الرئيسية - علوم وتكنولوجيا - سامي الأخرس لـ(البديل): الأنظمة العربية وراء ضياع فلسطين
سامي الأخرس لـ(البديل): الأنظمة العربية وراء ضياع فلسطين
الساعة 12:00 صباحاً البديل - حوار - عمر الضبياني:

ولد وسط مخيمات اللجوء وترعرع في ثناياها, ومنذ الصغر رضع حب فلسطين, وعشق ترابها. وفي مدارس رفح الحدودية تلقى تعليمه الأساسي والثانوي لإيمانه المطلق أن العلم هو السلاح الأجدى لاستعادة الأرض المغتصبة.
وقبل أن يصلب طوله كان (الطفل الشاب) مقاوما باسلا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, قبل آن يتعرض للاعتقال أثناء مشاركته المسلحة في مقاومة المحتل البغيض, ليقضي خمس سنوات كاملة بين جدران القهر وزنازين العدو لم تزده إلا شموخا وكبرياء وحبا للوطن.
تجاربه السياسية المتعددة علمته أن فلسطين هي الحزب الوحيد لكل الفلسطينيين ليفضل الاستقلالية السياسية عقب الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسري عام 1995 م والتي تمت بموجب اتفاقيات  أوسلو لعام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
يرى في عبدالناصر قدوة حسنة ومشروع قومي لا يعوض, مثلما يرى في جورج حبش آخر حبات العقد الطاهرة التي سقطت من العقد الفلسطيني.
انه الكاتب والسياسي والمفكر الفلسطيني سامي الأخرس .. الساخط من الجميع لتواطئهم في محاولة تركيع وإذلال الشعب الفلسطيني الصامد.
"البديل" التقاه في حوار ساخن استعرض معه محطات تاريخية هامة في حياة فلسطين, وناقش تطورات الأوضاع الجارية في غزة والمواقف العربية المخزية إزاءها.. واليكم نص الحوار:

حاوره – عمر الضبياني:


 الأستاذ سامي الأخرس اسم لامع في سماء الصحافة والتحليل السياس هل لك إن تعرفنا على بطاقتك الشخصية؟
الاسم : سامي محمد الأخرس
العمر :37 عام
الحالة الاجتماعية : متزوج
مكان الإقامة : غزة
المؤهل العلمي : ماجستير دراسات شرق أوسطية
شاب فلسطيني عاش مع والديه في مخيمات اللجوء في منزل بسيط لوالدين بسيطين لم يجدا من الحياة سوي تربية أبنائهم بما يتوافق مع التقاليد الفلسطينية التي غرست حب الأرض في قلب كل طفل وشاب وفتاة وأمراه ، وتدرج بمراحل دراسته رغم حالة الفقر والمعاناة والحرمان لقناعة الفلسطيني أن السلاح الوحيد المشرع في وجه العدو هو العلم ، حتى أكمل دراسته الثانوية بمدارس مدينة رفح الحدودية.
انخرط بالعمل الوطني والكفاحي منذ نعومة أظافره في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حتى أصبح أحد أعضائها المميزين والذين شاركوا بالبندقية في مقاومة الاحتلال حتى تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وأمضي خمس سنوات بين جدران القهر وباستيلات العدو حتى تم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسري عام 1995 م والتي تمت بموجب اتفاقيات أوسلو لعام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ، ليعود مواصلة نضاله الوطني حتى تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية لانتمائه للجبهة الشعبية ورفضه اتفاقيات أوسلو .
وفي عام 1996م ترك الجبهة الشعبية نتاج اختلافات تنظيمية ، وعليه لم ينتمي لأي تيار سياسي آخر وفضل الاستقلالية وذلك لنتيجة قناعات خاصة لديه تتمحور حول أن العمل الحزبي أصبح طاغي علي المصلحة الوطنية ، وتفرغ للكتابة السياسية واستكمال دراسته العليا .


 تمر القضية الفلسطينية بأخطر مراحلها على الإطلاق هل يا ترى سبب ذالك الضعف العربي العام؟أم أن رياح التغير في الشرق الأوسط لها تأثير في ذلك؟
اذا اردنا تشخيص الضعف الذي تعيشة القضية الفلسطينية ،  والذي يمكن تسميته بتراجع وليس ضعف فهذا يتطلب منا العودة للخلف كثيرا وقرءاة تاريخية في عملية الصعود والهبوط للثورة الفلسطينية بشكل عام والظروف التي واكبت الثورة الفلسطينية سواء الظروف الاقليمية والمتمثلة بالعرب كأنظمة والقوي الاقليمية الاخري مع العوامل الدولية ومواقفها من الثورة ، وكلنا يدرك حجم المؤامرة التي عاشتها منظمة التحرير الفلسطينية منذ النشأة والتكوين مرورا باحداث الاردن (أيلول الاسود) والحرب الأهلية اللبنانية وحرب سنة 1982 م وخروج الثورة إلي تونس مع عوامل الصراعات الداخلية بين فصائل الفعل الوطني والتي شهدت عمليات صدام قاسية وعنيفة في بعض المراحل ندرك أن الظروف الحالية ما هي سوي عملية تراكمية متطورة ، حلقاتها مترابطة إضافة لجملة الظروف الاخيرة والتي فرضت علي الثورة الفلسطينية ظروف خارج ارادتها مثل حرب الخليج الثانية والثالثة وما رافقها من سقوط لمنظومة المد القومي العربي عامة سواء علي صعيد الانظمة والشعوب ، هذه الرؤية والظروف تقودنا للاجابة علي ما نحن فيه اليوم وحالة التشرذم التي نعيشها ، مخطأ من يعتقد انها نتاج صدامات آنية وتنازع علي السلطة ، بل هي نتاج تطور طبيعي لحالة اللاتوازن واللاستقلالية التي أصبحت احدي سمات القرار الفلسطيني ، اضافة لما فرضته اتفاقيات اوسلو علي القضية الفلسطينية من وهن وضعف وذوبان الهوية الفلسطينية في تلك الاتفاقيات التي لا تعبر عن آمال وتطلعات الحد الأدني من الشعب الفلسطيني . وحتي نكون أكثر صدقا فان القطب الاستعماري الامريكي والغرب بشكل عام له دور فاعل في التأثير علي القضية الفلسطينية في ظل مخططاته التي تستهدف الكرامة الفلسطينية خاصة والعربية عامة وهذا يحتاج لاسهاب في الشرح  غير مبرر هنا .
اذن فعملية التراجع هي عملية لها أوجه متعددة سواء في العوامل الداخلية والاقليمية والدولية . ورغم ذلك لا ينفي هذا ما تناولته بأن رياح التغيير اصابت كل شيء في خيمتنا الوطنية وتعرضها لعواصف شديدة يجب أن تجد اعادة تصليب للجبهة الداخلية هذا التصليب لن يتحقق إلا ضمن اطار وحدة شامل بأسس وقواعد وطنية بعيدا عن الشخصنة الذاتية للمصالح.


بعد الصراعات المؤسفة بين الإخوة في حماس وفتح تعقدت الأمور أكثر وأتيحت فرصة للعدو أن يستغلها ويصور الشعب العربي الفلسطيني على أنة شعب يحب العنف فمن كان السبب في تدهور الأمور ووصولها إلى ما وصلت إلية من قتل وجرائم لازالت قلوبنا تنزف دماء؟
اذا اردت ان اكون صريحا وواقعيا هنا في الشق الثاني للسؤال دون الاجحاف بحق أي جهة فالمسؤولية يتحملها الشعب الفلسطيني بعمومه وبكل فئاته وشرائحه ، إضافة للقوي الوطنية والاسلامية بكل مسمياتها ، فالعنف الذي حدث لم يكن عنف طارئ أو ضمن مرحلة تضاربت بها المصالح الحزبية وانما لو عدت لاجابتي في السؤال الاول ستدرك أن العملية مترابطة وحلقاتها متواصلة ، وللاسف لم نتعلم من التاريخ ولم نتعلم من تجاربنا السابقة وانما نكرر الخطأ ونكرر الجريمة بشكل اكثر عنفا ، فالساحة الفلسطينية مؤهلة لمزيدا من العنف والانقسام في ظل الحالة الحالية بما أن الوطن اصبح غاية للأحزاب ، وتحول أداة لتحقيق المصالح الحزبية والفئوية الجاهلية ، والأحداث الاخيرة اساءت للشعب الفلسطيني ولقضيته ، وجعلت العالم بشقيه العربي والدولي يغير من نظرته للفلسطيني المقاتل الفدائي ، الذي قاوم العدو بكل اساليب المقاومة .
فما حدث ويحدث ما هو سوي شرخ في الجسد الفلسطيني عبرت عنه ارادات اخري لا علاقة لها بالواقع الفلسطيني ، عملية تجاذبات علي الأرض الفلسطينية ، وهي نتاج لممارسات ومخطط أفرغ الساحة الفلسطينية من قياداته التاريخية والوطنية ، والتفاف علي الحقوق الوطنية من خلال اتفاقيات مذلة ،  إضافة لعملية تشويه مفاهيمي للمقاومة التي أصبحت تستند للشعار وليس للفعل ، والمتأمل لعملية الانسحاب آحادي الطرف من غزة وجدار الفصل العنصري في الضفة يدرك أننا أمام مخطط مرعب لتذويب القضية الفلسطينية وتحويلها لكنتونات محاصرة مجزئة ، ولو اانا فعلا نقرأ ونتعلم لما وصلت بنا الحالة لما نحن بها الأن . فاليوم نحتكم بعلاقاتنا لنظرية المؤامرة فالكل عميل والكل خائن ، والكل ساقط هذه هي المفاهيم التي غزت ثقافتنا الوطنية وهذه المفاهيم التي استند إليها في عملية الصراع الدائرة ، وعليه فالأداة واحدة والنتيجة واحدة وهي ما نراه اليوم من مخاطر علي مجمل القضية الوطنية ترجمت بعملية الانفصال بين غزة والضفة وهو ما خطط له المحتل منذ زمن بعيد وها نحن نحققة له بدون ثمن ، بل نحن من يدفع الثمن من ابنائنا وقضيتنا .
فالسبب هم أولئك الذين يتلاعبوا بنا بصياغات اعلامية من خلال ماكنة اعلامية تبطل الحق وتجعل الباطل حق تحت شعارات لا يمكن وصفها بأقل من انها ضمن اسلحة معركة قذرة تؤدي بنا للهاوية ، وجعلتنا أضحوكة بين شعوب العالم ، فغزة المتنازع عليها لا تملك من مظاهر السيادة أي شيء سوي الامتيازات والالقاب التي يجنيها اللاهثون علي سدة الحكم ، وكذلك الضفة فهي تشهد قتلا وتدميرا كل يوم فاي مغانم لهؤلاء المتقاتلين إذن ؟


 من خلال معرفتي فيك انك كنت سابقا  في الجبهة الشعبية  بزعامة الشخصية الكاريزمية الراحل الدكتور جورج حبش ما سبب خروجك؟ والتحاقك في التيار الناصري؟
بداية لابد من توضيح شيء هام وهو إنني لست ناصريا وهذه حقيقة فأنا عاشق للزعيم عبد الناصر وهذا العشق للثورة وليس لشخص بحد ذاته ، ولتكون الصورة أكثر وضوحا فانا الآن لا انتمي لأي تيار سياسي سوي قضية شعبي وعروبتي ، وهذا لا يعني عدم لتفاعل مع الناصرية والقومية وكل الأفكار المتقدمة الوطنية .
أما عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فانا خارج صفوفها منذ زمن طويل ، وذلك نتيجة ظروف تنظيمية لا أكثر ولا أقل ، ولكن متابع لكل ظروف وأحوال الجبهة الشعبية فهي صاحبة فضل وطني ونضالي وثقافي كبير علي وهي من صقلت شخصيتي وهويتي الوطنية ، بعيدا عن أي عوامل أخري .
الدكتور المرحوم جورج حبش قائد وطني ومناضل صلب (رحمه الله) لم أجد ما أتحدث به عن هذا القائد سوي أن فلسطين فقدت ركنا هاما في تاريخها النضالي والوطني المخلص ، واعتقد ان حبش بوفاته مثل اخر حبات العقد الطاهرة التي فقدتها فلسطين .

مر أكثر من خمسين عاما على الخلافات الفكرية الفلسطينية من عهد الانتداب .. من نقاتل الانتداب؟أم اليهود القادمين؟  وألقت بظلال  كانت لها نتائج سلبية ؟مما يبعث على الخوف ان ينشغل  الفلسطينيين في البحث  عمن السبب في الصراع حماس أو فتح.. كيف  يمكن تجاوز رواسب الماضي خاصة في ظل الحصار الخانق على شعبنا الفلسطيني  عالمي وللأسف عربي أيضا؟
أنت هنا ذكرت مرحلة تاريخية مهمة ، هذه المرحلة لعبت دور كبير وخطير في تحديد مسار الصراع في فلسطين ، وللأسف هذا المسار كان يتجه بالاتجاه المضاد أي لصالح الحركة الصهيونية ، ولم يحسم مرحلة الخلاف حول أولوية النضال ضد الهجرة اليهودية أو الانتداب سوي ثورة الشهيد القسام التي من خلالها قاد الثورة ووضع فلسطين أمام مرحلة جديدة من العمل المنظم والمقاومة الهادفة التي كانت بالسابق تعتمد على ردات الفعل اللحظية والاحداث التي تجري بين الفينة والأخرى ، وهنا المعضلة التاريخية التي نعيشها نحن العرب والمتمثلة بأميتنا أمام التاريخ ، وادارة الظهر له فنحن فعلا لم نتعلم أبدا فنفس الحالة التاريخية هي التي نعشها اليوم مع اختلاف المسميات فاليوم نحن نخوض معركة شرسة وصراع دامي بين الفصائل الفلسطينية وأصبحنا نوجه أولوياتنا نحو حل الخلافات بين فتح وحماس وأصبحت مقاومة الاحتلال أولوية ثانوية ، وهذا الامر بدون أي نظرة تشاؤمية سيأخذ مدة طويلة نعاني من نتائجه وآثارة السلبية سواء علي الصعيد الوطني أو الصعيد الاجتماعي ، والحصار ما هو سوي حلقة من ضمن حلقات الدائرة المترابطة لتشكل بمجموعها كتلة اللهب المتدحرجة لتفتك بما هو كل فلسطيني ، فالحصار ندفع نحن الشعب ثمنه أما القادة في عروشهم العاجية فهم لا يشعرون ولا يعانون تبعات هذا الحصار فجميعهم يقبع في منزله متنعما بكل وسائل الراحة والرغداء في العيش ، وأساطيلهم لا تعاني نقص في السولار والوقود وبيوتهم لا تعاني فصل الكهرباء الدائم ، ولا يعانون نقص الاغذية ولا حليب الأطفال ولا نقص الأدوية والخدمات شعبنا هو من يعاني الحصار وهو من يدفع الضرائب ، وهنا لي سؤال هل الشعب المحاصر تجبي منه الضرائب ؟ وتخضع السلع الرئيسية للاحتكار وارتفاع جنوني للاسعار دون ملاحقة للمحتكر ؟ أقولها لك وبصدق فالجميع شركاء بحصار الشعب الفلسطيني وشركاء بعملية حصار مستمرة ودائمة نتيجة سعيهم للسلطة وبريقها ولا يهم الثمن ماذا يكون .

 كثرة في السنوات الأخيرة عن الحل النهائي لصراع العربي الصهيوني ممثل بشعبنا الفلسطيني وإقامة دولتين فلسطينية ويهودية بنا على قرار التقسيم الصادر عام 1947 يحمل رقم 181  ومع ذالك لم نري من العدو غير ضرب الحائط بكل القرارات الدولية وكل التنازلات العربية من حقوق الشعب الفلسطيني وكان فلسطين شركة عربية ومساهمات في بورصة الحكام ؟
عند الحديث عن حلول سلمية فهنا لابد من قياس موازين القوة لأن الحلول لا تفرض من قوتين احداهما مهزومة وضعيفة لا تمتلك شيء والأخري قوية وتمتلك كل شيء ، فالقوي يفرض املاءاته دوما وهذه سنة التشريع الدنيوي القوي مالك القرار والإرادة وعليه فالعرب غير مؤهلين بعد للحديث عن سلام بمعني كلمة سلام وحلول منطقية فهم الأضعف وعليه كيف نتحدث عن عملية حلول حتما ستفرض علينا وفق ما يحقق مصلحة عدونا ، الذي يتمتع بكل مزايا القوة وأساليب الفرض ، إضافة لكل ذلك حالة التشرذم العربي واستفراد اسرائيل بكل دولة عربية وعقد اتفاقيات منفردة منها مما أضاف ضعفا علي الضعف العربي العام . 
اما بالخوض بقرار التقسيم 181 فان اسرائيل لم تعترف به وادرات له ظهرها كما الحال بكل مشاريع السلام السابقة والحالية فهي لم تعترف بان هناك شعب يستحق دولة وتقرير مصير ، فكيف نتكلم عن مشروع تسوية شاملة في ظل الظروف الحالية التي تمارس بها كل اساليب الحرق والقتل ضد الشعب الفلسطيني وتستخف بالعرب جميعا . فالحل أو الحديث عن حلول سلمية يتطلب مقومات لنجاحه هذه المقومات لا بد وأن تتوفر بداية قبل تناول الحديث عن أي تسوية ، أما المشاريع المطروحة حاليا وما طرحت سابقا فهي لصالح العدو وتصب في مصلحته .
فالتصور الأكثر واقعيه هو اقامة فلسطين الديمقراطية التي يتمتع فيها كل مواطنيها بنفس الحقوق والواجبات ، مع الأخذ بعين الاعتبار موازين القوي العالمية والاقليمية والتمسك بمشاريع المقاومة وتطويرها بعيدا عن العبثية . فالمقاومة تعتبر احد اهم الوسائل التي يمكن من خلالها خلق حالة من التوازن الاستراتيجي او حتي التكتيكي في معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي فعدونا بطبعه كيان قام علي القوة ولا يؤمن سوي بمنطق القوة وعلية لا بد من التمسك بمشروع المقاومة كخيار استراتيجي باشتراط تطوير فهمنا للمقاومة وتطوير آليات المقاومة بما يتوافق والمراحل والتطورات .

مع أن الشعب الفلسطيني صاحب الحق الشرعي نلاحظ أنة شبة مغيب  وخاصة ما افرزتة  خلافات الإخوة وعدم وجود بديل يحمل مشروع الوسطية بحيث يحتوي أغلبية الشعب الفلسطيني عبر إجماع وطني كما كان في الماضي قبل استنساخ توجه فتح؟
الشعب الفلسطيني ليس مغيبا أبدا بل هو دائما يكون في حالة الانتظار والترقب ولا يفوت الفرصة ان سنحت له للانقضاض علي كل ما يسيء له ودليلي الانتخابات التشريعية الاخيرة فشعبنا انتفض ضد الفساد الذي استشري بالجسد الفلسطيني من خلال زمرة السلطة ، فشعبنا ابدا لن يخضع لاي عملية مساومة وتلاعب بمصيره .
الأزمة هنا نتاج أطماع حزبية كما وسبق وأن اجبت علي سؤال سابق فالأطماع الحزبية قدمت كأولويه علي مصلحة الوطن ، ويبدو أن حب السلطة وبريقها يعمي القلوب ويجعلها في جهالة ، وهو ما يفسر حالة الفرقة والاقتتال التي شهدته الاراضي الفلسطينية اخيرا بين حماس وفتح ، وهو له العديد من المدلولات سياسيا واجتماعيا يستغلها العدو ليمرر مؤامراته ومذابحه ويثير الفتنة ، والمتأمل لمحرقة غزة الاخيرة يدرك مرامي هذا العدو وأهدافه جليا ، فهو يشعل فتيل الفتنة وفق سيناريو أصبح واضح المعالم وللأسف قوانا غائبة عن الوعي تنجر لكل ما يملي عليها وتلعب دور في تمزيق الصف الفلسطيني ، وهذا يتطلب علاجا سريعا من خلال تيار وطني قادر علي التوفيق والانطلاق من قاعدة الاختلاف علي الثوابت والالتقاء علي قاعدة التوافق ، فالاختلاف لا يحتكم بالبندقية وعمليات القتل والتطهير التي شهدتها فلسطين في السنة الاخيرة . فنحن فعلا بحاجة لتيار وطني وسطي قادر علي اعادة التلاحم الجماهيري والوطني للشعب الفلسطيني .

 كثرة المسميات من يوم القدس إلى اللجنة الرباعية إلى ما يسمى لجنة القدس وتضم عدة دول ولها وزنها الدولي في المسرح السياسي العالمي أن لم نقل صانعة التحولات العالمية الراهنة يحس كثير وكان هذه المسميات ليس إلا لشرعنه الاحتلال؟ما رأيك بذالك؟
انت بسؤالك هذا وجزئيته الاخيره فسرت الاهداف التي يمكن استخلاصها من هذه الكيانات المعنوية فقط فهي جميعا لم تفعل ولن تفعل شيئا للقضية الفلسطينية او للشعب الفلسطيني ، وكل ما تفعله انها فعلا تشرع وجود الاحتلال وتأكده فقط . وأصبحت مجرد كيانات معنوية لا تقدم ولا تأخر بشيء أجساد بلا أرواح بلا فعل وهذا كما اسلفت يعود لطبيعة هذا العدو الذي لا يعترف بأحد ولا يعترف بأي قوة أخري سوي قوته ، فهو يفعل ما يريد دون حسيب أو رقيب في ظل التخاذل العالمي والدولي معه ، والصمت العربي الذي يشبه بصمت القبور ، وحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي ، كما ان طبيعة هذا العدو الايدلوجية والدينية تنطلق من شرعية شعب الله المختار وعليك تصور فعل هذه المقولة في العقلية الصهيونية واليهودية .
فجميع الهيئات واللجان ما هي سوي لذر الرماد بالعيون وهنا لابد وان نسجل دور لجنة القدس التي يرأسها الملك المغربي ، في الوقت الذي شارف المغرب أن يتحول به لمستعمرة يهودية فاليهود يسيطرون علي معظم المغرب سيطرة اقتصادية وهذا يكفي للتدليل علي دور هذه اللجان والهيئات .

 أستاذ سامي  أنت من غزة ويربط بين غزة والضفة تقريبا مائة كيلو ومع ذالك  ربما تقدر تسافر دولة أخرى قبل أن تصل الضفة مرور بدولة الاحتلال على ماذا تراهنوا لازالت كل هذه الحواجز؟
هنا ليس الحديث عن مسافات جغرافية وانما الحديث عن روابط ، فغزة لا يربطها بالضفة جغرافيا أي شيء وانما ان اردت الذهاب للضفة فعليك المرور باسرائيل وموافقتها للسماح لك ، بالأدق الضفة الغربية تمثل كيان جغرافي منفصل عن غزة وعليه فكلامك في محله السفر احيانا لدولة اخري اسهل بكثير من السفر إلي الضفة الغربية .
الرهان كما وقلت لك هو رهان شعب غرقان ترك وحيدا بدون أي مساعدة من احد سواء من ذوي القربي العرب أو من الأسرة الدولية فلجأ في بعض المراحل للخيارات السلمية  عسي أن يحقق شيئا ، وهذا الرهان كان فقط من حركة فتح صاحبة مشروع السلام مع العدو وليس من كل فئات شعبنا الفلسطيني ، حيث احتكمت فتح وقيادتها للمتغيرات الدولية في عملية السلام . هذه العملية التي أفشلتها اسرائيل بسياساتها القمعية والمغرورة .
اما نحن كشعب فما تنتظر منا ان نراهن هل تعتقد انه يمكن الرهان علي الانظمة العربية ؟ أو الاسرة الدولية ؟ أعتقد ان محرقة غزة الاخيرة اجابت فعليا علي تساؤلك المتعلق بالرهان .فالشعب الفلسطيني يطحن يوميا دون رحمة فما تعتقد انه فاعل؟

 قدم الفلسطينيين كثير من التنازلات دون مقابل بل دون وجه حق لان شعبنا الذي ضحى بمائة ألاف من الشهداء لم يخول إحد للتجارة بأرض فلسطين هل الحل في النضال المسلحة أم تؤمن في المسرحيات السياسية التي ماتت قبل ولادتها؟
مفهوم التجارة والبيع والشراء مفاهيم قاسية وغير منطقية في العرف الوطني وهذا يعود لسؤال وهو من سيبيع وطنه ؟ ومن يتاجر بقضيته ؟ أنا فعلا لا أؤمن بنظرية المؤامرة هذه النظرية اللعينة التي اصبحت ظلام يكتنف حياتنا ويلقي بظلاله علي كل شيء بواقعنا ، وهذه النظرية استنساخ لتبرير الكثير من الافعال وتمرير بعض الشعارات ، فهذه النظرية أوصلتنا للتكفير والتفجير وما ترونه اليوم من حالة عامة ، أعتقد بل وأجزم أن لا يوجد احد يجرؤ علي البيع ، نعم هناك تقديم تنازلات كبيرة من ثوابتنا الوطنية ولكنها لا تدخل ضمن نطاق البيع والمتاجرة وأعتقد أن استشهاد ابو عمار ضرب مثال علي ذلك حيث انه ورغم كل التنازلات التي قدمها في الجنين المسخ أوسلو إلا انه عاد وقال " لا " في كامب ديفيد ودفع ثمن كلمة " لا" حياته فغدا شهيد ، دعونا نكون أكثر انصافا وأكثر عقلانية ونبتعد عن مصطلحات فاسدة ،أفسدت كل معاني التوافق الوطني سواء علي صعيديها الوطني الخاص أو القومي العام ، فكل من لا يتفق  بالرأي يدخل ضمن مفاهيم البيع والشراء والعمالة ..الخ وهذه المفاهيم هي التي دمرت فلسطين وأضاعتها وهي التي شرذمت هذه الأمة وحولتها لكونتونات ، وضيعت العراق وأهدرت كرامته ، ولكي أكد ذلك فالمشهد لا يحتاج لشرح وتفسير سواء في العراق أو فلسطين أو الأمة العربية والإسلامية بشكل عام .
اما ثوابتنا وتضحياتنا فهي ثوابت راسخه بقلب وعقل كل طفل قبل أن يولد حيث أن هذه الثوابت تغذيه وهو برحم أمه جنين ، وعليه فهي غير قابلة أو خاضعه للمساومة رغم الحالات العديدة التي تحاول الالتفاف علي هذه الثوابت والتنازل عنها ، فنحن أصحاب حقوق ثابته ومشروعه كفلتها الديانات السماوية ، والقوانين الوضعية ، ولا يمكن القفز عنها أو التنازل عنها . الحلول بالنسبة لي يجب أن تستند في شرعيتها للمقاومة أي حل ناتج عن ضعف هو حل استسلامي لن يحقق شيئا ، فالمقاومة هي السند والركيزة القوي لاي عملية حلول مرحلية ، ولكن هذا يدعوني بالدخول في موضوع أخر وهو مفهوم المقاومة ، وهنا المفهوم يجب أن يكون واضح ومعلوم بعيدا عن الضبابية فالمقاومة يجب أن تُعرف جيدا ويجب أن تكون واضحه ، فليس ما يحدث من عبثية يسمي مقاومة والبندقية المقاومة لا توجه لصدر شعبها مهما كان الأمر ، فالبندقية المقاومة هي البندقية التي تشرع ضد الاحتلال والتي ترسم لنفسها أهداف متوافقة مع الهدف المرحلي والسياسي ، فاي عملية مقاومة دون أهداف سياسية فهي تكون مقاومة عبثية الغرض منها خبيث ، وأعيد واكرر باصرار قبل الحديث عن المقاومة يجب أن نعرف ما هي المقاومة .

 من بعد اتفاقية أوسلو الذي رفضها كل الفلسطينيين بكونها خالية من إلزام العدو بتعويض وإعطاء حق العودة ولاستقلال ورفضت حتى من أمام أطفال المدارس العرب ما سر التغزل بها بين الحين ولأخر؟
لا أدرك ما المقصود بالتغزل فيها ، سأقول لك شيء لو عدت لاتفاقيات أوسلو ستجدها عارية ضعيفة مسلولة لا تملك من الحياة سوي الاسم فقط ، أسلو ماتت منذ عام 2000 وأؤكد انها ماتت من عام 2000 فعلا وقولا ,اصبحت ذكري في طي النسيان ، ولكن من احيا اوسلو هي الفصائل الفلسطينية التي أخذت من اوسلو ما يحقق مصالحها الحزبية وتتشدق بأنها ترفض أوسلو ، فقوي المعارضة ارتكبت اثم بحق الشعب الفلسطيني وبحق قضيتنا ، فهي رفضت أوسلو وقاومتها ، وعندما ارادت أن تجني ثمن هذه المقاومة عادت وشاركت بانتخابات المجلس التشريعي الأخيره والتي ينظمها اتفاقيات أوسلو وجرت تحت اشراف الجندي الصهيوني ، وسأقول لك حقيقة ربما تغضب الكثير مني الذين لا يريدون الاستماع للحقيقة ان من حمي المرشحين من كل الكتل في القدس هو الجندي الصهيوني وان الدعاية الانتخابية في القدس والضفة جرت تحت مرأي ومسمع وحماية الجندي الاسرائيلي ، وان صناديق الاقتراع في القدس جرت بمكاتب البريد الاسرائيلية . فهنا التأكيد علي أن أسلو هي جنين ولد ميت ولكن للاسف نحن نتلاعب بهذه الجيفة التي تسمي أوسلو ونفصلها حسب مقاسنا وحجمنا .
وكنت اتمني أن تكون الفصائل الفلسطينية علي قدر المسؤولية وتسال نفسها وهي تصنف نفسها هذا شرعي وهذا غير شرعي من اكتسب شرعية اهلنا وشعبنا المشتت في الخارج ، ومن مزق وحدة الوطن ، ومن لا زال يصر علي تمزيق جسدنا ، ومن شوه صورة الفلسطيني في كل مكان ؟ أدرك ان حربا ستشتعل ضدي من هذه الحقيقة ولكن لا بأس ما دامت في النهاية هي كلمة حق في وجه سلطان جائر . ففصائلنا بكل الاطياف مشاركة في تفعيل أوسلو ولكن حسب مقاسها ورغباتها ومصالحها باستثناء (حركة الجهاد الاسلامي ) التي رفضت المشاركة في مؤامرة الانتخابات .

تتميز عن  غيرك من السياسيين الفلسطينيين في كتاباتك رغم أن اغلبها نارية إلا انك توظف التاريخ في اغلب مقالاتك ولم  تبتعد عن الشهداء والراحلين هل هذا منك إنصاف أم خروج عن الأخر؟
في السابق قلت لك اننا أمة لا نقرأ التاريخ وإن قرأناه لا نتعلم منه وعليه فالتاريخ هو السند القوي والمتين لأي كاتب او مثقف فلا يمكن باي حال تناول الحاضر والمستقبل دون ربطهما بالماضي ، الركيزة الهامة التي يمكن من خلالها تفنيد الحقائق واسنادها بمشاهد تاريخية ، ومثال حي حالتنا نحن لو نعود للتاريخ سنجد ان ما نعيش اليوم هو اعادة للماضي باحداثيات العصر التي نعيش فيه وبمفاهيم مستنسخة من عملية التطور .
اما الشهداء فهم اشرفنا واكرمنا فكيف ننساهم ولا نخلدهم ، فهل بعد الروح يوجد تضحية ؟ نحن لا شيء أمام الشهداء . بل نحن مقصرون بحقهم وبتضحياتهم .

 كيف تنظر كسياسي وقيادي ميداني عانيت خمس سنوات من السجون إلى مبادرة بيروت أو بالأصح مبادرة الملك عبدا لله قبل تولي الحكم خاصة وهي أسوء  مبادرة رفضت من خلال استشهاد كثير من الماجدات كرسالة أن اتفاقيات الحكم تلغيها الشهداء؟
لا أنظر لشيء من هذه المبادرات سوي بسخرية لانها جميعا تولد ميته وربما تناولت ذلك في اجابات سابقة . فجميع المبادرات تعبر عن ضعف وانحياز كلي لصالح اسرائيل وعليه كيف سننظر إليها سوي باستخفاف لانها تساومنا علي ثوابتنا الوطنية وتتجاهل هذه الثوابت كليا ، ورغم ذلك اول من يرفضها هو العدو .
وباكثر صراحة صراعنا مع العدو صراع وجود وليس صراع حدود ولتفسر هذه الجملة كيفما شئت فهذه الخلاصة التي يجب أن نتعامل وفقها مع هذا العدو .

يقال ان خارطة الطريق ماتت قبل ولادتها وانها خالية من اي ضمان لحقوق الشعب الفلسطيني ومع كل ذالك نشاهد السلطة تغنى بخارطة الطريق الذي رفضتها اسرئيل المستفيد منها كيف تقيم ذلك؟
خارطة الطريق احدي المبادرات التي قدمت وتأتي في نفس السياق وهنا سالفت نظرك لقضية مهمة وهي أن جميع المبادرات اومشاريع الحلول المطروحة تأتي بأولويات أمنية لصالح صالح وكأن قضيتنا اصبحت تتعلق بالأمن الاسرائيلي بعيدا عن البعد السياسي . فنحن لا زال لدينا أكثر من ست ملايين شخص مشتيين ، ولا زال لدينا القدس محتلة ، ولا زال لدينا شعب يقتل في الضفة وغزة وعشرات الحقوق ، فاي مبادرة لا تأخذ هذه الجوانب بعين الاعتبار لن يكتب لها النجاح أبدا .
وينطبق علي خارطة الطري4ق ما ينطبق علي غيرها أما عن تمسك السلطة بها فهذا يعود لمشروع السلطة السلمي الذي تحاول من خلاله الخروج من حالة الغرق والموت الاكلينيكي الذي تعيش فيه منذ انتفاضة الأقصي المباركة.

 استاذ سامي بما انك من المناضلين الذين حملوا السلاح ودخلت السجن خمس سنوات حتى افرج عنك بعد صفقات اوسلو المشؤمة ماريك في اوسلو بكونك كاتب ومحلل سياسي؟
وليد مسخ ، وجنين مشوه موته أفضل سبيل لراحته لانه غير قابل للحياة . أوسلو اسوأ مرحلة بتاريخ الشعب الفلسطيني ولا أجد أكثر ما قلت عنه بانه فعلا وليد مسخ . فهذا المشروع سلبنا كل حقوقنا الوطنية والانسانية.

 كتبت اكثرمن مرة تهاجم فتح مع ان كثير يطرحوا انك محسوب فتحاوي رغم نفيك  وايضا تهاجم حماس مع انك حسب راي اخر انك تعز حماس ودورها النضالي  وتختلف معها سياسيا ما معنى ذالك؟
للأسف حتي نحن في الشعب الفلسطيني أصبحنا نحتكم لمنطق أمريكا "إما معي أو علي " وأصبح الحديث لا يدور سوي عن فتح وحماس وكأنهما هم الشعب الفلسطيني وليس ذلك فقط بل تسلل ذلك إلي الجماهير العربية التي أصبحت تنظر لنا وكأننا فتح وحماس ، فان انتقدت فتح فأنت حماس ، وإن انتقدت حماس فأنت فتح ، لا انتماء سوي لهؤلاء فتح وحماس وهنا الثقافة التي ترسخت في ذهن شعبنا وأمتنا العربية التي اختزلت كل فلسطين في فتح وحماس وفقط . لا يريدون منا أن ننتمي لوطن نريد أن ننتمي لأحزاب هذه الأحزاب التي تخلت عن كل مشاريعها الوطنية وأصبحت تصب في صالح مصالحها الحزبية فقط .
أنا بدوري لا أنتمي لأي حزب فلسطيني وللحقيقة لا يمكن أن أنتمي لأي حزب في ظل هذه الحالة لإيماني المطلق بأن الأحزاب ما هي سوي أدوات لتحقيق الهدف الأكبر هو فلسطين وبما أن هذه الأدوات أصبحت أدوات تستغل الوطن لصالحها فلا يمكن أن أنتمي إليها ، فنحن تعلمنا في المخيم كلمة واحدة فقط نحبها ونعشقها وننتمي إليها " فلسطين" لم نتعلم غيرها .
أما عن حماس فلا زلت مصرا أنها ومنذ عام 1994 تمثل مشروعنا المقاوم الفعلي وإنها مثلت الساعد القوي للمقاومة الفلسطينية في وجه المحتل ومشاريع التصفية ، لكن للأسف نجحت المؤامرة ضد هذا المشروع واستطاعت أن تقحمه بعملية أوسلو من خلال السلطة وهذا ليس تجني علي أحد فممارسات حماس اليوم علي الأرض لا تعبر عن واقع حماس كمشروع للمقاومة فحماس اليوم تقوم بنفس الدور الذي تقوم به فتح سابقا التوظيف يقتصر علي أبنائها ، المساعدات تقتصر علي أبنائها ، إضافة لعمليات القتل التي ارتكبتها سابقا أثناء انقلابها الدموي علي نفسها ، فحماس التي نريد هي حماس مشروع المقاومة الطاهر الذي انطلق من ضمير الشيخ احمد ياسين والرنتيسي وصلاح شحادة والمقادمة وأبو شنب ، وليس حماس مشروع السلطة واتفاقيات أسلو ، ولا تقل لي أنها تقاوم اسلو فهي وصلت السلطة عبر اتفاقيات أسلو ، ووصلت السلطة تحت حراسة جند الاحتلال الذين اشرفوا علي صناديق الاقتراع في القدس والضفة الغربية ، وكان مرشحيها في دعايتهم الحزبية تحت مرأي ومسمع وحراسة الجندي الصهيوني ، وعليه فلا بد وأن تعيد حماس وكل القوي الوطنية حساباتها وتعترف بالحقيقة لا يمكن أن  نريد الجنة والدنيا معا ، فهذا لا يعقل وهو حال حماس وقوي المعارضة تريد السلطة الاسلوية وتريد المقاومة فكيف يتم ذلك؟

 حماس واغلبية الشعب الفلسطيني يطرحوا مشروع المقاومة والسلطة تطرح موضوع المحادثات السلام او كما يسميه الآخرين محادثات التفريط في الوقت الذي لم نجني ولاحبة خردله كما قال نزار كيف تقرأ رؤية الطرفين ورأي الشعب الفلسطيني صاحب الحق؟
في النهاية الغلبة لمن ؟  اجزم لك بأن الغلبة ستكون لمشروع المقاومة حتما ولن يكون حسم سوي لمشروع المقاومة لأنه هو الطريق الأوحد الذي يفهمه العدو ويعرف حواره ، ولكن مشروع المقاومة لا يكون بالمسطرة والقلم كما تريد العديد من القوي الفلسطينية . وربما في الإجابة السابقة أوضحت لك مفهومي عن المقاومة . وما هي المقاومة التي نريد . فكل مشاريع المحادثات فشلا ولعلمك لم نفشلها نحن بل من يفشلها العدو . فهو مارس سياسة إضعاف السلطة من خلال تدمير مؤسساتها وقصف بنيتها التحتية وهو اليوم يمارس نفس الأسلوب مع حركة حماس يدمر مؤسساتها ويقصف بنيتها التحتية لأنها أصبحت تعمل بالعلن كما كانت السلطة السابقة تعمل .  للأسف نحن نعري جسدنا للعدو ونكشف له عن قوتنا ومن ثم نبدأ بالعويل والبكاء .
شعبنا لا رؤية له سوي رؤية حقوقة وثوابته المشروعه التي ناضل من اجلها منذ ستون عام هذه الحقوق لن تكون أقل من ثوابتنا الوطنية ، لن يقبل شعبنا بأقل من دولة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير . هذه الخطوط الرئيسية لرؤية أي فلسطيني وعلى أي بقعه في العالم فالفلسطيني لم ولن يترك دياره ووطنه تحت أي مسمي كان فالامل بالعودة هو دافعنا للحياة وهو منبع صمودنا وتثبتنا بأرضنا . 

 نعود لمبادرة السلام السعودية العربية او كما يسميها الاخرين مبادرة الاستسلام والضياع لم تحمل مشروع يضمن الحق الفلسطيني ولم يطرح  الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بل ولم تذكر حق العودة الاجئين بل تقدم لاسرئيل السلام مقابل السلام وليس مقابل الأرض كيف تنظروا إليها كفلسطينيين تعايشوا الأحداث والمعانة لحظة بلحظة؟
لا ادرك استشعر انك تدفعني صوب الدول العربية ومشاريعها رغم انني اجبتك سابقا علي فحوي هذا السؤال المصاغ بعدة اشكال ولكن لا ضير ان اردت ان تدفعني لان اقول لك ان انظمتنا العربية تنظر للقضية الفلسطينية كلا حسب مصلحتها ومنفعتها السياسية ومستوي الفائدة التي ستعود إليها من خلال مثل تلك المشاريع ، فجميع أنظمتنا العربية هي أنظمة تقبع في الحاضنة الامريكيه وربما تتوجه بسياستها الخارجية وفق الاملاءات الامريكية ومطبخ وزارة الخارجية الامريكية وهذا ليس من باب التجني او المهاجمه ولكنه من واقعية هذه الانظمة ودورها المخزي في منطقتنا العربية منذ أن أصبحت معالم القطرية تسيطر علينا وفرضت علينا هذه الانظمة لتقوم بتنفيذ مهامها ، فالفاشل داخليا فاشل خارجيا هذه الانظمة لم تحقق شيء لشعوبها ولا لامتها العربية بل كانت هي الاداة والسيف المسلط علي رقاب هذه الأمة والعائق أمام تطورها وتقدمها ، فهل نرجو خيرا منهم بخصوص فلسطين ؟
تدفعني لمراجعه التاريخ المؤلم واستذكار هذه الانظمة والدور الذي لعبته في ضياع فلسطين كما تلعب الدور الأكثر حيوية الان في ضياع العراق ، فهذه الانظمة أنظمة وظيفية مهمتها محددة ومعلومة . وما ينطبق على مبادراتها ينطبق علي المبادرات الاخري .

 تفتكر الانظمة العربية ان شعوبها في نومة اهل الكهف وصعب تصحى وفية قوميين متفائلين كثير ان فية صحوة عربية من خلال المقاومة في اكثر من اتجاة كيف تقيم مواقف الحكام العرب من القضية الفلسطينية وموقف الشعوب العربية؟
اتريد ان اصدقك القول أو اتجه للخطاب النظري الذي تعودنا عليه ، ولا نريد سماع غيره .؟
ولكن سادعوك وأدعو كل القراء لمشاهدة المشهد العربي بعين ناقدة محايدة بعيدا عن الانحياز لاحد الاطراف ، ولنبدأ من اليمن مثلا ونري الحالة اليمنية التي تمثل نموذج مصغر للواقع العربي فهناك من لازال يدعو للانفصال وكأنه حرية وتحرر ، وهناك من لازال يري بمشكلة صعده قضية حقوق وطنية ..الخ وكذلك الحال بالصومال والعراق والسودان وفلسطين ولبنان والبحرين وكل الدول العربية فالقضية اليوم ليست قضية مقاومة ، القضية قضية شعوب بلغ بها اليأس حد التحنط والقنوط ، فتحولت لشعوب تبحث عن لقمة العيش كألوية أولي وهذا ليس انتقاصا بحقها ولكنه في ظل الحالة المعاشة يعتبر الهم الأكبر للمواطن العربي الذي بالكاد يجد قوت اولادة وحياته ، فالجائع والمضطهد يضع قائمة أولويات لدية تبدأ من الخاص وتنطلق للعام .
فدعنا لا نتحدث عن الشعوب العربية لانه خطاب أصبح كشريط الكاسيت الفارغ كلما انتهي وجه تقلبه للوجه الاخر دون ان تسمع شيء .
اعتقد أن المرحلة تتطلب تغيير الخطاب العربي سواء المعارض او الشعبي التغيير يجب أن يتعامل بواقعية ومنطقية مع الظروف والواقع المعاش وهنا سأقول لك شيء فلنقارن بين خطاب الاسلام السياسي وممارسته على الأرض وبين باقي الخطابات الايدلوجية الأخري ستجد الفارق في الخطابين والممارسة ، وهو ما يؤكد كلامي باننا نحتاج لافعال وليس لاقوال بعيدا عن خطاب التثوير الفارغ من مضمونه الذي لا يصلح سوي للمهرجانات فقط .
فالشعوب لا تنهض بدون قوي طليعية قادرة علي النهوض بها ثقافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا .

 تمتاز بغزارة انتاجك في الكتابات الصادقة والصريحة والتي جعلتك تحتل مركزات متقدما بين الكتاب العرب غير ان ما يلاحظ عدم تناولك للقادة التاريخيين لفلسطين , وهو الحال الذي يسير عليه الكثير من الكتاب والمثقفين العرب الذين يعاركون الحاضر ولا  يعطون التاريخ حقة.. ما قولك؟
بداية انا شاب عربي فلسطيني بيدي قلمي المتواضع الذي انبش به بألمي الذي هو جزء من ألم كل مواطن عربي يشعر بغضة في حلقة من واقعنا المحزن ، ولا افعل سوي أن اعبر عن داخلي وداخل كل مواطن بسيط ، ولا اكتب سوي ما يعبر عن قناعاتي الداخلية التي احيانا تصيب واحيانا لا تصيب ، وهذا ما يجعلني في بعض الاحيان عرضه للقذف والهجوم ، لاني لا اهادن احد ولا انافق أحد ، انا منحاز فقط لقضايا شعبي واهلي وأمتي العربية التي افتخر بكوني ابنا لها ، وبصدق لا يهمني وأنا اكتب سوي مصير هذه الامة وحالتها ، فلا تعنيني الايدلوجيا ولا تعنيني الجغرافيا ، ولا الطقوس الأثنية والفئوية المتمثلة بالحزبية والطائفية والمذهبية .ولا زلت أبحث عن مكان بين الاقلام العربية الكبيرة فأنا لا زلت في البداية وأتعلم منها .
قادة فلسطين التاريخيين بل وقادة الامه العربية التاريخيين كلنا مقصرين بحقهم وللاسف سأقول لك شيء نحن العرب خاصة لا نعرف قيمة القائد سوي بعد أن نفتقده ويرحل عنا ، حينها نعرف أننا فقدنا قائد وسأعطيك أمثلة من يتذكر من اجيالنا الحالية مثلا عمر المختار ، وعبد الناصر وغيرهم . فنحن فعلا مقصرون جدا بحق قادتنا ورموزنا ليس من باب التخليد بل من باب اعطاء جيل الشباب الحالي نماذج مشرفة من أمتهم العربية ، واعطائهم دروس يتعلمون منها ، ورغم ذلك فأنا كتبت عن معظم قادة فلسطين التاريخيين دون انحصار في الحزبية مثلا تناولت فتحي الشقاقي ، وأحمد ياسين ، وياسر عرفات ، وصلاح خلف ، وجورج حبش ، وعبد العزيز الرنتيسي ، وعمر القاسم ، وغسان كنفاني ، وصدام حسين ، والشيخ القسام وكثير من القادة حيث كنت موظف كل شهر مقال لاحدهم ، ولكن الاوضاع الصعبة التي نعيش فيها جعلة هناك اولويات أخري . ولكن حتما سأعود لهؤلاء القادة ولكل القادة العرب التاريخيين الذين خدموا هذه الأمة . 

 كتبت مقال رائع نشر في موقع "البديل" وايضا عدة مواقع تهاجم قطر بقوة لما اقترفتة من  تجاوز ثوابت الامة ؟كيف كان رد الفعل ضدك ؟ وهل كنت تتوقع رد عنيف من هنا وهناك؟
انا لا اهاجم دولة بعينها لان جميع الدول العربية هي بمصاف واحد عندي فهي تتكون من شعوب مقهورة مضطهدة ، انا انتقد سياسة معينة للنظم الحاكمة سواء في فلسطين أو خارج فلسطين ولم اجزأ انتقادتي علي منطقة جغرافية واحدة بل كل من يخطأ لا بد وأن ينتقد انتقدت ابو مازن واسماعيل هنية ومشعل وامير قطر وانتقدت بشار الاسد وانتقدت مبارك ، وانتقادي لقطر يأتي انتقاد سياسة أميرها وأفعاله التي اعتبرها خنجر بصدر أمتنا العربية واخرها استقبال لاعبة التنس الاسرائيلية في أوج فرحتنا بما فعله اللاعب محمد ابو تريكه في بطولة الامم الافريقية وتضامنه مع حصار غزة ، فالاحري كان ان يكرم ابو تريكه علي هامش البطولة في قطر وليس ان تشارك لاعبة تنس اسرائيلية ويوفر لها كل سبل الحماية والراحة لدرجة التبجح بذلك .
انا أوعدك بان قلمي سيبقي مشرع بوجه كل مخطئ مهما كان ولن أكون كبعض الكتاب من يستقوي علي مناطق ضعيفة ويتزنر حزام الشجاعه ولا يجرؤ علي تناول أي شيء في البقعة التي يسترزق منها ويعيش فيها رغم ان الاخطاء والفساد مستشري بها أكثر من هؤلاء الذين ينتقدهم . هناك كتاب يريدون مال الدنيا والجنه معا ، وخاصة اولئك المتقوقعين بالخليج يتمتعون بأمواله ويشنون حربا ضد الباقي بحجة الجماعات الاسلامية فعلا كما وصفهم صديق لي بأنهم يريدون المال بالدنيا والجنه بالاخره ، ويقفوا عاجزين اما ما يدور في بلدان مثل قطر ويتجاهلون الامر ، فانت اردت ان تهاجم عبدالله صالح وبشار الاسد ومبارك وابو مازن عليك ان تهاجم امير قطر والامارات والسعودية والبحرين والكويت عندما يخطأ وما اكثر اخطائهم .

الاستاذ سامي اذا خيروك حزبيا مع رفضك ايهما تختار حماس ام فتح؟
سؤال مضحك نوعا ما سأختار فعلا وبلا تفكير (فلسطين) فالاحزاب عندي ادوات لاجل الوطن وللاسف لن اختار فتح ولن اختار حماس كلاهما له اجندته الخاصة ، وبصراحه اكثر من يرفع بندقيته ضد شعبه لا يستحق الحياة فكيف لي ان اكون احد اعضائه ، إن كانت فتح تنازلت عن فلسطين بمشروع اوسلو فحماس قسمت فلسطين بانقلابها العسكري بدون الخوض في سماع نغمة المبررات الاعلامية ، فمن يسعي للسلطة ويقاتل ضدها ويقتل ابناء شعبه لا يستحق الحياة . والحمد لله ابتعدت عن جميع الاحزاب لانني لن اشارك في ضياع فلسطين مرة اخري . وساعطيك مثال بسيط وهو الخطاب المخزي للفصائل الفلسطينية في محرقة غزة فكلا حاول استغلال جثامين اطفالنا للترويج لمواقفه الحزبية ، فهذا عميل وذاك انقلابي واخر متخاذل والعدو هو من يجني من خيبتنا الفصائلية .

مار أيك في الهجوم البربري على غزة وما المقصود منه خاصة في هذا التوقيت؟
كنت أتمني ان اسال الجميع متي صمتت آلة الموت الصهيونية عن غزة وفلسطين منذ الاحتلال حتي يومنا هذا ، فهذا الهجوم يأتي حلقة من حلقات الموت اليومية التي تقوم بها اسرائيل فكل يوم غزة تشهد قصف وقتل وتدمير ولم تمر ليلة دون أن ترتكب أله القمع الصهيونية مذبحه بحق شعبنا الفلسطيني ، وكذلك طائراته أم يريد العالم أن نقدم له كل يوم مائة شهيد حتي يدرك ان شعبنا يتعرض لمذبحة مستمرة ومتواصلة علي مدار الساعة وهنا المشكلة ليس من ألة الموت الاسرائيلية ولكن من اعلامنا العربي عامة والفلسطيني خاصة الذي يعيش حالة غيبوبة وحالة انقسام ومعركة جانبية حتي يصور للعالم ان اسرائيل تدافع عن نفسها بهجمة مثل تلك ولكن الحقيقة الغير مدركة أن ألة الموت الاسرائيلية لم تصمت لحظة عن ارتكاب مذابحها وها وأنا معك الان هناك عملية بشرق خان يونس تستخدم بها الطائرات والدبابات ، فاسرائيل لا يهمها التوقيت بقدر ما يهمها تنفيذ سطوتها ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته فهي تقدم الذرائع للعالم وعلينا الانتباه بأن هذه الذرائع لخداع العالم والعرب معا .
فأهل غزة لم يهنئوا ليلة واحدة بالنوم بسلام وأمن .

 مقالك الاخير في حول كذبة النصر فية من فسر انة ينعكس سلبا على روح المقاومة كيف ترد على ذلك؟
أخي العزيز أنا كتبت موقفي واضحا مقاومتنا الباسلة التي لها كل الاجتلال والفخر لا تحتاج لمن يرفع روحها المعنوية فهي تدرك قوتها جيدا وتدرك حجم وقوة العدو التي تواجهه ، فهذه نغمة بالية رتيبة فمقاومتنا خاضت ولا تزال معركة لا يوجد بها أي توازن قوة بالعتاد والتدريب ..الخ سلاح مقاومتنا الإرادة والإرادة فقط ، وهذا السلاح لن ينال منه أحد سواء العدو أو غيره وليسألوا العدو هل استطاع النيل من إرادة طفل فلسطيني كان يقاومه بحجر ، وهل بلحظة ألقت المقاومة سلاحها وقالت لا قوة لي بالمواجهة ، هذا تبريرات واهية فمقاومتنا صلبة بصلابة ارضها وايمانها بقضيتها وحقوقها التي لن يستطيع احد النيل منها .
أما مقالي فأتمني من الجميع قراءته بعيدا عن العواطف وهوجات الانفعال العاطفي التي تعمي القلوب والابصار وليراجع كل كلمة بالمقال ليدرك مغزاها ، فالمذبحة كبري وفعلا نحن ضحايا وليس منتصرين ، وأنا توجهت للمقاومة ولغيرها قبل ذلك علينا الابتعاد عن اعطاء اسرائيل مبررات التعامل معنا ككيان يمتلك جيش وقوة لتروج لها أمام العالم انها تواجه كيان وجيش فنحن شعب أعزل يقاوم بارادته ، ولننظر للضحايا والشهداء جلهم من الاطفال والنساء ، فالعالم اليوم ينحاز لاسرائيل ويدافع عنها والماكنه الاعلامية الصهيونية تتباكي بانها الضحية وانها المعتدية عليها ودعني اذكركم بان اسرائيل لا زالت لليوم تستغل المحرقة النازية لتستعطف العالم والرأي العام العالمي وتملأ الدنيا ضجيجا بصورة شاب قتل باسديروت ، في الوقت الذي نحن فيه قتل منا 128 طفلا وأمرأة وننقل للعالم صور الاحتفالات بالنصر ؟ يجب أن نرتقي بوسائلنا القتالية فالمعركة لا تخوضها البندقية فقط بل انها منظومة متكاملة بجوانبها .
اسرائيل ليست غبية عندما تصور للعالم انها هزمت فهي تدرك تصرفاتها جيدا وتعلم أنها تحقق من هذه الدعاية الكثير في حربها ضدنا ، أم هم لا يخافون علي الروح المعنوية لجندهم وعسكرهم ؟
دعونا مرة ننزل علي الأرض ونفيق من حلم العواطف الذي نعيش فيه فمنذ مطلع القرن العشرين ونحن نعيش هزائم نحولها لانتصارات ولا اعرف السبب .
معركتنا طويلة وطويلة سلاحها الارادة فقط ، فالاحتفالات وهم يباع بزجاجات فارغة لرؤوس خاوية تعشق الهالة الاعلامية وصناعة ابطال من ورق ، فنحن ابطالنا لازالوا تحت الموت في صدر المعركة بغزة هؤلاء الذين لن تسمعوا اصواتهم يطلبون الروح المعنوية ، أم هؤلاء فهم أبطال الفضائيات الذين يريدون نصرا اعلاميا عل جثمان أطفالنا وأهلنا .

 مارسالتك للمثقفيين والكتاب العرب في  ظل هذا الوضع المنهار وهل من رسالة لشعوب الامة العربية؟
انا لن اقول لهم سوي اتقوا الله باقلامكم وبقضاياكم ولا تكونوا سوي اصحاب ضمائر وليس اقلام ، فكل المعارك الجانبية تصب لصالح عدونا فلنوحد قضيتنا ونوحد ثورة القلم بمجري طبيعي يحتكم للضمير فقط .
وسيسألهم الله عما كتبوا ، وستحاسبهم شعوبهم عما يكتبون ، فحقيقة مصيبتنا بالمثقفين أو من يدعون الثقافة كلا علي ليلاه يغني .