جامعة إقليم سبأ.. الطموح والريادة العلمية
الساعة 10:06 مساءً

تعد جامعة إقليم سبأ في مأرب من أهم المشاريع التنموية التي تم تنفيذها في المحافظة خلال السنوات الأخيرة، وكان إنشاؤها حلمًا يراود أبناء المحافظة منذ سنوات طويلة، وطموحًا طالما سعت إليه قيادة الجامعة. 
جاء قرار إنشاء الجامعة في العام 2016م، وبدأت الدراسة فيها في العام الدراسي 2016-2017م، رغم ظروف الحرب التي تحدق بالمحافظة والتحديات التي تشهدها البلاد، لكن عزيمة قيادات الجامعة، وسعي كوادرها وإصرار طلابها أثبتت للجميع أن المستحيل لا وجود له في بلد التاريخ والحضارة والأمجاد. 
وما التطور المتسارع الذي تشهده جامعة إقليم سبأ إلا شاهد على تجاوز المستحيل، وهذا إنجاز يحسب لقيادة المحافظة وعلى رأسها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان بن علي العرادة، وإصرار أبنائها على خوض غمار التحدي ومسابقة الزمن لجعل مأرب بوصلة اليمن الجمهوري، وقبلة العلم والحرية.
أتاح التطور والتوسع العلمي والمهني في الجامعة، بأقسامها وكلياتها، فرص التعليم الجامعي لأبناء المحافظة، ووفر المناخ الأكاديمي للطلبة المتفوقين الراغبين في استكمال مشوارهم العلمي. 
وبلغ عدد الطلاب المسجلين في الجامعة في العام (2022-2023م) قرابة 17,000 طالب وطالبة. كما تستوعب الجامعة المبدعين والمميزين، مما يرسخ مبادئ العلم ويعزز التعليم.
وقد أصبحت الجامعة قبلة يتوافد إليها الكثير من الطلاب من الجامعات اليمنية المختلفة للالتحاق ببرامجها، وخاصة برامج الدراسات العليا، نظرًا للتحفيز والتشجيع والتقدير، وتوفر الأدوات البحثية التي تساعدهم في إنجاز أبحاثهم. 
ومن أهم الإنجازات الملحوظة في الجامعة، وهي في طريقها للنهوض عاليًا، أنها أخذت على عاتقها توفير الإمكانات التي تلبي طموح طلاب العلم ومتطلبات سوق العمل، من خلال زيادة الأقسام والتخصصات والكليات في فترة وجيزة من الزمن.
بدأت الجامعة بكليات محدودة، وبعد ذلك تم افتتاح كليات أخرى خلال السنوات الماضية، ليصل عدد الكليات في الجامعة لما يضاهي كبرى الجامعات اليمنية ويرتقي بها لتصل إلى مصافها. وتم إنشاء العديد من المباني والمنشآت الجديدة، بما في ذلك المباني التعليمية والإدارية، وتم العمل على تحسين جودة التعليم في الجامعة من خلال تطوير المناهج الدراسية وتدريب أعضاء هيئة التدريس.
واليوم، تمثّل جامعة إقليم سبأ، مؤسسة علمية رائدة في تلبية طموح الباحثين وسد احتياجات المحافظة من القوى العاملة المؤهلة في مختلف التخصصات. فمحافظة مأرب تتمتع بإمكانات اقتصادية وطبيعية كبيرة، مما يتطلب وجود كوادر وطنية مؤهلة لقيادة التنمية. 
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الجامعة إلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، عبر تقديم برامج تعليمية وبحثية تلبي احتياجات المجتمع المحلي. أهمها: إطلاق برنامج تدريبي لإعداد الكوادر المحلية، وإقامة ندوات وورش عمل حول أهمية التنمية. 
ويتخرج سنويًا من الجامعة العديد من الخريجين والخريجات المؤهلين للعمل في مختلف المجالات، لرفد المجتمع بجيل حقيقي مشرف، صاحب خبرة وتأهيل وموهبة وعقلية أكاديمية مغايرة للمعتاد في احترافيتها وتأهيلها الفذ في مختلف القطاعات التعليمية والمهنية بنظام تعليمي استثنائي وفي ظروف استثنائية، باستراتيجيات معرفية حديثة، ولوائح أكاديمية بأنظمة حديثة ومناهج تنويرية ثاقبة، تمنح طلابها ثقلاً علميًا وتأهيلاً مفعمًا بالمعرفة والموهبة والحيوية والقدرة على مباشرة النجاح بالسوق العمل بكفاءة واحترافية.
ومع هذا كله، نجد بعض الأشخاص يحاولون النيل من هذا الصرح العلمي الكبير الذي أصبح يمثل أهم مشروع تنموي بمحافظة مأرب. ومهما كانت أوجه القصور، التي من الطبيعي أن تحدث في ضغوط العمل، فإن علينا جميعًا العمل على حلها وتجاوزها وأن نعمل على ما يعزز نهوض الجامعة ويمنحها حقها من الحضور والفاعلية.
وقديمًا قالوا: "من لا يعمل لا يخطئ". وفي غمرة هذا العمل الدؤوب والنشاط المكثف لكادر الجامعة- أكاديميين وموظفين- الذين يعملون كخلية نحل دون كلل ولا ملل بجهد بشري، ربما يظهر في جوانب طفيفة منه بعض الملاحظات التي يجب تداركها كي ننهض بصرحنا الأكاديمي الشامخ إلى مستوى الطموح.

*نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب