ثورات وغصة
الساعة 04:59 مساءً

في يوم نحتفل فيه بانتصار الإرادة الشعبية وتحرر الوطن، نجد أنفسنا أسرى لأزمة اقتصادية خانقة، أعياد الثورة التي كانت رمزاً للحرية تحولت إلى مآتم نعزي فيها أنفسنا على فقدان مكتسباتنا ، فبينما ترفع رايات الإحتفال نجد جيوبنا فارغة، ومستقبلنا يمضي نحو الهاوية، وبين هذا وذاك  نتساءل هل حقا نحتفل؟ أم أننا نقف أمام مرآة تعكس لنا صورة مشوهة لحاضرنا؟ 
 
بينما نستذكر تضحيات الأبطال ونحتفل بانتصارات الثورة  ونرفع شعاراتها نرى واقعاً مختلفاً تماماً عما كنا نرجوه، ارتفاع الأسعار، تدهور الخدمات، انهيار العملة، ومليشيات تحيط بنا من كل جانب، نغرق في بحر من الفقر والبطالة كلها عوامل تجعل الإحتفال بالأعياد أمرا ساذجاً ونحن نناضل من أجل لقمة العيش ،والأزمة الإقتصادية تلقي بظلالها الكئيبة على كل جوانب الحياة .

الثورة حرية، عدالة، كرامة، الثورة وطن مزدهر، ومستقبل أفضل، الثورة تعليم وصحة، الثورة حفاظا على مكتسبات ومقدرات، الثورة تخفيف عن كاهل المواطن واستقراره مادياً ومعنوياً، الثورة أن تحفظ كرامة الإنسان وأن تحافظ على نفسيته لا أن تجعله مهموما يفكر ليل نهار كيف له أن يدبر لقمة عيشه ليوم واحد فقط .

الثورة ليست مجرد شعارات نرددها على الملأ، بل هي واقع نعيشه يوميا، الثورة هي أن نرفع الشعارات ونردد الهتافات ولا نجد أنفسنا نختنق في قبضة واقع قاسي يتناقض مع أحلامنا وتطلعاتنا، ومهما صدحت حناجرنا بالهتافات الرنانة فلن تغير حقيقة أننا نعيش في ظروف قاسية.