اجتماع يناقش آلية إصدار تراخيص خاصة بالمياه والأغذية بوادي حضرموت
فعالية تكريم الرواد احتفاء بالعطاء الأدبي والثقافي للبروفسور البار وباعامر
البحسني يبحث مع القائم بأعمال السفارة الروسية مستجدات الأوضاع وتعزيز العلاقات الثنائية
الكويت تؤكد حرصها على دعم جهود العمل العربي المشترك في قضايا التنمية
"التعاون الإسلامي" تدين استمرار الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بغزة
الأردن يدين الدعوات التحريضية العنصرية الداعية لتفجير المسجد الأقصى
اليمن يترأس مؤتمر العمل العربي بدورته الـ 51 في القاهرة
وزارة الصناعة تتلف 2 طن من المواد الغذائية منتهية الصلاحية
الارياني يوجه نداء عاجل للمواطنين في مناطق سيطرة الحوثي (أنقذوا أبناءكم من محارق الموت)
وكيل مأرب يدشن العمل في قسم الطوارئ التوليدية بمستشفى كرى العام

كنت أستغرب لماذا أصر الرئيس على أن يظل رئيساً, وبعد اثنين وثلاثين عاماً من الجلوس على كرسي من نار, مملوء بالثعابين والعقارب - كما قال هو- بدلاً من أن يترك غيره يتحمل هذا الهمّ، وقد أدى واجبه وأزيد خمسة وعشرون مرة!
أخيراً وبعد (32) عاماً فهمت كما فهم ابن علي ما يريد شعبه بعد(23) عاماً من حكم تونس, والفضل في فهمي المتأخر للقاء المشترك والذي بدأ يطرح تدوير رئاسته بعد أن اعتليتها ستة أشهر بالكمال والتمام. لم يهن الأمر عليّ، إذ كيف أنام مساءً وأنا رئيس وأصبح وإذا أنا عضو، والرئيس غيري.. إذا كان هذا قلقي وفجيعتي وأنا أرأس المعارضة التي لا مغنم في رئاستها سوى جزاء الله عن الغرم, فما بالك برئيس الدولة الذي تجيء إليه الأموال, وما فوق رأسه رأس, ولا جنب نخسه نخس, يأمر فيطاع, يلتفت فتدور الأعناق, يقتل فيهتف له "الخُبرة" بالنصر ويدعون له بالبقاء, يظلم فيشيدون بعدله في الورى, يفسِّح على الأولاد والأحفاد والأخوال والأعمام والأزلام والأقزام والمؤلفة قلوبهم, فيعجب الناس من كرمه ومن محبته لأهله وخبرته, ويسخرون ممن لا يُغنى في عهده ولو مات الشعب جوعاً من فقره! لاشك أن الرئيس محظوظ؛ فحين يقترب موعد رحيله دستورياً يتلقى الراعي والبركاني الغمزة، وإذا بهم ينادون بالويل والثبور وعظائم الأمور لو ترك الرئيس الملهم موقعه؛ فتهلّ التعديلات ويتسابق المصوتون, وتدق موسيقى فرقة (حسب الله).. غانم والرصَّاص في الوجود, وطارق واللوزي يحنّوا, وجمعية الحكمة تفتي, ولقب أمير المؤمنين مستخبي إلى وقت اللزوم؛ فلا الترابي أجدع منهم ولا النميري أحق باللقب من الرئيس علي.
حاولت أن أقلّد الرئيس دفاعاً عن رئاستي للمشترك دون جدوى, غمزت لأعضاء في الحزب الذي أنتمي إليه وإذا هم حنبليي لائحة, حاولت المغالطة في الموعد وإذا الكل مستعد بالمحضر, حاولت أطالب بالتمديد وأبرر أنه لمصلحة الوطن والمواطنين وإذا الجميع ينظرون إليَّ شزراً.. لم يكن أمامي إلا أن أفهم ما يريد المشترك وأرضى بما قسم الله. وما يزيد الطين بلّه أنه إذا كان رئيس الدولة سوف يحتفظ بلقبه "رئيس سابق" فإني لن أحتفظ سوى باسمي الذي تبرع به أبي مضافاً إليه لقب "دكتور" شقى جهدي.
أخي الرئيس, لقد فهمتك أخيراً.. فهل تحمد الله تعالى وتفهم ما يريد شعبك في وقت مبكر؟ سيأتي من يقول لك: أنت لست ابن علي, والشعب اليمني ليس شعب تونس, وهذا صحيح, لكن ذلك يعني أنك مسلح والشعب مسلح والحجر من القاع والدم من رأس القبيلي. الأمر أبسط من كل ذلك.. أعد السيف إلى جرابه والعسكري إلى ثكنته, وأعط الشعب ما يريده.. والجهل طول الزمان عيب!!!
نقلاً عن صحيفة (اليقين)