عمليات عسكرية هجومية ناجحة وخاطفة اثبتت أن في جعبة القوات المشتركة الكثير للمليشيات إذا ما أزيلت العوائق السياسية. 
ولا تتوقف المفاجئات هنا، صقور الجو في التحالف اثبتوا قدرات قتالية غير عادية ، واستطاعوا الوصول إلى مخازن المليشيات وكانت أذرعتهم الاستخبارية على قدر كبير من الاقتدار ، تبين ذلك من خلال الانجاز الذي نفذه صقور الجو على مخازن وعتاد المليشيات. 
كل هذه الأعمال تم تنفيذها خلال أسبوع واحد هو الأسبوع الماضي. 
تسبب مجموع هذه العمليات في إرباك حقيقي لقيادة المليشيات، وكان الألم الأكبر لها هو تقديراتها الخاطئة، وأصابها نتائج هذه العمليات بالذعر.
ففي مارب تقهقرت وسحبت بعض قواتها من شمال شبوة وشرق البيضاء باتجاه الساحل، وبدأت الصياح والعويل والمناشدات ، ودعوة المجتمع الدولي إلى الالتزام باتفاق السويد مع أنها هي من قامت بخرق هذا الاتفاق. 
الخطاب الاقليمي والعربي بشكل عام تغير تجاه المليشيات، لسبب بسيط فهي لم تبادر بالتقاط الرسائل المكررة للجنوح للسلام. 
أظهر التحالف بقيادة السعودية قدر كبير من الحزم في خطابه الإعلامي وعمله العسكري في الميدان، وكأن لسان حاله يقول إن فترة المراضاة والتودد انتهت، وأخطأتم في فهم الرسائل التي كنا نرجوا من ورائها حقن دماء اليمنيين بشكل خاص وإيقاف نزيف الدم بشكل عام، ووضع اليمن على طريق السلام. 
اثبت الأسبوع الماضي أن المليشيات الحوثية نمر من ورق، وأثبت أن إزالة المعاناة عن اليمنيين ممكنة وسهلة، كما أثبت أن الجماعات القروسطية المارقة لا تستجيب لغير القوة المسنودة بالقانون. 
وإذا كان إزالة عجرفة المليشيات ممكنة ، فهل إصلاح البيت اليمني ممثل بالشرعية وجميع القوى الوطنية المناوئة للمليشيات ممكن ؟
دعونا نعترف أن الجسد السياسي اليمني تعرض خلال سبع سنوات من الصراع لندوب كثيرة وشروخ مختلفة، وساد نوع من عدم الثقة ، وعانت الساحة السياسية من غياب قيادة بحجم أحداث السنوات السبع. 
ومن الواضح لكل مراقب أن القيادات أقل بكثير من طموحات شعب تشرد وجاهد وضحى وضيق عليه في قوت يومه ، ومع هذا لم يتنازل عن قضيته ومستقبله. 
باختصار الناس يريدون قيادة بمستوى تضحياتهم الجبارة .. قيادة تكون قريبة منهم تسمع أنينهم وتحس أوجاعهم .. قيادة تشاركهم أمنياتهم المستقبلية وأفراحهم وأتراحهم.
ولهذه الأسباب يبدأ إصلاح القيادة من الجغرافيا، ودون التصاق القيادة بالتراب الوطني تظل قيادة ناقصة.