الرئيس العليمي في تعز
الساعة 05:06 مساءً
  • وزير الاعلام والثقافة والسياحة

زيارة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التاريخية لمحافظة تعز ومعه عضوا المجلس الدكتور عبدالله العليمي، والشيخ عثمان مجلي، وعدد من قيادات الدولة، جسدت نهج فخامته في تأكيد حضور الدولة في مختلف المناطق المحررة، واهتمامه وحرصه على تفقد أوضاع المواطنين وتلمس همومهم واحتياجاتهم في ظل التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
هذه الزيارة الهامة والاولى للمسؤول الاول في البلاد منذ أكثر من (15) عاما لمحافظة تعز التي قدمت التضحيات تلو التضحيات دفاعا عن الثورة والجمهورية والمكتسبات الوطنية، وكانت صاحبة الكلمة والموقف والطلقة الأولى في صدر الانقلاب، تأكيد على أهمية تعز في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، ودعم القيادة السياسية للأبطال في المتارس والجبهات ووقوفها إلى جانبهم.
كما تكتسب هذه الزيارة لمحافظة تعز أهميتها ودلالاتها، باعتبارها جبهة متقدمة في مواجهة مليشيا الحوثي الارهابية، إذ تتصدر محافظة تعز بمكوناتها وأحزابها وأبنائها المشروع الوطني المقاوم للمشروع التوسعي الإيراني وأداته الحوثية، وواجهته بكل قوة وصرامة وشكلت حائط صد تحطمت عليه أوهامه، وقدمت الكثير في معركة استعادة الجمهورية، وما تزال تدفع ثمن مواقفها الوطنية حتى اليوم.
ولعل ما لمسناه من التفاعل الشعبي الكبير ومشاعر الاحتفاء والترحيب غير المسبوق الذي ابدته تعز لابنها البار فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، وإخوانه أعضاء المجلس، باصطفاف المواطنين في سلاسل بشرية وحشود على طول الطريق الرابط بين مدينة "التربة" على المدخل الجنوبي للمحافظة وحتى وسط "مدينة تعز" شمال المحافظة، تعكس تمسك تعز برمزية الدولة، واصطفافها خلف مجلس القيادة الرئاسي، لمواجهة مختلف التحديات.
بدوره، قابل فخامة الرئيس الوفاء بالوفاء، وأصر بشجاعة وثقة على الخروج مع كل تجمع شعبي لتحية المواطنين رغم المخاطر الأمنية، وإصراره عدم إنهاء زيارته دون تفقد جبهات القتال، ووضع حجر الاساس لإنشاء نصب الشهداء التذكاري في قلعة القاهرة التاريخية، تخليداً لذكرى الشهداء الابرار من أبناء المحافظة، وزيارة مسقط رأس الشهيد العميد الركن عدنان الحمادي، القائد السابق للواء 35 مدرع، وقراءة الفاتحة، والترحم على روحه الطاهرة، واتذكر هنا البطل الشهيد محمد العوني أول من خرج من معسكر اللواء 35 بالدبابة التي أُسميت فيما بعد "المبروكة".
لقد انهمرت الدموع من عيني وأنا أشاهد كبار السن والنساء والشباب والاطفال يتسابقون لتحية الموكب الرئاسي مشكلين لوحة وطنية بديعة، معبرين عن توقهم للدولة، ومؤكدين أنهم رغم الحصار الجائر والفظائع التي ترتكبها مليشيا الحوثي منذ عشرة اعوام، لم تخر عزائمهم، ولم تضعف هممهم، بل ازدادوا ثقة وقناعة بحتمية الانتصار وتحرير المحافظة وكامل التراب الوطني، واستعادة الدولة واحلال السلام وارساء الأمن والاستقرار.
لقد كشفت مليشيا الحوثي الإرهابية طيلة عشرة أعوام من عمر الانقلاب، عن حقدها الدفين على تعز، عبر فرض حصار غاشم على المحافظة، وشن عدوان بربري على المدن والقرى والاحياء السكنية ومنازل المدنيين التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة -ايرانية الصنع، وزرع الالغام، ونشر القناصة لقتل النساء والاطفال بصورة وحشية.
في الختام، أحيي الدور الوطني لمحافظة تعز بمكوناتها السياسية والاجتماعية ومشائخها وأعيانها، ونخبها من سياسيين وإعلاميين ومثقفين وأكاديميين، والجيش والأمن والمقاومة، والمرأة والشباب، وكافة أبنائها الابطال الذين كسروا بصمودهم ومواقفهم الصلبة المنحازة للوطن، المشروع الايراني وأداته الحوثية، وقدموا نموذج رائع في وحدة الصف والشراكة دفاعا عن الثوابت التي ناضل من أجلها اليمنيون.
كما انتهز هذه المناسبة لأثمن دور أهلنا واشقائنا في المملكة العربية السعودية، ودعمهم الاخوي المتواصل واللامحدود للحكومة والشعب اليمني في المجالات الاقتصادية والتنموية والإنسانية والإغاثية، وموقفهم الصلب الداعم لليمن واليمنيين في معركة استعادة الدولة واسقاط الانقلاب، والذي يجسد عمق ومتانة العلاقات بين بلدينا وما يجمعهم من أواصر المحبة والإخاء والمصير المشترك.