صنعاء في يوم السادس والعشرين من سبتمبر 
الساعة 10:31 مساءً

صنعاء مدينة كل اليمنيين وعاصمة جمهوريتهم قد يطيل أهلها الصمت في زمن اسود ومعيب غير ان ذلك الحال المستكين لها سرعان مايتبدل الى وثبة جمهورية تصدع فيها الحناجر رددي أيتها الدنيا نشيدي.
 في يوم السادس والعشرين من سبتمبر تتوقف الأبواق الإمامية عن ترديد صرختها، تختفي اعلام السلالة المعلقة إجباريا على واجهات المحلات يتلاشى اللون الاخضر ويبهت أمام الوان العلم الجمهوري. 

تحضر الثورة ويحضر الزبيري والسلال وعلي عبدالمغني والنعمان وكل رموز الثورة في أحاديث الناس في مجالسهم في مراسلاتهم وحالاتهم يتبادلون التهاني يبحثون عن هامش بسيط وسط ضيق الخناق المتوالد كل يوم بسبب سيطرة أئمة الكهونت الحوثي يحتفلون سرا وجهرا يجددون بيعتهم لله والوطن والثورة والدولة ونظامها الجمهوري. 

استفاقت صنعاء يوم السادس والعشرين من سبتمبر وهي محاطة بهالة جمهورية أشرقت في كل بيت من بيوتها نعم قد يكون هناك شعب مستكين تحت وطأة الإرهاب والاستبداد لكن ليس هناك شعب ذليل وشعب اليمن وكل صنعاء لا يعرف الذل.

كان الحوثيون يشعرون بيقظة هذا الشعب كانوا يخافون منه ومن سبتمبر لأن سبتمبر الثورة هو سبتمبر الشعب وأنه اليوم الذي سيكون فاتحة ثورة جديدة ثورة بنفس المبادئ والأهداف تواجه نفس المظالم والاستبداد ثورة تسعى لإسقاط الملكية بسلوكها واشخاصها وكهنتها تلك الملكية الجبانة التي لم تجد بديل لفرض ذاتها غير أن تتستر برداء الجمهورية تنكر صلتها بهويتها الظلامية وتدعي زيفا انها جمهورية الهوى لكنها ملكية الفكرة والعقيدة ملكية الموقف والسلوك ملكية مازلت رغم سيطرتها على صنعاء وغيرها بقوة السلاح وعقيدة القهر وسلوك الارهاب وعنصرية الانتماء تخشى أن تصارح الشعب بهويتها بملكيتها.

مازالت هذه الفئة الطارئة على حياة اليمنيين تمارس التقية خوفا رغم شدة وقوة حكمها لم ولن يجرء جرذان الإمامة على مواجهة هذا الشعب بأنهم أئمة وملكيين مهما ملكوا من أدوات إخضاعه وسيطرته ومهما بذلوا من جهود لطمس هويته وتغيير عقيدته وتغريرة تارة وارهابة أخرى.

لقد ارهبهم سبتمبر وارهبتهم صنعاء في يوم ميلادها الاغر لدرجة ان يحتفل قطعان الإمامة في إحدى اهم ميادينها الثورية ميدان التحرير احتفالا اظهرهم كم انهم أئمة بلا شعب دولة بلا شرعية يحتفلون فقط كي يستمروا في تقيتهم، كي لا يدخلوا في مواجهة مع شعب سبتمبر كي لا تسقط اقنعتهم من وجوههم فيظهر لنا من جديد يحيى حميد الدين واحمد، كي لا نتعرف في وجوههم الحقيقية `على كاهنهم الرسي وابن واحمد بن سليمان وعبدالله بن حمزة كي لا نتعرف على وجه الكاهن شرف الدين وابنه المطهر ومحمد بن القاسم وكل ادعياء سلالتهم الكهنوتية .

في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر كان وجه صنعاء سبتمبري المحيا صنع بهجة فريدة في وجوه كل اليمنيين لذا استدعى غلمان السلالة جلاديهم وبلاطجتهم ليربضوا في كل شارع وفي  كل حي وزقاق بأيديهم هروات "صميل" الأئمة كي يغتالوا الضوء في وجه ساكني صنعاء، وكان ذلك حدث اعاد لنا ذكرى استباحة ونهب صنعاء في عام ١٩٤٨م بعد فشل ثورة ٤٨ كان أئمة اليوم على استعداد لنهب صنعاء لقتل أبنائها واستباحة منازلهم لو زغردت احتفالا بعيد ثورتها، ومن عظيم خوفهم ومن عظمة سبتمبر فتحوا المدارس لتكون مقرات لسجن العابرين من ساحات وميادين ثورتها مارسوا اعتقال المارة مع عوائلهم بتهمة رفع العلم ، او بتهمة محاولة التجمع او بتهمة انهم يمنيون وهذه وحدها تكفي لاعتقال شعب باكملة وجد نفسه ذات صبح غارقا في فوضى الإمامة. 

كان الإماميون الجدد يرصدون حركة الناس في الشوارع أمام المطاعم وفي الكافيهات والحدائق والساحات والميادين أعينهم الغارقة بالجهل وانفاسهم المتلذذة للعبودية كانت تزاحم كل نفس جمهوري حر وما أكثرهم أحرار الجمهورية  انها انفاس شعب ومشاعل ثورة لم تجد لنفسها بديل غير ان  تصرخ جمهورية ومن قرح يقرح.