اجتماع بتعز يناقش إجراءات الرقابة على تخفيض أسعار الأدوية
لملس يؤكد دعم السلطة المحلية بعدن للمشاريع الاستراتيجية في مختلف القطاعات
البنك المركزي يستعرض مع القطاع الخاص الآلية التنفيذية لعملية تغطية الواردات من الخارج
بعكر يبحث يلتقي مدير الإدارة القنصلية بالخارجية السورية تعزيز التعاون القنصلي
رئيس الوزراء يوجه بتخصيص موازنة استثنائية عاجلة لإعادة تشغيل مستشفى 22 مايو
شبكة حقوقية توثق 732 حالة انتهاكا ارتكبتها ميليشيات الحوثي الارهابية خلال شهرين
وزير الزراعة والري يناقش سُبل دعم احتياجات القطاع السمكي في سقطرى
ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين في غزة إلى237
مصر ترحب باعتزام أستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية
الصناعة والتجارة تبدء غداً حملة تفتيش ميدانية لضبط أسعار الأدوية في عدن
- صحفي وكاتب
منذ فترة طويلة، كان الحوثيون يعانون من صعوبات مالية هائلة. فقد تعبوا من استنزاف خزائن الزكاة في صعدة ونهب المساعدات التي كانت تقدم للنازحين بسبب حروبهم العبثية على الدولة. ثم في خطوة غير متوقعة، قرروا الانتقال الى سرقة الأموال العامة والخاصة ومرتبات الموظفين وكل شيئ داخل البلد بما في ذلك الدولة نفسها ومقارها وممتلكاتها !
قد يبدو هذا الأمر غريبًا، ولكنه حدث فعلياً وهو يعكس وجها حقيقيا لما يمكن أن يصبح عليه وضع أي بلد يسقط في أيدي قطاع الطرق.. نهب الحوثيون كل شيئ ثم قرروا الاستفادة من المرتبات الشهرية للموظفين الذين يعملون بجد لتوفير لقمة العيش لأنفسهم وعائلاتهم.
وعندما سيطروا على إدارة الحكم عمد الحوثيون إلى تشكيل لجان خاصة بالسرقة الإدارية" وتضم مجموعة من الخبراء في سرقة المال العام والاستيلاء على الأموال الخاصة من قبيل الحارس القضائي وهيئة الزكاة ولجنة الشؤون الاقتصادية . وقيل إن هؤلاء الخبراء يتمتعون بمهارات عالية في التلاعب بالأرقام وتزوير المستندات المالية وتلفيق التهم الجنائية وهذا لم يكن صحيحاً لأنهم يسرقون بالمفتوح ودون ادنى احتياج للاختباء خلف اية وثائق.
قامت اللجنة بتطوير استراتيجية محكمة للتلاعب بالاموال المنهوبة بوضوح تام ، حيث يتم تحويل جزء منها إلى صناديق الحوثيين الخاصة لتسيير حياتهم المترفة وتخصيص جزء لاعاشة وتغذية التشكيل العصابي الادنى فيما يحوز زعيم العصابة ودائرته المبلغ الاعلى.
من المثير للدهشة أن الحوثيين يروجون لهذا التدمير البشري على أنه "دعم للطبقات العاملة للحصول على كرامتها " وما يضحك أكثر، هو الادعاء أنهم يقومون بهذه السرقة لأجل مصلحة الشعب اليمني في أن يستوفي كرامته المنقوصة وتحريره من عبودية الحاجة للمرتب ! لا شك أن هذا المنطق يثير السخرية وقد لايصدق ولكنه حقيقي ، و يبدو أن الحوثيين يعتقدون فعليا أن الناس لايحتاجون إلى طعام وبأن سرقة مرتبات الموظفين هي طريقة لتضخيم الاحساس بالكرامة.
إزاء هذا العبث يصرخ اليمنيون اليوم بصوت مسموع وعبارات مبتكرة وساخرة مثل "من حقك تسرق، لكن لا تسرق مرتباتنا!".
أما المدهش فليس سوى أن الحوثيين يتلقون هذه الانتقادات بابتسامة الواثق من فعل الشيئ الصحيح، متجاهلين هذا التظاهر الساخر. قال أحد القيادات العليا ببهجة: "نحن نسرق المرتبات لأجل الشعب! نحن نفعلها بالنيابة عنكم!" ثم اطلقوا حملات اعلامية على مواقع التواصل وفي المساجد وبمكبرات الصوت " لايجتمع المرتب والكرامة!.
يالهول النكبة . ومع ذلك، فإن الضحكة الحقيقية تكمن في الشعب اليمني الذي يستمر في التحمل والصمود أمام هذه الظروف القاسية والمحزنة.