الرئيسية - محليات - المليشيات تستعد للعام الدراسي بإجبار مدراء المدارس حضور دوراتهم الثقافية الطائفية
المليشيات تستعد للعام الدراسي بإجبار مدراء المدارس حضور دوراتهم الثقافية الطائفية
صورة ارشيفية-عناصر من مليشيات الحوثي
الساعة 06:52 مساءً الثورة نت../ خاص

"انها سجن حقيقي بخدمات فاخرة وليس دورة ثقافية" يصف وكيل مدرسة خاصة في منطقة السنينة غرب العاصمة اليمنية صنعاء الفترة التي قضاها في دورة ثقافية طائفية اجبرته مليشيا الحوثي المدعومة من ايران على حضورها.

ويضيف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لدواعي امنية انه قضى عشرة ايام في احدى الفلل التي لا يعرف موقها لان عناصر من المليشيات اخذتهم في "باصات" بلا نوافذ ليقضي هو و34 معلم و وكيل مدرسة عشرة ايام فيها يتلقون الدروس والمحاضرات التعبوية لصالح جماعة الحوثي الطائفية، حد تعبيره.

 

واجبرت مليشيا الحوثي الانقلابية المئات من مدراء و وكلاء المدارس الخاصة في صنعاء على المشاركة في دورات يعبوية يتركز محتواها حول زرع المعتقدات الشيعية الاثنى عشرية في اوساط المجتمع اليمني.

 وبحسب مصدر في وزارة التربية والتعليم التي تديرها جماعة الحوثي الانقلابية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014 كثفت المليشيات من اقامة "الدورات الثقافية" الخاصة بالمدرسين ومدراء و وكلاء المدارس الاهلية والحكومية استعدادا لتدشين العام الدراسي الجديد لكسب اكبر قدر من المدرسين واستخدامهم في بث الافكار والمعتقدات الشيعية بين طلاب المدارس.

 

ويتحدث وكيل مدرسة خاصة في مديرية شعوب عن اجباره على المشاركة في الدورات الثقافية الحوثية رغم رفضه المتكرر للدعوات التي وجهها له مدير مكتب التربية عصام الخالد على مدى عامين، يقول في حديثه لـ"الثورة نت" لقد نجحت في "التملص" من المشاركة في دوراتهم طوال العامين الماضيين لكنني تفاجأت في 2 أغسطس بباص معتم ينتظرني امام المنزلي و وجدت داخل الباص ثلاثة من الزملاء.

 

لم تسمح العناصر الحوثية هذه المرة له بالتملص "اطلع الباص بهدوء ومن دون شوشرة " هكذا تحدث احد المسلحين موجها اوامره لوكيل المدرسة رافضا السماح له باصطحاب ملابس او اي حاجيات، يقول "لقد سمح لي فقط بمنادات ابني ليأخذ التلفون ويخبر والدته بانني سأغيب لمدة اسبوعين حتى لا يقلقوا علي" ويضيف لقد كانت اشبه بإجراءات اعتقال وليس استضافة لحضور دورة.

 

وتتمحور مواد الدورات الثقافية الحوثية حول موالات من يدعون انهم ال بيت رسول الله باعتبارهم اصحاب الحق الالهي في الحكم والسيادة وان دين المسلم لا يكتمل الا بموالاتهم.

 

يقول المصدر الذي شارك في احدى الدورات ان الحوثيين يقسمون اليوم الى فترتين الاولى صباحية تبدا فعليا من قبل صلاة الفجر وتنتهي عند "صلاتي الظهر والعصر جمعا"، والثانية مسائية تبدا بعد تناول الغداء وتنتهي الساعة الثامنة مساء يتلقى خلالها المشاركين عدد من المحاضرات الدينية الطائفية لمؤسس الجماعة الصريع حسين الحوثي وعدد من رجال الدين الشيعة.

 

وبحسب المصدر يتم استضافة رجال دين حوثيين لإلقاء محاضرات تجمع بين السياسة والتعبئة الدينية المتطرفة، "يستخدمون الاحداث التي تشهدها البلاد للاستشهاد بالتأييد الالهي لجماعتهم" ويتحاشون فتح نقاش مع المشاركين في الدورة ليتحولوا الى مجرد مستقبلين للأفكار والمعتقدات التي تلقى عليهم.

 

واضاف المصدر ان القائمين على الدورة الثقافية الطائفية خصصوا اليومين الاخيرين لشرح طرق واساليب اقناع الطلاب باعتناق الفكر الحوثي وترغيبهم في الالتحاق بالجماعة باعتارها الجماعة الوحيدة المتمسكة بالدين الاسلامي السليم وغير المحرف.

 

واختتم المصدر حديثه لـ"الثورة نت" بقوله "لقد اخبرونا في اليوم الاخير من الدورة باننا سنكون تحت المراقبة المستمرة وان نشاطنا سيخضع لتقييم دقيق" وهذا ما اثار مخاوف المعلمين والوكلاء من احتمال تعرضهم لأي مكروه في حال لم ينفذوا توجيهات المليشيات او تراخوا في تحشيد الطلاب وتجنيدهم لصالح الحوثيين، كما دفع البعض للتفكير في نقل مقر اقامتهم من صنعاء الى مكانا اخر.