أميت هو أم على قيد الحياة؟
الساعة 09:35 مساءً
  • صحفية وكاتبة

في بعض اللحظات ينتاب روحك شعور أنت لا تعرفه ، تفتقد فيها نفسك وكأن روحك ملك لشخص آخر ، شعور مهما حاولت أن تتحاشاه لكنه يرغم نفسه عليك عنوة فلا تعلم نفسك أنت ميت ام على قيد حياة؟ 

شعور وإن بدا غريباً بعض الشيء لكن ملامحه قاسية جداً وشاحبة تحاول مراراً الهروب منه لكنك مجبراً عليه بلا هوادة  فتحاول جر نفسك للخروج مما تمر به لعلك تنقذ روحك من شعور يحبس أنفاسك لكن شيء ما يحاول حجب ذلك عنك ،  ترغم نفسك على معرفة الأسباب وإيجاد عذراً لذلك لكنها لا توافق ما تشعر به ولا تجد سبباً .

في تلك اللحظات لاشيء حاضر سوى ذلك القلب الذي يتربع عرشه سيد الخوف والى جواره رهبة القلق دون أسباب تذكر ،  العقل هو أيضاً حاضر وبقوة فهو في حالة استنفار دائم  ويبحث أمل في النجاة لكنه كمن يبحث في ظلام دامس لا شيء هناك ولا يرى منه شيء فمحاولاتك وإن كانت حثيثة لكنها تبوء بالفشل ،تحاول أن تقوده نحو نافذة من نور لكنه كغرفة مغلقة بلا نوافذ وأبواب مغلقة بحيطان أربعة يموج فيها يمنة ويسرة ، لا يستهويه الظلام ولكن قلة الحيلة جعلته كمن كبل بالحديد وشلت حركته بل كسجين يتنفس الصعداء محشور بين زواياه لا يدري أميت هو ام على قيد الحياة .

أمر  غريب أن تحاول النجاة من شعور أنت لا تعرف سببه ، لكن قلبك ينبض بفعله وأنفاسك تتحشرج منه وانت في حالة زفير وشهيق، ولاشيء ينقذك سوى مناجاة "الله " والهروب إليه ومنجاته بتلك العبارات التي تخرج من دهاليز قلبك قبل فاهك مفرغة كل ما في داخلك من هم فيزول ما ظننته لا يزول فالله أكبر من بعثرة النفس وشتات العقل  .