الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب لإقطاعية لمشرفيها القادمين من صعدة وعمران ورشة عمل الإصلاحات المؤسسية ترفع توصيات للحكومة وتسلسل لتنفيذ الإصلاحات في المحاور الستة الرئاسة الفلسطينية تؤكد رفضها إنشاء منطقة عازلة شمالي قطاع غزة لتوزيع المساعدات اللواء الزبيدي يدعو الى تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتأمين ممرات الملاحة الدولية الزْبيدي يناقش مع السفير اليوناني تداعيات استمرار التصعيد الحوثي على الشحن البحري الدولي اللواء الأشول يدشّن الدورة الأولى لقادة سرايا اتصالات ويؤكد أهميتها في المعركة اليمن يترأس الاجتماع الـ 39 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيئة رئاسة البرلمان تعقد اجتماعاً لها وتزور البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن السفير الأصبحي يبحث آفاق التعاون مع وزارة الإدماج الاقتصادي المغربية باصهيب يؤكد ضرورة استمرار التنسيق بين الحكومة والمنظمات الأممية
يستند فيلم "حياة الماعز" على رواية تحكي قصة شاب هندي اختطف من المطار بعد وصوله للعمل في الخليج، في تسعينات القرن الماضي، وعاش سنوات قاسية وعنيفة استسلم خلالها لاضطهاد الخاطف حتى تمكن من الهروب وعاد لبلاده.. هذه هي خلاصة الفيلم الذي اضطرت لمشاهدته بعد الضجة التي أثيرت حوله مؤخرًا، وليتني لم أفعل، أما وقد شاهدته فلابد من كلمة، تتبعها شهادة عايشتها بنفسي وأجدها فرصة لنقلها للآخرين.
يُظهر الفيلم الكراهية للإنسان العربي منذ الدقائق الأولى، عندما يتحدث بطل الفيلم وصديقه في المطار عن رائحة العربي الكريهة، وأن العرب يصنعون عطورهم من عرقهم وبولهم، وهو ما يؤكد أن منتجي الفيلم متخندقين وراء أجندة وقناعات تتصادم مع طموحات وموقف الشعب العربي المسلم
الفيلم استند إلى رواية قائمة على السرد الذي يستدعي ضرورة شيئًا من الخيال أو اللاواقعية لتستقيم الحبكة، ناهيك أن يكون هذا الخيال هندي!
قبل الغوص أكثر في عرض ما أنا بصدده، دعونا نتفق على نقطة مهمة وهي أن أي فرد منا قد يعيش تجربة سيئة وقاسية في مكان وزمان ما، نتيجة تصرف فردي، وهذا أمر مسلم به، لكن ذلك لا يعني أن آخرين عاشوا ذات التجربة، أضف إلى ذلك أن من غير المنطقي تعميم تلك الصورة على مجتمع أو دولة في ظروف تغيرت وتبدلت فيها أحوال كثيرة، والا فإن قصه كل مسلم تعرض للاضطهاد والقتل من قبل هندوس تستحق أن تتحول إلى فيلم، ويمكن تعميمه على المجتمع الهندي ككل، لكن الأمور لا تسير بهذا الشكل إلا عندما تكون هناك اجندة ومحاولة متعمدة للإساءة.
النقطة الأخرى أن كل مجتمع لا يخلوا من النماذج المتطرفة والسيئة، وما يضع الفيلم الهندي في قائمة الأفلام التي تستهدف المملكة العربية السعودية هو أنه قدم كل السعوديين الذين تعامل معهم الضحية كـ "سيئين وعنيفين" بما فيهم الشرطة التي يدعي الفيلم أنها سمحت بالاعتداء على العمال الوافدين المخالفين داخل مقر احتجازهم، مع الإشارة هنا إلى أن شخصًا واحدًا فقط أظهره الفيلم بإيجابية مخففة وهو يساعد الضحية (البطل) وينقله بسيارته إلى مكان يمكن ان يجد فيه من يعتني به.
الآن يحق لنا أن نتوقف عند الزمن الفعلي لأحداث الرواية، فزمن وقوع أحداثها يعود إلى أكثر من 35 سنة. لقد تعاقبت أجيال عديدة منذ ذلك الزمن حتى اليوم. أما تاريخ صدور الرواية فيعود إلى 2008، أي قرابة 16 عامًا فبن انتج الفيلم حاليا ونخن في العام 2024م
الإجابة ببساطة أن إصدار وعرض الفيلم جاء في التوقيت الذي تحقق فيه المملكة العربية السعودية سلسلة من النجاحات المتتالية، لاسيما في مجالي الاقتصاد والرياضة ترافقهما نقلة نوعية في تنظيم العمالة، وتجويد الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من القطاعات التي شهدت وتشهد تطورا وتقدماً وازدهارا غير مسبوق.
هناك ملمح آخر لا يمكن لمن شاهد الفيلم تجاهله، فالفيلم الهندي قدم الضحية (البطل) باعتباره مسلمًا، وهي ذات ديانة شخصية الشرير في الفيلم (الخاطف)، ولتعزيز الكراهية ضد الإسلام نفسه فقد تعمد صناع الفيلم إدراج المصطلحات الدينية على لسان الخاطف وهو يمارس الظلم ضد الضحية مرددًا في كل لحظة "لا إله إلا الله" و"استغفر الله" وغيرها وهذا مؤلم لكل مسلم، وفيه الكثير من الإساءة للدين، ولكل المسلمين.
أعيش في السعودية منذ أكثر من ثمان سنوات، السعودية التي عرفتها قبل ثمان سنوات تغيرت، وتبدلت كليًا بفضل ثورة الوعي والتطوير والانفتاح على التكنولوجيا والتقنية الحديثة التي ساهمت في تطوير وتنمية مختلف القطاعات بما فيها حماية الحقوق للعمالة الوافدة.
اليوم، يثق المقيم في المملكة العربية السعودية أنه محمي بنظام مصمم على العدالة والإنصاف بكفاءة عالية، نظام يستند الى قوانين ومحددات أوجبتها السلطات على كل ما له علاقة بالعمل، تستخدم التقنية بمختلف خدماتها الإلكترونية، وأصبح نظام ”ابشر" أحد أبرز الخدمات للعمالة الوافدة الذي يحكي حقوقهم القانونية ناهيك عن الخدمات الأخرى مثل نظام حماية الأجور، وبرنامج توثيق العقود الالكترونية، ولذلك ليس في الفيلم ما يحرج المملكة أو يشوهها باعتبار قصة الفيلم تتحدث عن حادثة فردية وقعت قبل 35 عامًا، هذا على افتراض أن الحادثة حقيقية.
أتعامل بشكل يومي مع سعوديين، ولدي شهادة حق وجدت اليوم الفرصة لأن أقولها. السعوديون أصحاب أخلاق وقيم وأصالة وكرم، التواضع أبرز سماتهم. فيهم روح الاحترام والتقدير للآخر مهما كانت مكانته الاجتماعية أو الاقتصادية. الشعب السعودي يتحلى بالشهامة والنخوة، يهبون لمساعدة الآخرين في الأوقات الصعبة، ويظهرون تعاونًا ملحوظًا في مختلف الظروف، وهذا يعكس جوهر المجتمع السعودي الحقيقي ويجعله نموذجًا يحتذى به.
منذ سنوات أسكن بالإيجار إلى جوار مالك المنزل الذي اعتبره نموذجًا للسعودي الأصيل، دمث الأخلاق، حسن المعشر، يشعرني أنه الأخ الكبير، والصديق الأقرب، وكذلك جميع أهله، وهذا انطباع سائد لدى كثير من اليمنيين ممن كانت لديهم سابقًا تصورات مغلوطة عن السعودي قبل التعامل معه.
كلمة أخيرة، المملكة العربية السعودية قوية بقيادتها الحكيمة، وبشعبها الأصيل، وتتعاظم قوتها اليوم برؤيتها الطموحة، ومكانتها الاقتصادية، وباعتبارها قائدة العالم الإسلامي، وهي قبل كل ذلك أرض مبعث رسالة الإسلام، وتحتضن الحرمين الشريفين، حققت خلال السنوات الماضية إنجازات ملفتة مختلف المجالات، ودعونا لا ننسى الدور السياسي للملكة على مستوى المنطقة والعالم، وخدمتها المستمرة للقضايا العربية والإسلامية. كل ذلك يجعلها محل استهداف سواء من أعداء النجاح أو المبغضين الكارهين المتخفين وراء أجندة ممولة.