وزير التخطيط يبحث مع مدير عام الصندوق الكويتي دعم المشاريع التنموية في اليمن
سفير اليمن لدى الولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس القيادة الرئاسي
السفير السقطري يبحث مع وزير الداخلية الجيبوتي أوضاع الجالية اليمنية
بتمويل إماراتي..وصول معدات الطاقة الشمسية لكهرباء الخوخة
مدير مستشفى الصداقة بعدن يناقش مع مدير "اليونبس" دعم المستشفى
محافظ شبوة يثمن تدخلات مؤسسة العطير الخيرية في القطاع الصحي
عدن..لقاء تشاوري حول تمكين المرأة المستقلة في عملية السلام المستدام
محافظ سقطرى يناقش مع منظمة "هاد" تنفيذ المشاريع التنموية الجديدة
الأشول يشيد بدعم اليابان لليمن لمشاركتها في فعاليات معرض اكسبو 2025
اللجنة الأمنية بحضرموت تدعو الى توحيد الصف وتغليب المصلحة العامة
- أكاديمي وكاتب
تعز تلكم المدينة الساكنة في حضن جبل صبر وفي كنف قاهرة المعز، استل أبناؤها سيف الكرامة ليدافعوا عنها بعد أن انزوت إليها الجمهورية، وأطلقوا رصاصة الرفض الأولى في وجه ميليشيا الحوثي، وخرج أبناؤها بكل فئاتهم ومكوناتهم من مدارسهم وجامعاتهم ومتاجرهم ومزارعهم؛ ليدافعوا عن الجمهورية والهوية اليمنية بأسلحتهم وبمساندة أشقائهم من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، يسبقهم في المواجهة وعيهم الفكري بخطورة هذه الجماعة، ليشكل ذلك النواة الأولى للمقاومة الفكرية والعسكرية التي أعاقت تمدد المشروع الحوثي الإيراني، وعرَّته وما زالت تكشف عن قبح فعاله أمام المجتمع الدولي الغامض في مواقفه.
وما زال الحوثي يسعى إلى الانتقام من مدينة تعز بعد أن اصطدم مشروعه بأسوارها الجمهورية وأبنائها الجمهوريين، ويستميت في إخضاع أهلها، منتهكًا القيم الإنسانية والمواثيق الدولية والأعراف المجتمعية. وتجلت وحشيته البشعة في فرض حصار خانق على المدينة من الجهات كلها قبل أن يتمكن أبطالها من طرده من المنفذ الغربي بعد أن عاثوا فيه فسادًا، ومارسوا فيه سلوكيات بشعة بحق النساء والمارة وأصحاب الحاجات والمرضى، وكلها انتهاكات محفورة في الذاكرة ولن ينساها اليمنيون، وإن تجاهلها المبعوث الأممي.
كيف ينسى تلك الجرائم من قتل قريبه أو صديقه، وفقد ماله وممتلكاته، ودمر منزله، ومات قريبه بين يديه بعد انعدام سبل الحياة رغم الصمود ومحاولة توفير الاحتياجات الضرورية وإدخالها من طرقات وعرة على ظهور الناس والجمال والحمير.
وتعرى قبح الحوثيين أيضًا حين اعتلى تبابها وجبالها ومداخلها قناصاتهم ودباباتههم للتربص بالمارة والرعاة والأطفال في طرقاتهم إلى المدارس وفي تجمعاتهم داخل الأحياء في محاولة لإخضاع الناس، لكن ذلك لم يزد سكان المدينة إلا إصرارا على المضي نحو تحريرها، والإيمان بضرورة تطهير اليمن من هذا الرجس الذي حل بها على حين غفلة من أهلها.
واستمرت المدينة طيلة سنوات الحصار تتنفس من منفذ وحيد باتجاه الغرب على صعوبته ووعورته، وبعده، وما يرافقه من مضاعفة تكاليف نقل البضائع ومعاناة في السفر والتنقلات، لكنهم تحملوا ذلك في سبيل الحفاظ على الكرامة والدفاع عن الجمهورية، والتصدي لهذا المشروع الوافد والخطر على حاضر اليمن ومستقبله.
هذا الصمود لم يرق للحوثين، إذ كيف يعيش من أعاق مشروعهم؟ ولذا استمروا في محاولة الهجوم على المدينة واستهدافها بالصواريخ والمقذوفات، والطائرات المسيرة، وما تزال صور أشلاء الأطفال في الحدائق وداخل الأحياء شاهدة على ذلك، وما زال صراخ الأمهات يملأ أرجاء المدينة على أطفالهن، وما تزال صورة المرأة الراعية في مزارعها عالقة في الأذهان بعد أن قنصها الحوثيون، وغيرها الكثير من الانتهاكات التي لن ينساها اليمنيون وأن تجاهلها المبعوث الأممي.
واليوم وفي ظل سريان الهدنة وتعنت الحوثيين ورفضهم رفع الحصار عن تعز بموجب الاتفاقيات والمبادرات الأممية يحاول الحوثيون الهجوم على المنفذ الغربي، وهو المتنفس الوحيد ومحاولة خنقها وإجبارها على الخضوع الذي لن يكون من أناس لو نطقت دماؤهم ونبضاتهم ما نطقت بغير الجمهورية، وكيف يخضعون وهم يفيضون كرامة وعزة لو وزعت على سكان الجمهورية لوسعتهم.
لكن ما نستغربه اليوم وبعد كل تلك الجرائم، هو صمت المبعوث الأممي الذي زار تعز وعرف وضعها ومأساتها وجناية الحصار الحوثي عليها، ورعى مبادرة الهدنة التي رحبت بها كل الأطراف، ثم يصمت عن جرائم الحوثي وخرقه الهدنة، وقتله عشرات الجنود في آخر هجوم على غرب تعز، في إعلان واضح لرفض السلام، والتمسك بنهج الإرهاب.
إن هذا الصمت في ظل سريان الهدنة يكشف عن دور مريب للمبعوث الأممي في اليمن، وبات اليمنيون يتساءلون: هل أصبح المبعوث غطاء لجرائم الحوثي؟