الرئيسية - محليات - الميليشيات تعاود استهداف الهوية اليمنية ومعالم ثورة «26 سبتمبر»
الميليشيات تعاود استهداف الهوية اليمنية ومعالم ثورة «26 سبتمبر»
الساعة 04:48 مساءً الثورة نت/ صحف

 

عاودت الميليشيات الحوثية من جديد استهداف ما بقي من هوية ومعالم ورموز الجمهورية في اليمن، لتستكمل من خلاله مخططها الرامي لإزاحة وتغييب كل ما يتعلق بهوية اليمنيين وفي مقدمه «ثورة 26 سبتمبر (أيلول)» التي كانت أسقطت في 1962 حكم الإمامة الذي تنتمي إليه السلالة الحوثية. وفي هذا السياق، كشفت مصادر محلية في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام مجاميع مسلحة تتبع الميليشيات قبل أيام، باقتحام مقر منظمة «مناضلي الثورة اليمنية» بالعاصمة صنعاء، الخاضعة لسلطة الجماعة وقامت بنهبه والعبث بكل محتوياته.
وباشر المسلحون الحوثيون عقب اقتحامهم للمقر نهب جميع محتوياته من سجلات ومخطوطات ووثائق تاريخية وبطولية وكل ما يتعلق بالثوار والمناضلين الذين قارعوا ظلم وجبروت وقهر حكم الإمامة - بحسب ما أوردته المصادر - التي أكدت أن عناصر الجماعة لا يزالون يحاصرون مقر المنظمة، ومنع موظفيها من الدخول إليه لمزاولة أعمالهم.
وعبر ناشطون حقوقيون وسياسيون يمنيون عن غضبهم الشديد واستنكارهم لاقتحام الميليشيات مقر منظمة مناضلي الثورة اليمنية، ووصف بعضهم لـ«الشرق الأوسط» اقتحام الجماعة للمقر بأنه «يأتي استمراراً لحرب الانقلاب المتواصل والممنهج ضد الذاكرة اليمنية والهوية الوطنية، والسعي لتزوير التاريخ اليمني والعبث بمحتوياته ووثائقه وكل ما يتعلق بثورته 26 سبتمبر».
وأشاروا إلى أن الميليشيات ومنذ انقلابها، عملت وبخطى حثيثة على طمس جميع المعالم والآثار المتعلقة بالهوية الجمهورية للدولة في محاولة منها لطمس هوية اليمنيين وتاريخهم وتراثهم الوطني والنضالي.
من جانبها، عبرت منظمة التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية، في بيان عن إدانتها للاقتحام الحوثي لمقر مناضلي الثورة، وأكدت «أن التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية بجميع اتحاداته العمالية والنسائية والفلاحية والتجارية ومنظماته المدنية وشخصياته الوطنية العامة؛ تابعت ما حدث للمقر من عمليات اقتحام وسطو وتمركز من قبل أفراد ومجاميع مسلحة، ومنع أعضاء المنظمة وموظفيها من الدخول وممارسة أعمالهم الاعتيادية».
ووصف بيان المنظمة ومقرها صنعاء، ما قام به المسلحون الحوثيون بـ«التصرف المشين وغير المبرر في حق منظمة مدنية لها من المكانة السياسية والرمزية الوطنية ما يجعل من كل المنتمين لها محل اهتمام وتقدير الجميع»، كما دعا الجماعة الحوثية لسرعة «وضع حد لمثل هذا التصرف».
ودعا التحالف المدني كل هيئات ومنظمات المجتمع المدني والرأي العام للتضامن مع منظمة مناضلي الثورة اليمنية في حقهم العيني والمدني المشروع عبر كل الوسائل السلمية المشروعة.
ولم يكن هذا الانتهاك السافر، الذي أقدمت الميليشيات الحوثية على ارتكابه بالأول ولن يكون الأخير، فقد عملت منذ انقلابها على طمس كل المعالم والآثار المتعلقة بالهوية الجمهورية والوطنية للدولة اليمنية مستهدفة وقامت بتغيير أسماء عدد من الشوارع والمؤسسات ومختلف المرافق الحكومية والمعالم الوطنية، خصوصا تلك الأسماء التي لها علاقة بثورة «26 من سبتمبر» ورموز الجمهورية. وكانت الجماعة سلطت أتباعها لتحريف المناهج الدراسية وكتب التاريخ والمراجع الدينية والأدبية، إضافة إلى إطلاق أسماء قادتها وقتلاها على القاعات الدراسية والمدارس.
ومن بين تلك الانتهاكات - وفق ما أكدته تقارير يمنية - قامت الميليشيات بسرقة مخطوطات تاريخية وكل ما يتعلق بثورة «26 سبتمبر» من عدد من المتاحف اليمنية، وكذلك نهبها وإخفاؤها للأرشيف التاريخي لصحيفتي «الثورة» و«26 سبتمبر» الرسميتين في صنعاء العاصمة.
وطبقا للتقارير، اتجهت الميليشيات قبل فترة ليست بالقصيرة، صوب تغيير جميع أسماء المؤسسات والهيئات والمرافق الحكومية والحدائق العامة، التي لها علاقة بالثورة السبتمبرية وبرموز الجمهورية، وهو ما يؤكد - وفق التقارير - أن الجماعة ليست سوى امتداد لحكم الإمامة بالطريقة الإيرانية.
وعقب أشهر قليلة من اجتياح الميليشيات للعاصمة وتحديدا في مطلع يناير (كانون الثاني) 2015، كانت أعلنت الجماعة تغيير أسماء أكثر من 11 شارعاً رئيسياً في العاصمة صنعاء.
وفي حين حرصت الجماعة منذ انقلابها على منع أي فعاليات شعبية تتعلق بإحياء ذكرى ثورة «26 سبتمبر»، أقدمت على ارتكاب مئات الانتهاكات بحق التاريخ النضالي للرموز اليمنية، وقامت بنهب الصور التاريخية والوثائق المهمة الخاصة من أروقة وباحات المتحف الحربي، واستبدلت بها صور قادتها وقتلاها وشعارات لذكرى انقلابها.
ومن بين تلك الشواهد، التي تؤكد حقد الميليشيات الدفين على ثورة اليمنيين أو معالمها ورموزها، قيام عم زعيم الميليشيات الحوثية المدعو عبد الكريم الحوثي قبل عامين، وتحت وسائل الضغط والتهديد، بشراء منزل أول رئيس للجمهورية اليمنية الراحل عبد الله السلال.
وأصدرت الميليشيات قرارا بتغيير اسم ميدان «السبعين» الذي يرمز للثورة اليمنية والنظام الجمهوري إلى ميدان «الصمود»، بالإضافة إلى إصدارها قرارا بتغيير اسم القصر الجمهوري بصنعاء، إلى «مقر المجلس السياسي الأعلى»، إلى جانب اعتدائها مطلع مايو (أيار) 2018، على النصب التذكاري للجندي المجهول بصنعاء، وتحويله إلى قبر لرئيس مجلسها الانقلابي السابق صالح الصماد.