إصابة 3 مدنيين في قصف للمليشيا الحوثية استهدف حياً سكنياً في تعز الأمم المتحدة: مقتل 341 عامل إغاثة منذ بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة 44502 شهيد و105454 مصابا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الكويت تستضيف إطلاق اللمحة العامة للعمل الإنساني العالمي للعام 2025 ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين بحيبح يدعو اليونيسيف إلى المساعدة في تعزيز نظام الجودة في القطاع الصحي باناجه يناقش مع وفد أوروبي مستجدات الأوضاع الأوضاع المالية والاقتصادية لجنة من وزارة الدفاع تزور قيادة اللواء 35 مدرع بتعز وكيل وزارة الثروة السمكية يثمن الدعم الألماني للقطاع الزراعي والسمكي اجتماع برئاسة شمسان وباوزير يناقش تعزيز أداء القضاء في تعز
مقعد واحد فقط من اجمالي 301 مقعد بالبرلمان اليمنى المنتخب في 2003 تشغله المرأة هناك، فيما يقتصر حضور المرأة في الحكومة على حقيبتي حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية.
هذا على المستوى النيابي والحكومي ، أما على المستوى الاجتماعي والاقتصادي فالصورة أكثر قتامة. فالمرأة اليمنية لاتزال بعيدة كثيرا عن التمتع بكامل حقوقها ويرجع السبب الرئيسي في ذلك لسيادة الأعراف القبلية حتى في المناطق الحضرية بالعاصمة والمحافظات المختلفة.
عيون حائرةزائر اليمن لن ينتظر طويلا حتى يعرف طبيعة حياة المرأة اليمنية. ففي الطائرة التي تقلك إلى اي المدن اليمنية الهامة ستجد سيدات اكتسين بحلة سوداء فضفاضة لاتسمح سوى للعينين بالاتصال بالعالم. انه النقاب.
في أقسام الجوازات وفى صالات الوصول والمغادرة في المطارات المختلفة ومن بينها مطار صنعاء الدولي العاملون جميعا من الرجال. لكنك تستطيع أن ترى بعض الفتيات بذات الوصف السابق يعملن في محلات الهدايا في مسار المسافرين أو العائدين.
بحسب تجربتنا من صنعاء إلى المكلا ومن عدن إلى صنعاء على الرحلات الداخلية على متن الخطوط الوطنية المضيفات من كل الجنسيات إلا اليمنيات.
فقط شوارع العاصمة والمدن الرئيسية كعدن والمكلا هي التي ترى فيها سيدات وفتيات ارتدين النقاب الأسود يسرن في الشوارع نهارا، ومع ذويهن في بعض المتنزهات والمطاعم ليلا. العيون جادة تارة، متعبة تارة أخرى، زائغة تارة ثالثة، باسمة تارة رابعة ولكن بما لايسمح لك بالتجاوز.
ولاتختلف درجة التحفظ في الجامعات عنها خارج أسوار الجامعة. فالمقاعد المنفصلة للطالبات والطلبة حتى في جامعة العاصمة سمة رئيسية في حين يقل التعامل بين الطلبة والطالبات إلى أدنى حد. وهذا ينطبق في معظم الأحوال على أعضاء هيئة التدريس إلا من تمكن من تخطي حاجز الخوف واللوم.
الريف والبادية
في هذا الوادي ترى النساء وقد استبدلن النقاب الأسود بالزى التقليدي المزركش ولكن هنا تختفي فتحة العين بالمرة إذا ظهر رجال بالمكان، ولا اعلم إذا كان الأقارب والأهل يخضعون لنفس القاعدة.
الفارق بين الحضر والريف، ربما يحتاج لسنوات طويلة كي يتقارب. فالمرأة في مثل هذه الوديان، وان تظاهرت بالرضا المستند إلى عدم المعرفة في الأساس، تخضع تماما لقانون القبيلة الذي ربما يحرمها ابسط واهم الحقوق ومنها على سبيل المثال حق العلاج في مستشفى نظامي.
فحسبما ذكرت لنا متخصصات في علم النفس الاجتماعي، قد يمنع الرجل زوجته من الذهاب إلى الطبيب لمجرد انه، اى الطبيب، رجل غريب، ومن العيب أن تكشف امرأته على هذا الغريب حتى وان كانت حالتها الصحية متدهورة. ويبقى مصير المرأة هنا عالقا بين يدي من يمارسون الطب بالإعشاب في أحسن الظروف.
بل أن بعض رجال القبائل ربما يعارض فكرة رصف طريق أو إقامة مستشفى أو مدرسة لان ذلك من شأنه أن يفقد رجال القبيلة بعضا من سلطاتهم الموروثة لصالح سلطة الدولة التي ربما تعين المرأة على المطالبة بحقوقها من الرجل أو حتى تعينها على اكتساب معارف تجعلها قادرة على المشاركة في اتخاذ القرار بشأن ما يتعلق بالأسرة.
المرأة العاملة
في مناطق أخرى باليمن، تشكو المرأة المتعلمة من غبن يقع عليها. ففي احد الفنادق التي نزلناها بمدينة عدن الساحلية الجنوبية، شكت بعض اليمنيات العاملات في الفندق من عدم مساواتهن بزميلاتهن الأجانب، وهن كثر عادة، فيما يتعلق بالراتب والمكافآت والحوافز وغيرها. بل شكت بعضهن من إنهن حتى لا يتساوين بزميلاتهن اليمنيات أو غير اليمنيات في نفس الفندق في العاصمة صنعاء بالشمال.
يلاحظ هنا أن الفندق هو المكان الوحيد الذي ربما ترى فيه يمنيات من دون نقاب، بل من دون حجاب، لكنهن لم يكن من بين الفريق العامل في الاستقبال.
وادي حجر من المناطق الريفية باليمن على أطراف العاصمة والذي يحوى واحدة من عجائب اليمن ممثلة في قصر الإمام محمد بن يحيى احد أبناء الأسرة التي حكمت اليمن قبل الثورة، والمقام على قمة صخرة عالية توسطت وادي فسيح انتشرت الأشجار والمزارع الخضراء بين جنباته، تحرسها أبراج أقيمت على قمم الجبال المحيطة.
نساء الجنوب بعد الوحدة
الأكثر إثارة من ذلك، هو شكوى بعض الجنوبيات، ومنهن عضوات بالحزب الاشتراكي اليمنى الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة واحداث العنف التي وقعت فى1994 قالت أن المرأة بجنوب اليمن، وخاصة عدن، فقدت الكثير من حياتها ومكانتها الاجتماعية بعد الاندماج من الشمال.
وقالت وفاء السيد التي ترشحت في الانتخابات المحلية الأخيرة أن النساء الجنوبيات كن يرتدين الملابس ويقمن بأنشطة تشبه تلك التي ترديها وتمارسها أية امرأة في اى عاصمة عربية ليس للجماعات الدينية سيطرة عليها.
وأشارت إلى أن التيار الاسلامى اشتد بالجنوب عقب الوحدة مما قلص، بحسب قولها من حرية المرأة. وأشارت بإصبع الاتهام إلى سياسات الحزب الحاكم الذي قام وقت ما " بتكفير الاشتراكيين " لدفع الناس عن موالاتهم وإنهاء سيطرتهم على الجنوب.
وبالمناسبة، وفاء وصديقتها المهندسة التي حضرت للمشاركة في إحدى حلقات حديث الساعة أذيعت من عدن، كانتا الوحيدتين اللتين بدا منهما الوجه والكفان في هذه المدينة التي طالما ظلت لقرون طويلة نقطة التقاء لحضارات وثقافات مختلفة بفضل موقعها البحري المتميز.
تقصير من جانب المرأة
لكن وفاء لم تكن وحدها طليقة اللسان ممن التقيتهم من نساء اليمن. فبرغم الملاحظات السابقة، إلا أن اليمنيات اللائي تحدثت إليهن في جامعة صنعاء سواء من أعضاء هيئة التدريس أو بعض الطالبات بل وبعض الموظفات في أقسام الطالبات كن قادرات على التعبير عما يدور بخاطرهن بكل صراحة ووضوح، وجاذبية في بعض الأحيان.
الدكتورة نجاة محمد الصائم، أستاذ مساعد علم النفس الاجتماعي بجامعة صنعاء وزميلتها بلقيس ابواصبع أستاذة العلوم السياسية بنفس الجامعة ومدير مركز الجزيرة لدراسات حقوق الإنسان كانتا مثالا على ذلك.
فالسيدات اللتان اكتفيتا بالجلباب المطرز وحجاب الرأس، بين باقي اليمنيات المنقبات، كانتا من المصادر الأساسية للمعلومات عن المرأة اليمنية، مشكلاتها، همومها، واهتماماتها على حد سواء.
تحدثت إليهن في إحدى حجرات الجامعة بصحبة عدد من تلميذاتهن، بعضهن بالحجاب وأخريات بالنقاب، فكان الاعتراف بأن المرأة اليمنية ذاتها لم تكن على مستوى المسؤولية فيما يتعلق بالمطالبة بحقوقها في وجه الرجل.
حتى المتعلمات اليمنيات لم يبذلن الجهد الكافي لوضح حد لمعاناة أبناء جنسهن خاصة عندما يتعلق الأمر بالحقوق السياسية كالتمثيل في مجلس الأمة / البرلمان/ والمجالس المحلية وغيرها. قلن إنهن ارتضين النسبة التي منحها حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وهى 15 في المائة من مقاعد المجالس النيابية ولكن ليس بالبرلمان اليمنى الحالي سوى امرأة واحدة.
وعندما تقدمت امرأة لتخوض انتخابات الرئاسة الأخيرة، لم تتمكن من الصمود في وجه الاتهامات من جانب المنافسين، فانسحبت من السباق حتى قبل أن يبدأ.