الرئيسية - ثقافة وفكر - ووجه المدينة مثلي جبان
ووجه المدينة مثلي جبان
الساعة 12:00 صباحاً البديل خاص بقلم عبدالرقيب البكاري

 

 

 

 

(1)

 

وحين يحين الظلام

 

تفر العصافير نحو الأفق

 

فيولد في الليل ألف جبان

 

ويخنق روحي جحيم الطرق

 

أناغي جروحي

 

بعمق الظلام

 

لتذبح حلمي سيوف الغسق

 

ظلام حزين كئيب كروحي

 

جبانا ولدت

 

وأحيا جبان

 

وباب المدينة مثلي حزين

 

ووجه المدينة مثلي جبان

 

يقولون إن الصباح تقمص وجه المدينه

 

وأن القبيلة شدت قوافلها للرحيل

 

وأن السماء على أثرها مُلئت بالغبار

 

وقفت على بابها بانكسار

 

(صباح ولكنه كالمساء )

 

فعدت حزيناً

 

لا شيئ إلا بقايا دمار

 

رأيت النساء ثكالى

 

وشيخ المدينة يأخذ من كل بيت رهينة

 

***

 

(2)

 

أرى الناس يتقاسمون الدماء

 

ويبنون قبرا مكان الحديقة

 

أراهم حفاة عراة جياعا

 

وكلب هناك يهز الجدار

 

يقول عجوزٌ بأقصى المدينة

 

: بأن الجدار يخبئُ كنزٌ

 

ولكنهم يجهلون الطريقة

 

ينامون تحت لهيب السياط

 

يفرون في الليل مثلي بصمتٍ

 

أنشحذ خبز رغيف وأرضي جنان ؟

 

ونفقد أسماءنا في المنافي

 

وإحساسنا بالأمان

 

ولا زلت مابين تيه المنافي

 

وحيدا شريدا أسيرا

 

وروحي عتيقة

 

أمزق بعضي وحلمي الجدار

 

وكنز الجدار

 

وأجهلُ كيف تكون الطريقة

 

***

 

(3)

 

علامَ الضجيج بهذا الصباح

 

وكل مساءٍ وكل دقيقة

 

لماذا يحبون صوت الرصاص

 

كما يعشقون الدماء المراقة

 

تساءلتُ عن سر تلك الدماء

 

وعن سر تلك القبور السحيقة

 

يقولون سرّ عميق غبيٌّ

 

يموتون لا يعرفون الحقيقة ,,!

 

وشيخ المدينة ..!

 

ما بال شيخ المدينة ..!

 

يثير الزوابع في كل حين

 

في كل حيّ

 

ليحيا سعيدا

 

بموت المدينة

 

ونار الضغينة ..!

 

ولكن أُفْقَ سماء المدينة

 

غيوم تلون قلب السماء

 

وطير يرفرق ،،

 

يا للسكينة

 

لعل البنادق يوماتغيبُ

 

ونسمع لحنا يعانق غيما

 

يغني ويهمس فوق المدينة ..