وزير المياه يبحث مع البنك الدولي ترتيبات إطلاق تقرير المناخ والتنمية في اليمن الارياني: اختطاف مليشيات الحوثي لموظفين محليين في السفارة الأمريكية تجسيد لأحد فصول الإرهاب الذي تمارسه بحق اليمنيين بن بريك يؤكد أهمية الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في تنفيذ الخطط والبرامج الحكومية مأرب .. تكريم 11 لاعباً نظير نجاحهم في مشاركاتهم الخارجية طارق صالح يناقش مع رئيس هيئة الأركان اوضاع ابطال الجيش وزير الداخلية يلتقي القائم بأعمال السفارة الصومالية نائب وزير التخطيط يبحث مع مسؤولين أمميين وضع الأمن الغذائي مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع الحقيبة الشتوية بمحافظة مأرب وزير الصحة يطلع على تدخلات منظمة العون الإنساني للتنمية السفير الأصبحي يبحث مع مدير الوكالة المغربية تعزيز التعاون التعليمي والثقافي
عندما جئت إلى مقديشو ... كان فيها طريقاً معبداً واحداً فقط بناه الإيطاليون. إذا ما أجبرتموني على التخلي عن الحكم، فسأترك المدينة كما وجدتها أول مرة. لقد أتيت إلى السلطة بقوة البندقية؛ ووحدها البندقية بإمكانها إزاحتي .
سياد بري .
جاء سيادبري إلى الحكم عبر طريق انقلاب عسكري وحكم البلاد قرابة الثلاثون عاما أستطاع من خلالها أن يجمع أكثر من منصب ووظيفة فقد كان رئيس للدولة وقائد للجيش وزعيم الحزب الحاكم الذي قام هو بتأسيسه ورئيس للجنة الأمن والدفاع كما كان له حق أنقاض أي قرار يصدر من مجلس الدولة ، ناهيك عن أن كل وسائل الإعلام المتوفرة آنذاك كانت مسخرة له وتدور حول فلكه فقط ولا أحد سواه .
هذا الرئيس واجهته الكثير من المشاكل ، مثل دخوله حروب مع جيرانه ثم قمع محاولات الانفصال التي حدثت في بلده وتردي الحالة الاقتصادية وتفشي الفقر والبطالة ، ورغم ذلك لم يفكر إطلاقا بالاستقالة والتخلي عن الحكم طواعية إلا بعد حدوث انقلاب قبلي عسكري عليه ومغادرته البلاد في عام 1991م ، فسقطت الصومال بعدها ومنذ ذلك التاريخ حتى اللحظة في أتون حرب مدمرة أتت على الأخضر واليابس ، لم تنجو البلاد من بعده لأن سياد بري لم يكن يتحلى بالوطنية اللازمة التي تؤهله للنظر في وطن وشعب بأكلمة ، لم يكن يرى إلا نفسه ولا شيء آخر .
وفي الجهة الأخرى في العالم وفي دولة إسلامية أيضا كان هنالك سوهارتو في إندونيسيا حكم تقريبا نفس المدة التي حكمها سياد بري ، إلا أن الفرق بين المستبد الصومالي والمستبد الاندوسي أن الأخير حاول أن يجعل من بلاده قوة اقتصادية وأسس ما سمي ( آسيان ) أو النمور الأسيوية التي سطع نجمها الاقتصادي بشكل مبهر ، ثم وبشكل مفاجئ هوى ذلك التكتل في أزمة مالية عميقة ، ومع هذا الفشل الاقتصادي الذي تسبب في خروج الكثير من الشعب الإندونيسي من دائرة الطبقة الوسطى إلى مرحلة الفقر وتفشي البطالة ، أصر سوهارتو على تجديد البيعة له بعد ثلاثون عاما من الحكم ، فخرجت مظاهرات طلابية ضخمة استحلوا بها العاصمة جاكرتا وحاصروا البرلمان مطالبين بإصلاحات ديمقراطية لينتهي الأمر باستقالة سوهارتو سليما وتسليم البلاد لنائبة للإعداد لمرحلة انتقالية آمنة حمت البلاد من التفتت والانزلاق في حروب أهلية .
سوهارتو رغم أنه مستبد وديكتاتور ، إلا أنه به حس وطني عالي ، وفي فترة حكمة تحقق الكثير في بلاده وقفزت اندونيسيا إلى مراحل متطورة من المستوى الاقتصادي والأمني والتعليمي ، كان الرجل يعمل لأجل بلده ، ومن يختار التنحي بعد أن طالب شعبه برحيله هو رجل يستحق ولو الشيء اليسير من الإنصاف رغم استبداده الطويل الأمد .
سياد بري وسوهارتو ، هما نموذجان نضعهما أمام الرئيس علي عبدالله صالح ، ليختار أيهم يسلك وأين النماذج يتبع ، لأن من يقول بأن النظام والدولة على خيرا ما يرام وأنه يمكن للرئيس تجاوز هذه الأزمة بطرقه الماضية المعهودة و المبنية على شراء الذمم وترحيل المشاكل ، هو إنسان واهم يعيش في فقاعة معزولة عن محيطه ، لأنه ومن الواضح بأن النظام يتهاوي لبنة من فوق لبنة وأن البلاد على وشك دخول مرحلة مخيفة مالم يتم إيجاد أية حلول موضوعية وحقيقية لها .
إلا أن الغريب في الأمر هو البرود المصطنع الذي يدعيه الرئيس أمام كل هذه العواصف ، وعدم تجاوبه حتى اللحظة لأي من المبادرات المطروحة أو رغبته في دعوة الجميع للحوار ، أنه كمن يتأهب لعمل كبير ومخيف وبعيد كل البعد عن الرؤى الوطنية وهذا أمر مخيف بمجرد التفكير فيه ،وخاصة أنه وبالنسبة للكثيرين فأنهم يروا بأن من يملك تاريخ وتصرف وعقلية مثل ما يملكه رئيسنا فأنه متوقع منه القيام بأي عمل مفاجئ وغير متوقع وتطبيقه فورا حتى وأن عاد هذا العمل بمردودات سلبية على الوطن .
اليمن بلد فاشل بكل المقاييس ، وهذا شيء مؤسف ومؤلم ، واليمن بلد مـتأخر ومتخلف وفقير ويعاني الكثير من المشاكل المستعصية والمركبة والمتراكمة والمجتمع الدولي والعالم كله يعرف هذه المعلومة عن اليمن ، إلا الرئيس مازال يتحدث عن المنجزات التي صنعها والتي نقلت اليمن نقلة نوعية من مرحلة متأخرة إلى مصاف الدول المتقدمة ، ومازال بعض من يقتات على فتات هذا النظام الفاشل يصر بأنه لولا الرئيس لما كان هنالك تاريخ أو يمن أو وحده ، وهنا مكمن الأزمة الحقيقية وبؤرة الخراب ومع هذه العقلية لن نجنى إلا مزيد من التخلف والتراجع وربما الانفصال مرة أخرى تحت أمر واقع دولي جديد قد يظهر في أية لحظة .