الرئيسية - الأخبار - مراقبون لـ "الثورة نت": هذه أسباب تأجيل غريفيث إعلان فشل استوكهولم!
مراقبون لـ "الثورة نت": هذه أسباب تأجيل غريفيث إعلان فشل استوكهولم!
الساعة 07:53 مساءً الثورة نت/ تقرير - علي العقبي

يكاد الكل يجمع على فشل الأمم المتحدة في تطبيق اتفاق استوكهولم في الحديدة بعد عام من توقيعه، لكن في الوقت ذاته يسوق المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لتقدم في تطبيق الإتفاق، ماضياً وفق مايطرحه في اتجاه الدخول في مفاوضات جديدة تضاف إلى ملف الفشل الاممي في الوضع اليمني.
وأمام هذا الفشل الأممي في تطبيق اتفاق استوكهولم تثار أسئلة عديدة عن سر إصرار المبعوث الأممي على الإستمرار في طحن الهواء، والحرث في الماء، ومن هو المستفيد من هذا التلكؤ في إعلان فشل هذه الاتفاقية التي دخلت عامها الثاني دون تنفيذ أي من بنودها؟ وإلى متى سيستمر الصمت تجاه هذا العبث الأممي في الملف اليمني بشكل عام، والحديدة بشكل خاص؟.
تنصل أممي

يؤكد الدكتور حمد جميح سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) لـ"الثورة نت" فشل اتفاق السويد، وأنه لم ينفذ تماماً، إلا أن المبعوث الأممي يخجل من إعلان الفشل. ملمحاً إلى تنصل الأمم المتحدة وبريطانيا عن التزاماتهم التي قطعوها عندما اقتربت المعركة من ميناء الحديدة بوقف المعركة مقابل انسحاب مليشيا الحوثي، وهو ما ظهر عند الذهاب إلى استوكهولم.
ويضيف: "كان الطرح عند اقتراب المعركة من ميناء الحديدة وقف المعركة مقابل انسحاب الحوثي، ثم لما ذهبوا إلى استوكهولم تغير الطرح ليصبح كالتالي: انسحاب مقابل انسحاب، وتم التوقيع، لينتهي الأمر أن على القوات المشتركة أن تنسحب وحدها، لأن الحوثيين أعلنوا انسحابهم من طرف واحد، بعد أن ألبسوا عناصر مليشياتهم زياً رسمياً".
وأمام هذا الفشل والتلكؤ الأممي في تطبيق اتفاق السويد يؤكد الكاتب الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي أنه حان الوقت لتغيير المبعوث الاممي مالم يقم بتحديد الطرف الذي يعرقل استكهولم. مؤكداً أنه بات واضحاً لكل اليمنيين وللمجتمع الدولي وللأمم التمحدة من هو المعرقل، وهو مايستوجب إعلان ذلك أو يتم تغيير هذا الرجل لأنه لم يبلى بلاء حسنا ، وإنما أسهم في تعقيد الوضع اليمني.
وفي مقابل تردي الوضع الإنساني لليمنيين بعد اتفاق استوكهولم ، يؤكد العليي أن الاتفاق الذي فرض لم يكن يوماً في صالح اليمنيين ،وإنما في صالح الأمم المتحدة التي تحصل على أموال طائلة من وراء إطالة الوضع، وتحاول تسويق نفسها باعتبارها راعية سلام.
ويرى الصحفي العليي أن إصرار الأمم المتحدة على التمسك بملف الحديدة، وعدم حسم القضايا هو جزء من استرتيجيتها ، حيث يدر إطالة الحرب مليارات الدولارات إلى الأمم المتحدة ومنظماتها، وما تمارسه الأمم المتحدة جزء من اقتصاد الحرب في اليمن.

اتفاق إعاقة

وفي السياق يتهم يتهم العليي المبعوث الأممي ومن معه بإعاقة عملية تحرير الحديدة، بل عمل على إتاحة الفرصة للحوثيين لتثبيت تواجدهم ، وإعادة ترتيب وضعهم العسكري والسياسي، لتمكينهم أكثر من ذي قبل، وهذا وحده يؤكد فشل استوكوهولم ،بتأكيده.
وأشار إلى أن الأسباب التي تحجج بها المجتمع الدولي لفرض اتفاق استوكهولم تحت ذريعة تخفيف معاناة اليمنيين وابناء الحديدة تحديداً، كل ذلك لم يتحقق، وماتزال معاناة اليمنيين وأبناء الحديدة مستمرة. مؤكداً أن الانتهاكات والضحايا التي حدثت بعد توقيع اتفاق استوكهولم أكثر بكثير مما كان قبل الإتفاق.
ويتحدث الصحفي بسيم الجناني - شاهد على الوضع في الحديدة بعد عام من الإتفاق - عن أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة. مستغرباً ذلك التفاؤل الذي يبديه المبعوث الأممي دائما في تقاريره للأمم المتحدة، وحديثه المستمر عن تقدم.
يقول الجناني لـ"الثورة نت" "منذ توقيع  اتفاق ستوكهولم لاجديد على الواقع، وكلما يتحدث به المبعوث الأممي من تفاؤل للاسف هو عكس الواقع تماما؛ اتفاق استوكهولم  ضاعف معاناة أبناء محافظة الحديدة". 
وأكد أن الحوثيين هم من استفادوا من الإتفاق، من خلال إعادة تموضعهم، ونجاحهم في عدم تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق، وقيامهم بالتمركز داخل الأحياء السكنية وفي  العمائر،  وحفر خنادق وأنفاق كبيرة على مسافة كيلومترات في خطوط التماس.
وقال إن مليشيا الحوثي حولت مدينة الحديدة إلى مزرعة ألغام، ونشرت العبوات الناسفة والألغام داخل المنازل، كما أعادوا قبضتهم الأمنية بشكل كبير داخل المحافظة واستولوا على جميع الموارد.
وبعكس تنفيذ بند تبادل الأسرى قام الحوثيون - وفق الجناني - بحملات اختطاف واسعة في مدينة الحديدة ومديرياتها، أضف إلى ذلك يسقط يوميا مدنيون بشكل شبة يومي في المناطق المحررة كالتُحيتا بسبب قصف الحوثيين بالمدفعية والقنص والألغام.
 وأكد الصحفي الجناني "استقطاب الحوثيين من بعد توقيع اتفاق استكهولم مقاتلين من خارج المحافظة واستغلوا موضوع الهدنة ووقف إطلاق النار في الحديدة قاموا بالحرب ضد المدنيين".

وضع مأساوي

ووصف الجناني الوضع في الحديدة  بالمأساوي . وقال إن هناك الآلاف من الأسر النازحة من مناطق التماس في شارع الخمسين، وسبعة يوليو ومدينة الصالح وشارع التسعين وشارع الشهداء وحي الربصه وقرية منبر، حيث مايزال سكان هذه المناطق نازحين ويكابدون الويلات في محافظات مختلفة دون أن تنظر لهم المنظمات الانسانية.
واختتم الجناني حديثه بالقول: لم يخدم اتفاق استوكهولم إلا الحوثيين، ولم يأتي بأي جديد لإنقاذ المواطن الذي لا يزال يتكبد  المعاناة بسبب هذا الاتفاق.