وزارة الداخلية تنفي الشائعات وتؤكد عدم اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحوثيين
كامالا هاريس: لن اصمت إزاء المعاناة في غزة خلال الأشهر الـ 9 الماضية
تعرض شبكة القطارات السريعة الفرنسية لأعمال تخريب منسقة
الأصبحي يبحث مع وزير الإدماج الاقتصادي المغربي تعزيز التعاون الثنائي
عبور 294 شاحنة منفذ الوديعة تحمل مساعدات إغاثية لعدد من المحافظات
وزير الشباب والرياضة نايف البكري يصل باريس للمشاركة في افتتاح أولمبياد 2024
الجمعية اليمنية لرياضات وسباقات الصقور تعلن انضمامها رسمياً للاتحاد الدولي للرياضة
مجلس الأمن يبحث الوضع الإنساني في غزة
الإعلان عن تحويل مستحقات المبتعثين للخارج للربع الثاني للعام 2023
منظمة (الفاو) تحذر من زيادة مقلقة لأعداد إصابات إنفلونزا الطيور بآسيا والمحيط الهادئ
- كاتب وصحفي
ستكون دول غرب أوربا الأكثر تضرراً ، لقد كشفت أزمة الطاقة الحالية والحرب الروسية الأوكرانية هشاشة دولة الرفاه الأوربية التي ساعدت ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية على وجودها واستمرارها كنموذج لبرالي في غرب أوربا.
لقد شعر الأوربيون منذ وقت مبكر أن النموذج اللبرالي في أوربا يعتمد بشكل كلي على الولايات المتحدة، ومن هنا حاولت أوروبا الحد من هذا الاعتماد بتأسيس السوق الأوربية فيما يتعلق بالوضع الأقتصادي، ومن جهة أخرى بناء سياسات امنية من خلال مشروع الأمن والتعاون الأوربي الذي يضم روسيا، لكن هذا التصور لم ينجح، وأعادت الحرب الروسية الأوكرانية إلى الأذهان وضع الحرب الباردة بالنسبة للمسرح الأوربي إلى ماقبل انهيار جدار برلين، وهو يعني منطق عسكرة الأمن الأوربي مرة أخرى.
لم تفلح السياسات الأوربية على مدى عقود طويلة في تعزيز قدرات الشعوب الأوربية نحو بناء نوع من الأستقلالية.
لقد استطاعت السياسات الأمريكية تطويق أوربا وتطويعها كمستهلك أول للحماية الأمريكية وتابع مطيع لواشنطن.
حدت السياسات الأمريكية من نفوذ السياسات الخارجية الأوربية عبر الهيمنة على الأسواق من جهة، ومن جهة أخرى هيمنة واشنطن لعقود طويلة على الطاقة، وامتلكت نفوذ قوي في التحكم بعائدات الطاقة في سوق أوسع عبر أذرع الشركات المعولمة وتوحيد خطوط انتاج متعدد الجنسيات عبر القارات السبع.
اليوم بعد أكثر من سبعين عام من نهاية الرايخ (الامبراطورية الألمانية) وأكثر من ثلاثين عام من هيمنة نظام القطب الواحد بدأ مستقبل القارة العجوز أكثر قتامة وتحيط به الشكوك، لقد أصبحت دولة الرفاه الأوربية التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية في مفترق طرق وتمر بمنعطف تاريخي خطير.
كشفت الازمات التي يمر بها العالم الآن أن دول الأتحاد الأوربي دول اعتمادية بشكل كلي سواءً من حيث الحصول على الطاقة الرخيصة أو الاحتياج للحماية الأمنية، كما كشفت أزمات فيما يتعلق بالسياسات العامة.
وعلى الرغم من لبرالية ورأسمالية هذه الدول فقد ظلت أوروبا بعيدة إلى حد ما السياسات الرأسمالية المتطرفة، وكانت سياسات الانفاق الحكومي أقرب إلى اليسار منها الى اليمين، إلى درجة أن هناك خلط بين اليسار واليمين فيما يتعلق بسياسات الأنفاق العام.
ولعل ذلك يتجلى في رؤية رئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة المحافظة ليزا تراس، فهي كانت تعتقد أن النجاح الجماهيري لحزبها يقتضي خفض الضرائب والاستمرار في الانفاق العام، ويرى المحللون في الاقتصاد أن الوضع العام لايحتمل تطبيق هذه السياسات، وأدى مثل هذا التفكير إلى اضطراب في الأسواق وإلى وضع محرج للجنيه الاسترليني مما عجل باستقالتها.
الحقيقة أن دولة الرفاه الليبرالية في غرب أوروبا التي استمرت أكثر من سبعة عقود سوف تكون أكثر عرضة لامتحانات صعبة أكثر من أي وقت مضى في تاريخها الحديث.
ويمكن القول أن القارة العجوز وجدت نفسها بين مطرقة الأزمات الاقتصادية وسندان الحروب المحتملة.