قوات الجيش تحبط محاولات عدائية للمليشيا الحوثية في جبهات مأرب
وزير النقل يتفقد سير العمل بمطار عتق الدولي ويعقد اجتماعاً بقيادته
الارياني: الحوثيون هجّروا ملايين اليمنيين ويتاجرون بالقضية الفلسطينية
وزير النفط يؤكد أهمية دعم جهود استئناف تصدير النفط الخام
مناقشة مشاريع تطوير القطاع السمكي وتعزيز الخدمات المقدمة للصيادين في الحديدة
مؤسسة وطن تدشن مشروع مساعدات مالية لـ 500 أسرة شهيد وجريح في مأرب
البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يعزز إمدادات المياه في عدن بمشاريع مستدامة
عضو مجلس القيادة الرئاسي الزُبيدي يفتتح ويدشن العمل في عدد من المشاريع الخدمية بالمهرة
عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي يصل محافظة المهرة في زيارة تفقدية
وزير الخارجية يستعرض مع القائم بأعمال السفارة الصينية آفاق تطوير التعاون المشترك
- سفير اليمن لدى المملكة المتحدة
كان ياسر عرفات يحاول أن يقود المقاومة الفلسطينية وسط ألغام الصراع العربي - العربي ، نجح حيناً ، وتعثر في الألغام حيناً آخر . ولم يكن ذلك الواقع هو كل السبب في تعثره ، فقد كانت حساباته أحياناً تزيد الطين بلة.
وحينما شكلت بعض الأنظمة حينذاك ما عرف بمجموعة دول الصمود والتصدي ، كانت منظمة التحرير الفلسطينية في وضع مكنها من تخطي مخاطر الزعامة الفردية لتؤسس قواعد للتعاطي مع الواقع العربي ، وكان بالإمكان أن تتعامل مع هذه المجموعة العربية بصورة لا تجعل منها محوراً كما يحدث اليوم مع ايران ومليشياتها الانقسامية ، والتي أطلقت على نفسها "محور المقاومة" ، بل جعلت منها مصدر دعم لم يؤثر على علاقتها بمنظومة الدعم العربي في مجموعه.
وفي حين أخذت ايران وأذرعها المليشاوية توظفان مصطلح "المقاومة" لتسويق مشروعهم الطائفي الانقسامي في المنطقة ، وتستفيد من ذلك عبر خطاب شعبوي متهافت ، فإن إدراك بعض فصائل المقاومة الفلسطينية لهذا الواقع المعقد الذي تتحرك فيه أخذ يتضاءل حينما دخل على الخط صوت قادم من شقوق هذا الواقع منتهزاً الفرصة للمزايدة على الجميع ، بعد أن هيأ نفسه ، وعبر أذرعه الطائفية ، ليمسك بالقضية الفلسطينية ويجعل منها محور مشروعه التوسعي في المنطقة .
لذلك لم يكن غريباً أن نشاهد بعض قياديي حماس يشيدون بما أسموه " المقاومة الاسلامية في لبنان واليمن " ، في إشارة واضحة لتكوينات طائفية وايديولوجية بعينها ، متناسين دور الشعوب في دعم المقاومة الفلسطينية ، وما يشكله ذلك من دعوات قطيعة مع كل من يساند ويدعم هذه القضية العادلة .
ثم تأتي إشادة ناطق حماس بالحوثيين مؤخراً ، والتي لا تعني أكثر من أنها تضع خطاً فاصلاً بين الاخلاق ومصلحة المقاومة ، أي بين المصلحة ومضمونها الأخلاقي .
إن كل ما تعنيه هو أن أصحاب الاشادة لا يهمهم ما يصنعه الحوثي بشعب اليمن من دمار وخراب وتشريد وقتل وتفجير منازل ، ومصادرة سكن ، ونهب حقوق ، وإفقار ، وغطرسة .. وهي ممارسات أقرب الى ما يواجهه الفلسطينيون أنفسهم على أيدي الاحتلال الاسرائيلي ، بقدر ما يهمهم مصلحة لم يقدم لها الحوثي غير شطحات ، وتهريج أجوف ، وتوظيف انتهازي في معركته مع الشعب اليمني ، ناهيك عن تبييض التخادم الايراني الاسرائيلي الذي يصب في خدمة هيمنة المشاريع الأجنبية في المنطقة .
ولو أن ذلك الناطق الرسمي أدرك أن مصلحة الفلسطينيين هي مصلحة كل القوى المحبة للحرية والسلام ومكافحة الظلم ومقاومة الاحتلال لكان أدرك المضمون الأخلاقي لها ، والتي تجعل الاشادة بمن يشردون شعوبهم ويغرقونهم في الدم مسألة لا تمت بصلة لتلك المصلحة .
إن أحداث غزة وتضحيات شعبها الجسيمة أخرجت القضية الفلسطينية اليوم إلى العالم لتضعه أمام خيار واحد وهو أن حل هذه القضية حلاً عادلاً هو ذلك الخيار ، ولا سواه، والفضل في ذلك للطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية والشهيد الفلسطيني ، والجريح الفلسطيني ، والمناضل الفلسطيني والمواطن الفلسطيني منذ دير ياسين وسنوات النكبة وتل الزعتر ، وحروب ١٩٦٧ و١٩٧٣ وتضحيات العرب المصريين واللبنانيين والسوريين والأردنيين وغيرهم ، حتى غزة مؤخراً .. وهو ما يعني أن هذا الطارئ الذي يتشعلق بقضية فلسطين اليوم لتمرير مشروعه يجب أن يتوقف ، وأن المقاومة التي تتضاءل في خطابها كل هذه التضحيات ولا تجد غير ما تسميه "محور المقاومة بزعامة ايران" لتشيد به حري بها وبتضحيات مناضليها أن تعيد الحساب .
يا خسارة!!!!