وزير الخارجية يثمن دعم حكومة المكسيك للحكومة والشعب اليمني. اجتماع صحي بمأرب يقر الخطط الوقائية والتوعوية لمواجهة وباء الكوليرا ومنع انتشاره وكيل حضرموت يوجه بتنفيذ حملة لإزالة بؤر البعوض الناقل للحميات الارياني يطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد مليشيات الحوثي للاطفال تحت غطاء المراكز الصيفية تحذيرات من استمرار تأثير المنخفض الجوي على أجزاء من حضرموت والمهرة وشبوة وزير الخارجية يشيد بمواقف دول الاتحاد الاوروبي الداعمة لليمن رئيس هيئة العمليات يتفقد كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب مأرب..لجنة الطوارئ تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي افتتاح طريق سيئون- تريم عقب تأثره بالمنخفض الجوي في حضرموت محافظ تعز يناقش تقارير أداء صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة
مرة بعد أخرى يؤكد الحوثيون في اليمن ارتباطهم العضوي بإيران، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحهم الذاتية كجماعة مسلحة انقلبت على الدولة في اليمن، وسطت على مؤسساتها، وتحدت إجماع المكونات السياسية الوطنية التي كان حبر توقيعها آنذاك على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي عقد برعاية أممية ودعم دولي وإقليمي منقطع النظير، لم يجف بعد.
قفز الحوثيون منذ الوهلة الأولى لمغامرتهم القاتلة التي بدأت في سبتمبر 2014 على ثوابت الجغرافيا والتاريخ وأبجديات العمل السياسي والمصالح الوطنية، وأعلنوا بعد أيام قليلة من انقلابهم عن تسليم اليمن على طبق من ذهب لإيران، وخرجوا عبر منصات الإعلام الإيرانية ليصدموا الشارع اليمني بتوقيعهم المباغت على اتفاقات «ثنائية» تُخوِّل طهران تسيير جسر جوي بين صنعاء وطهران، وتُمكّن الأخيرة من إدارة موانئ اليمن ومطاراته، في الوقت ذاته الذي كانت ميليشيات الحوثي تجري ما وصفته حينها بـ «مناورات عسكرية» على حدود اليمن الشمالية لاستفزاز الدولة المحورية في الجزيرة العربية، والتي تمثل العمق السياسي والاجتماعي والثقافي والطبيعي لليمن.
كرّست الأحداث المتعاقبة التي شهدتها اليمن والمنطقة صورة الميليشيات الحوثية في الذهنية السياسية كوكيل لإيران، لكن التطورات الأخيرة التي ترافقت مع وقع طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة، كشفت عن تبوّء الحوثيين في سلم علاقتهم بالنظام الإيراني لمرتبة أدنى لا ترقى حتى لمرتبة الوكيل الذي يتقاسم المنافع والمكاسب عادة مع موكله.
صعّد الحوثيون أعمالهم العدوانية تجاه السعودية جار اليمن الاستراتيجي، ولوَّحوا بتهديد مصالح العالم وإمداداته النفطية وخطوطه الملاحية من أجل إنقاذ حليف متعجرف ينظر للحوثي بازدراء كتابع، ويملي عليه الأوامر كأداة قذرة لتنفيذ أجندته الشيطانية التي لا تلقي بالاً لذلك التابع المفترض ومصالحه، بل إنها تضعه في مواجهة أتون مستعر بدفعه لتنفيذ أعمال انتحارية في وقت شديد الحساسية والتعقيد وغير مضمون العواقب.
وفي أوقح شكل من أدنى أشكال التبعية تلك، سارع الحوثيون لإعلان مسؤوليتهم عن استهداف منصات ضخ النفط السعودية في منتصف الشهر الجاري من خلال سبع طائرات إيرانية مسيرة بدائية الصنع، وأردفوا ذلك بإطلاق زخة من الصواريخ الإيرانية باتجاه السعودية، وهو ما لا يمكن تفسيره وفقاً لحسابات السياسة الدولية وفي هذا التوقيت بالذات، إلا بكونه محاولة حوثية لاجتذاب بوارج العالم وطائراته باتجاه اليمن بدلاً من إيران، كما يكشف ذلك التصعيد للعالم عن حجم الارتهان الحوثي والرغبة العارمة لديهم في افتداء نظام الملالي في طهران بأرواح اليمنيين!
* صحفي وكاتب