الرئيسية - ثقافة وفكر - الكتابة في المجال الرياضي بين الطموح والواقع
الكتابة في المجال الرياضي بين الطموح والواقع
الساعة 12:00 صباحاً نعمان عبد الغني
رغم انه لا توجد نية لدينا لأن نعرف أو نفهم أو نطبق المفهوم الحقيقي للاحتراف ، فالاحتراف يعنى عندنا المادة فقط ونسينا أو تناسينا ما ينطوي عليه من مفاهيم ومصطلحات متصلة به مثل الاستثمار الرياضي ، التسويق الرياضي ، التمويل الرياضي ، الداعية الرياضية ، خصخصة المؤسسات الرياضية ، ورغم ذلك لم نر حتى الآن كتابًا يشرح أو يتناول مصطلح من مصطلحات الاحتراف الحقيقي لتعريف المسئولية الرياضية و كيفية الدخول إلى عالم الاحتراف المنشود ؟ اللهم إلا كتاب واحد للدكتور كمال درويش ظهر مؤخرًا في الاستثمار والتسويق الرياضي .أن ليس بمقدور أي شخص كتابة هذه النوعية من الكتب التي تتناول الاستثمار والتسويق والتمويل الرياضي لأنها تحتاج إلى متخصصين في هذه المجالات ونحن نفتقر لهؤلاء المتخصصين فلا يوجد لدينا من يتفرغ للرياضة وحدها ويعلق على التوسع في دراسة هذه المجالات ، فالمسئولين عن الرياضة جميعهم من الهواة وليسوا محترفين ، وهذا يرجع إلى ثقافة مجتمع لم يضع الرياضة في حجمها الطبيعي ولم يضعها ضمن أولوياته وإهتماماته ولهذا فإنه لا أمل في وجود هذه النوعية من الكتب طالما ظلت هذه الموروثات والمعتقدات الفرعونية عالقة بأذهان رجال الرياضةإن هذا السؤال يعتبر ضمن الأسئلة الكثيرة التي لا يتواجد لها إجابة في الرياضة العربية .فالمنظومة الرياضة في الوطن العربي تختلف عن أي بلد آخر فالجميع عندنا يتكلم ويعترض ويحتج والجميع في نفس الوقت ليس لديه أدنى علم أو دراية بما يفتى فيه ، فالاتحادات جاهلة بتعليمات ولوائح الإتحاد الدولي فيما يتعلق بقوانين الاحتراف ، والنقاد لا هم لهم سوى الهجوم على هذا المسئول أو ذاك ولكن لا أحد يقرأ ولا أحد يطلع أو يقرأ وبالتالي ليس لدينا من هو أهل لتأليف هذه الكتب فالاستثمار والتسويق والتمويل الرياضي لدينا مثل الغيبيات لا نعلم عنها شئ .أن هذه المجالات ((())الاستثمار والتسويق والتمويل والرعاية()) لا تعترف بالقوانين وليس لها قواعد محددة يمكن السير عليها أو الالتزام ، فهذه المجالات أقرب ما تكون للتجارة وهى تختلف من تاجر لآخر ، فلكل مؤسسة فكر تسير عليه لتحقيق أهدافها والتي يتمثل في الأرباح د ، فمعظم الأندية العربية تعتمد على رجال الأعمال في إدارة لجنة الاستثمار والتسويق بالنادي وهنا يظهرون الفرق بين رجل أعمال ناجح وآخر غير ناجح ، فمن يملك فكر يقدر على تقديم الجديد للمكان الذي يعمل فيه هو الذي يحقق لناديه فائض أو ربح أو عائد مادي والعكس صحيح ، وللأسف فإن ناديًا واحدًا فقط يجيد عمليات التسويق والاستثمار في حين أن باقي الأندية لا تفكر في أخذ القدوة أو أن تحذوا حذوها .أن الاحتراف لا يزال حديث العهد في وطننا العربي ولا تزال المفاهيم والمصطلحات المتعلق به من استثمار وتسويق وتمويل ورعاية رياضية وخصخصة المؤسسات كلها علوم حديثة وجديدة تحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة لدراستها والتعمق فيها وتحليلها حتى تستطيع أن تنتج كتابًا تتناول هذه الموضوعات وتعريفها للجمهور العادي .فعدم وجود هذه النوعية من الكتب أفضل من وجود كتب رياضية تعتمد على القص ولا تحتوى على أي مضمون أو فكرة لا قيمة لذلك فإن لا داعي للتسرع في إيجاد مثل هذه الكتب لأننا ما زلنا في المراحل الأولى في عصر الاحتراف ، وبالتالي من الصعب أن نرى كتبًا في هذه المجالات في الوقت الحالي حيث لم يصل عدد كبير من الأكاديميين إلى فرصة تأليف كتابًا في علوم الاستثمار أو بتسويق أو التمويل الرياضي .أن عدم تفرغ الأكاديميين للدراسة والإطلاع والتعمق في هذه العلوم والمجالات فمعظمهم يعمل بجهة أخرى إلى جانب التدريس بالجامعة كمدربين في أحد الأندية أو في الاتحادات الرياضية .هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ارتباط تأليف الكتب بالتدرج في مهنة التدريس فمن يؤلف كتابًا لابد أن يكون حاصلا على الدكتوراه مهما كانت كفاءته وموهبته ودراسته .فالمفترض أن أي شركة أو مؤسسة تخرج منتج معين فإن هذا المنتج يجب أن يكون له جمهور مستهدف يوجه إليه وهذه النوعية من الكتب ليس لها جمهور في الوطن العربي ، والذي هو أحوج ما يكون لهذه النوعية من الكتب حتى تنمى هذه الأندية مواردها وترفع من إمكانياتها وتكف من المطالبة بالدعم من الحكومي وتحقق لنفسها الاكتفاء الذاتي وهذا لن يكون إلا إذا عرفت هذه المؤسسات كيف يدار النشاط الإستثمارى والتسويقي داخل هذه المؤسسات وكيف تستغل اسمها وشعبيتها ومكانتها للانتفاع بها في عصر الاحتراف الذي يمكن أن نقول أن أول ملامحه هو البقاء للأغنى .  _________________________  بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني[email protected]