الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - الأخبار - أبو معاذ .. جريح حوثي تختزل حكايته مشروعاً عنصرياً لتصفية أبناء القبائل - قصة (2-3)
أبو معاذ .. جريح حوثي تختزل حكايته مشروعاً عنصرياً لتصفية أبناء القبائل - قصة (2-3)
الساعة 07:13 مساءً الثورة نت/ خاص


لقراءة القصة الأولى:
ناجي الحرازي .. جريح حوثي أعادته المليشيا إلى أحضان أمه ببقايا روح بعد أن تخلت عنه

 

 

 

  • كشف الجريح التمييز العنصري الذي تتعامل بها المليشيا مع جرحاها.
  • أصيب مرتين في حرض بمحافظة حجة ومريس بمحافظة الضالع.
  • تخلت عنه المليشيا دون أن تقدم له أي رعاية وانتشلت سلاحه منه.

قبل أن يتحدث الجريح (م . أ .ذ) المكنى أبو معاذ عن حالة القهر التي يعيشها بعد أن نجا مرتين من الموت أثناء قتاله إلى جانب مليشيا الحوثي الانقلابية، يطرح سؤالا مهما عن سبب عدم وجود جرحى لدى الحوثيين مقارنة بعدد القتلى الذين يسقطون يوميا بالعشرات، مع أن المعروف في الحروب أن الجرحى يكونون أكثر من القتلى.
يجيب أبو معاذ على سؤاله بالقول: " الجرحى الذين يتم الاهتمام بهم، ويتلقون العلاج والرعاية معظمهم من القناديل، أما جرحى الزنابيل فنادرا مايعودوا أحياء، لأنه يتم تصفيتهم مباشرة في المترس، خاصة إذا كانت جراحهم خطيرة لأنه يتحول لديهم إلى عبئ بعد أن ضحى بنفسه من أجلهم".
ومصطلحي القناديل والزنابيل من المصطلحات العنصرية التي تتداولها الأوساط الشعبية اليمنية، منسوبة إلى مليشيا الحوثي التي تطلق على عناصرها ممن يسمون أنفسهم بالهواشم مصطلح قناديل، وعناصرها من غير السلالة الهاشمية بالزنابيل.
يقول أبو معاذ  "أصبت المرة الأولى بطلقة في فخذي عندما كنت معهم في حرض، واسعفوني إلى حجة وجلست يومين وطلعوني إلى البيت اللي كنت أسكن فيه في الروضة بصنعاء جوار الجامع الكبير، وبعدها بأسبوع جاء مشرف انصار الله في الحارة، وتوقعت أنه زارني للاطمئنان على صحتي وتكريمي، لكن للأسف جاء أخذ مني الآلي (بندقية كلاشنكوف)".
وفق أبو معاذ فإنه طلب من مشرف الحوثيين إبقاء الكلاشنكوف لديه لأنه ينوي العودة للقتال – كما قال - ولأنه يراه المكسب الوحيد الذي خرج به من الحوثيين، فلا رواتب ولا مواساة، ولا حتى تغطية لتكاليف علاجه، لكن مشرف الحوثيين أصر على أخذه منه، قائلا: "عندما تعود مرة ثانية بانصرف لك جديد".
يؤكد أبو معاذ لـ"الثورة نت" أنه عندما لقي كل هذا الجحود من مليشيا الحوثي ، ولم يجد أي اهتمام بتضحيته، أقسم يمينا مغلظة بعدم العودة للقتال معهم مهما كلف الأمر، وبدأ يعمل في بيع القات في سوق دارس رغم عدم التئام الجراح، ليتمكن من خلال الربح البسيط من بيع القات في توفير مصاريفه ومصاريف أسرته، وإيجار بيته.
بعد عام على إصابته وعقب أدائه صلاة الجمعة، دق هاتفه الخلوي بمكالمة اختفت عنه منذ عاد إلى بيته جريحا .. وهنا كانت المفاجأة كما يقول أبو معاذ، فالمتصل هو مشرف الحوثيين في الروضة. 
إستغراب وحيرة انتابتا جوانح أبو معاذ الذي كان يعيش شعور القهر بأنه تعرض للخداع من قبل مليشيا لاترى في القبائل اليمنية سوى وقودا لحربها العبثية التي تسعى من ورائها لإنهاك القبيلة اليمنية لتبقى هي المتحكمة في المشهد اليمني، متربعة عرشه المشيد على رفاة اليمنيين.
يقول: "وأنا أشوف التلفون احترت أرد أم لا، فأنا خائف أن يطلب مني مرة أخرى أرجع الجبهة، وأنا قد أقسمت أنني ما أرجع، فقررت أنني ما أرد عليه". متابعا: "رجعت فكرت في نفسي وقلت أنهم ربما يريدون شيء آخر، فقررت اتصل عليه معتذرا له عن عدم جوابي على الهاتف وقلت إنه كان في وضع صامت ، فإذا بالمشرف يقول انه يريد زيارتي إلى البيت".
وردف: "رحبت به وقلت في نفسي مليح انه لم ينس اسمي، وكنت أتوقع أنه بيعطيني شيء على جيته، وأنه ربما يكافأني، لكن وبعد تخزينة ليلة كاملة طلب مني أعود إلى الجبهة وأعطاني 20 ألف ريال".
يقسم أبو معاذ وهو يشرح قصته أن الحوثيين يستخدمون الحشيش والسحر والطلاسم للتأثير على قناعات الناس، للدفع بهم للقتال، وأنه لولا هذه الأساليب لما استجاب لهم أحد .. مؤكدا أنه بمجرد أن طرح عليه مشرف الحوثيين مقترح العودة للجبهة نسي كل آلامه وجراحه والقسم الذي أقسمه على نفسه بعدم العودة، لتبدأ رحلة معاناة أخرى لم ينته أثرها حتى اليوم، حيث أصبح ألمه ملازما له بعد أن وجد ذراعه اليسرى مفقودة نتيجة انقلاب الطقم الذي كان على متنه إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الألغام التي زرعتها المليشيا في مريس.
وفق الجريح أبو معاذ فإن المؤلم في الحادثة هي أن المسعفين الذين جاءوا لإنقاذ من كان على متن الطقم، اسعفوا اثنين فقط وهم أبو طه وينتمي إلى أسرة بيت أبو طالب في الروضة بصنعاء، وأبو حيدرة لا يعرف إسمه تحديدا، بينما تركوا البقية ينزفون ويزحفون بحثا عمن يسعفهم.
ولأن إصابة أبو معاذ كانت عبارة عن تهشم ذراعه الأيسر انتهى بقطعها، وكدمات أثناء انقلاب الطقم، تمكن من الوصول إلى قرية مجاورة للمكان الذي وقع فيه الإنفجار، وطلب مساعدته بإسعافه ليقوم سائق دراجة نارية بنقله إلى مستشفى ابن سيناء في دمت.
يتابع حديثه: "والله لم يسأل عني أحد، ولم يبحثوا عني هل أنا حي أو ميت، وإلى الآن لي سنتين ولا يعرفون هل أنا حي أم ميت".
بعد أن أدرك أبو معاذ هذا التمييز العنصري داخل صفوف المليشيا قرر عدم العودة إلى بيته الذي كان يستأجره في الروضة بحكم معرفة الحوثيين له، وحتى لايعودون مرة أخرى للزج به معهم في القتال، وقام ببيع الكلاشنكوف الذي تمكن من إخفائه من أعين نقاط المليشيا، واستأجر بيتا بعيدا عن حي الروضة، في حارة لايعرفه فيها أحد من عناصر مليشيا الحوثي التي باتت بالنسبة له كابوسا يلاحقه.
وعن المقابل الذي يحصل عليه مقاتلي مليشيا الحوثي مقابل القتال إلى جانبهم يقول أبو معاذ ساخرا: "يأكل تفاح في الجنة" .. مضيفا: الجرحى والقتلى  مايحصلوا أي شيء، ومامعاهم غير القات وشمة السيد والأكل والشرب في الجبهة، وإذا قتل معه سلة غذائية و200 ألف، وإلا سلة غذائية و15 للجريح، ولا توجد مرتبات ولا مكافئات.
مضيفا: "يصرفوا لمن يقاتل معاهم وعود بضمهم على الجيش ويعطونه بطاقة ورقم عسكري على شان يطمنوهم أثناء القتال، لكن انتم تعرفوا أن الرواتب عند أنصار الله لهم فقط، والقبيلي فرض عليه يقاتل لأن احنا خلقنا من أجلهم".  
يتمنى الجريح أبو معاذ في ختام حديثه لـ"الثورة نت" أن تكون هناك منظمة خاصة تتابع حالات جرحى الحوثيين وما يلاقونه من معاناة .. مؤكدا أن هناك جرحى كثر باتوا يتمنون الموت، بعد أن تخلت عنهم المليشيا وتركتهم يصارعون جراحهم ومعاناتهم، فلاهم أحياء فينعمون بحياتهم، ولا هم أمواتا فيكفون أسرهم كلفة إعالتهم.

 

 

  • تنويه: يحتفظ موقع الثورة نت بكامل السرية عن الجرحى الذين يقوم بنشر معاناتهم.
  • للإبلاغ عن مآسي جرحى مليشيا الحوثي الذين تخلت عنهم على بريد: info@althawra-news.