الرئيسية - ثقافة وفكر - حسن زيد لـ"المصدر أونلاي
حسن زيد لـ"المصدر أونلاي
الساعة 12:00 صباحاً البديل متابعات -المصدر اونلاين
مضت 6 أشهر منذ اندلاع المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية صار كل طرف يتحسس مخرجاً - يحفظ ما تبقى من ماء الوجه- لإنهاء حرب مزقت محافظة صعدة ووزعت مآسيها إلى كل بيت في أنحاء اليمن. بعد إعلانه القبول بآخر الشروط الستة الأسبوع الماضي، وجه الحوثي رسالة حملها الوسيط حسن زيد للرئيس يعلن فيها قبوله بوقف الحرب، لكن كلمات السلام التي سجلها أطراف الصراع على الأوراق لا تعني أن الحرب فعلاً قد توقفت، وسجال الرسائل القائم بين الطرفين ربما يتيح للحرب الضارية الفرصة لإتمام مهمتها في حصد عشرات الرؤوس من الجانبين. فلا تزال قناصات المقاتلين الحوثيين تصيب أهدافها بدقة. فقد تمكن القناصة الحوثيون -بحسب ما نقلته وكالة "قدس برس" أمس الاثنين- من قتل 10 جنود وإصابة 18 آخرين في مواجهات دارت في محيط مدينة صعدة وفي محوري الملاحيظ وسفيان، وسبتمبر هي الأخرى تتحدث كالعادة عن عمليات بطولية يسطرها رجال القوات المسلحة هناك. حسن زيد قال إنه تخلى عن الوساطة التي كان بدأ فيها ضمن لجنة كلفها الرئيس بذلك أواخر رمضان الماضي، ضمت من قيادة المشترك "الآنسي ونعمان" و "علي محسن وفيصل رجب من القيادات العسكرية"، وقال إنه استمر وحده في التواصل إلى أن أوصل رسالة الحوثي للرئيس والتي تضمنت الموافقة على إيقاف الحرب. وقال إنه رشح ناصر قرشة لإكمال الوساطة مفضلاً الانسحاب بسبب اتصالات التقطت له مع عبدالملك الحوثي "وحاول البعض استخدامها لإساءة العلاقة بين الرئيس علي عبدالله صالح والملك عبدالله بن عبد العزيز، وعلى ضوء ذلك قررت التوقف..ولا أريد أن أخوض في التفاصيل لأني أريد للوساطة أن تنجح". وتسلم المهمة بعده الشيخ ناصر قرشة، الذي حمل للرئيس خلال اليومين الماضيين رد الحوثي على موضوع اللجان التي شكلتها السلطة لتنفيذ آليات وقف الحرب، لكن الرد كما ذكر زيد لـ"المصدر أونلاين" نقلاً عن الوسيط قرشة، مفاده أن الحوثي لا يقبل بآلية تشكيل السلطة للجان المكونة من 47 شخصاً ويصر على المشاركة في صياغة آلية وقف الحرب. ويصر على أن يمثل في تلك اللجان بعدد مواز لممثلي السلطة، مفضلاً أن تضم تلك اللجان ممثلين عن المشترك يكونون هم الترجيح. ولم يقتنع بحديث السلطة عن اختيارها سبعة من أعضاء المشترك ضمن لجان تنفيذ آليات وقف الحرب. التواصل عبر الوسطاء بين السلطة والحوثي، وإذا توقفنا عند هذه النقطة، يكون قد قطع شوطاً لا بأس به، لكن إذا لم تتبعه خطوات لاحقة دون أن يوقفها تصلب في مواقف الطرفين، فإن خيار إيقاف الحرب يظل ضعيفاً ومعرضاً لانتكاسة أو تأخر لفترة طويلة. لم تقتصر تصريحات الحوثي باتجاه السلطة وما يتعلق بآليات وقف الحرب، لكن جزءاً منها ذهب في اتجاهات أخرى جعلها تحمل رسائل عدة خاصة أنها تأتي في وقت حساس جداً. فعلى غير المتوقع، صرح عبد الملك الحوثي أنه يسعى لإقامة تحالفات مع الإصلاح خصوصاً والمشترك عموماً، وبعد موافقة مبدئية أطلقها في وقت سابق على وثيقة الإنقاذ كأرضية للتحاور، كانت تصريحات الناطق باسم عبد الملك الحوثي تتبنى صراحة وثيقة الإنقاذ وتعرب عن قناعة بأن هذه الوثيقة قد شخصت مشاكل البلد بدقة وتضمنت حلولاً كفيلة بمعالجة الأزمات القائمة. حسن زيد، أمين عام حزب الحق، قال في تصريح لـ"المصدر أونلاين" إن الحوثي تحدث عن نيته التحالف مع الإصلاح والمشترك لأنه ثبت له - بحسب ما بلغنا- أن الإصلاح جاد وأن موقفه من الحرب لم يكن تكتيكاً سياسياً وإنما كان موقفه مبدئياً ووطنياً. وأضاف زيد عضو المجلس الأعلى للمشترك: "موقف الإصلاح من الحرب الدائرة في صعدة كان بالفعل موقفاً وطنياً ومتقدماً وأكثر مما كنا نتوقعه منه، وعزز ذلك بيان مجلس شورى الإصلاح الأخير". واعتبر زيد أن خطوة الحوثي هذه تنم عن فهمه للمخاطر التي تتعرض لها البلد باسم مكافحة الإرهاب وأنه بذلك يثبت أن الاختلافات الفكرية لا تمنع أن يتوحد اليمنيون. وأضاف: "السلطة لم تتصور ولم تتوقع على الإطلاق أن يمتلك الحوثي الشجاعة ويعلن أنه يدرس فكرة التحالف مع الإصلاح لتكوينها صورة نمطية عن الحوثيين أنهم مغفلون ومتعصبون لا يمكن أن يفكروا سياسياً". وقال زيد إن تعامل السلطة من منطلق أنها انتصرت وما يترتب على ذلك من شروط إضافية يحول دون إنهاء الحرب. وأضاف: "السلطة لم تتعلم من الحرب الأولى بعد مقتل حسين الحوثي والحرب الخامسة عندما تعاملت مع الحوثيين كطرف مهزوم وأدى ذلك لتجدد الحرب والدخول في الحرب السادسة.. فالتصرف كمنتصر ومهزوم لن ينهي الحرب ولا يمنع تجددها مرة أخرى". وأعرب زيد عن ثقته في أن الحرب ستتوقف رغم الاشتراطات المتبادلة والعراقيل، وعزا تلك الثقة إلى الضغط الدولي باتجاه وقفها: "بصراحة إذا لم تقف فلا معنى لمؤتمر لندن". ومن خلال تواصله الدائم مع الوسيط الجديد "قرشة" قال إنه من الصعب تحديد فترة زمنية يتم فيها وقف الحرب نهائياً. وقال إن من يستطيع ذلك هما الطرفان الرئيسيان المعنيان بوقف الحرب "الدولة والسعودية" ، أما الحوثي -بحسب زيد- فلم يعد معنياً بإيقافها بعد أن أعلن قبوله بالشروط.