الرئيسية - الأخبار - من عبدالله بن حمزة إلى حسين وعبدالملك.. إرث تاريخي ينضح بالعداء لمأرب حوله الحوثيون إلى كتب وملازم لتلقين أتباعهم (تقرير+إنفوغرافيك)
من عبدالله بن حمزة إلى حسين وعبدالملك.. إرث تاريخي ينضح بالعداء لمأرب حوله الحوثيون إلى كتب وملازم لتلقين أتباعهم (تقرير+إنفوغرافيك)
الساعة 05:10 مساءً الثورة نت/ قسم التقارير – خاص
  • الحوثيون يعتبرون حربهم على مأرب ثأراً لدماء علي بن أبي طالب.
  • كفر عبدالله بن حمزة أبناء مأرب وطالبهم بأن يأتوا إليه مسلمين
  • وجه حسين الحوثي إساءات بالغة لتأريخ مأرب الذي وصفه بالجاهلي.
  • عبدالملك الحوثي اتهم قبائل مأرب بالنفاق وأنهم يحملون ثقافة قطاع الطرق.
  • قامت مليشيا الحوثي بطباعة مراسلات عبدالله بن حمزة المسيئة لمأرب.
  • زعيم مليشيا الحوثي قال ان قبائل مأرب يحملون إرثا من العداء لآل البيت.


بالتزامن مع هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على جبهات غرب وجنوب مأرب تقوم قيادات لها بتصدير خطاب استعطافي" خادع" في محاولة للتأثير على موقف قبائل مأرب القوي ضد مشروعها العنصري، متجاوزين إرثا طائفيا عنصريا ينضح بالكراهية لمأرب وقبائلها وتاريخها الحضاري.
ومع أن العنصرية الامامية تجاه مأرب ظلت أوراقا مبعثرة منذ ألف عام، إلا أن مليشيا الحوثي التي أبدى مؤسسها حسين ومن خلفه شقيقه عبدالملك حقدا صريحا تجاه مأرب وقبائلها ذهبوا أبعد من أجدادهم في تكريس الكراهية والإساءة لمأرب، وحولوا أوراق الحقد المبعثرة لجدهم عبدالله بن حمزة إلى إصدارات وكتب وملازم قاموا بطباعتها لتلقينها الأتباع والموالين لها.
ويختزل الإرث الفكري الذي تستند إليه مليشيا الحوثي تركة من العداء لمأرب، بدءً من تحميل مأرب - وتحديدا قبيلة مراد - وزر استشهاد الإمام علي بن أبي طالب، مرورا بثورة 48 ضد الإمام يحيى التي مثل الشهيد الشيخ علي ناصر القردعي أيقونتها، وصولا إلى 2015 عندما أفشلت مأرب حلم مليشيا الحوثي في استكمال انقلابها على الجمهورية وإرادة الشعب اليمني.
وأتوني مسلمين
ويكشف كتاب قامت مليشيا الحوثي بطباعته في بدايات ظهورها جمعت فيه مراسلات عبدالله بن حمزة – أحد أئمتهم - عن مراسلات مسيئة لقبائل مأرب اتسمت بخطاب تكفيري اتهامي لأهل مأرب بأنهم على غير النهج الذي عليه من تربوا في بيت رسول الله، والذين هم أعلم الناس بهدي الإسلام – كما جاء في تلك المراسلات.
وفضلا عن ذلك فقد نضحت مراسلات عبدالله بن حمزة بالعنصرية، عندما خاطبهم بأن يقبلوا به إماما لكي يقبل بهم أتباعا، وقوله إن الإسلام أمر أتباعه بالصلاة على أبيه يقصد محمد صلى الله عليه وسلم - الذي لم يكن أبا أحد من الرجال - ولم يأمرهم بالصلاة على آباء القبائل بمأرب، فضلا عن تأكيده بأن مذهبه أتاح له سفك دمهم واستباحة أموالهم وهدم ديارهم إن خالفوه.
يقول الباحث التاريخي بلال الطيب إن أهل مأرب حين امتنعوا عن الأذان بحي على خير العمل  كتب الإمام عبدالله بن حمزة إليهم عدة رسائل لم ينس في كل رسالة أن يذكرهم بفضائل أسرته، وأنَّهم أعلام الهدى، وأقمار الدجى، والأحق في الولاية.
ولم يتوقف عند ذلك بل عمل على تنصيب نفسه الوصي على نقل الدين الإسلامي لهم بقوله إنهم أعلم الناس بآثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسننه، وطرائقه، وعلومه.. متهما إياهم بالجهالة والعمل على غير بصيرة، وداعيا قبائل مأرب لأن تحمد الله أن أحياها حتى وصلت وقتًا تقتدي في دينها بعترة نبيها، وينتسبون إلى من وصفها بالعترة الطاهرة التي خُلقت من طينة عليين.
ويضيف الطيب في مقال له بعنوان - مأرب .. تاريخ من الرفض - أن عبدالله بن حمزة بلغ من سخريته أن خاطب أهالي مأرب قائلًا: وارضوا بنا أئمة، نرضكم لنا تبعًا، ووصل به الاستعلاء أنْ شبه نفسه بنبي الله سليمان بن داؤود، وقال في رسالة أخرى مُهددًا: أقول لكم ما قال عمي سليمان – عليه السلام – لأوائلكم: ألا تعلوا علي وأتوني مُسلمين، وإن الإسلام لا يتم إلا بطاعة عترة خاتم المُرسلين، وإن البغي بمعصية إمام الحق يحل سفك الدم، واستباحة المال، وهدم الديار على مذهبنا ومذهب آبائنا من أهل البيت عليهم السلام".

ويعتبر عبدالله بن حمزة أحد أبرز الطغاة الإماميين الذين ارتكبوا عشرات المذابح بحق اليمنيين في القرن العاشر الميلادي، لفرض دولته المذهبية على اليمنيين من أبرزها قتل قرابة عشرة آلاف من أتباع الفرقة الزيدية (المطرفية)، الذين كانوا يرون بجواز تولي الإمامة لغير أبناء الحسين بن علي من آل البيت.
إلى الحوثي
ولم تتوقف إساءات عبدالله بن حمزة لمأرب وقبائلها عنده فقط، بل ظلت موروثا متداولا جيلا بعد جيل إلى أن جاءت مليشيا الحوثي بعد مرور ألف عام لتحيي هذه العنصرية مجددا، مفصحة منذ نعومة أظفارها عن حقدها الدفين على مأرب وإرثها التاريخي الحضاري المشرق، الذي هو محط اعتزاز كل اليمنيين.
ففي محاضرة تعبوية متلفزة أظهر مؤسس حركة الحوثي العنصرية حسين الحوثي عداء لافتا لمأرب وإرثها التاريخي وحضارات اليمن القديمة، واصفا آثار مأرب التاريخية بأنها "بقايا أعمدة"، وأن حضارات سبأ وحمير ومعين "تاريخ جاهلي" يريد اليهود والنصارى تكريسه بين الأجيال الجديدة .. معتبرا التغني بتلك الحضارات من الضلال، ولبس للحق بالباطل.
وكشف مؤسس الحركة الحوثية في محاضرة حملت عنوان (قدرة اليهود على لبس الحق بالباطل وعداوتهم للمسلمين) بشكل صريح عن نيتهم المسبقة لفصل اليمنيين عن جذورهم التاريخية، من خلال تصوير الإرث الحضاري لهم بأنه إرث جاهلي يعمل اليهود والنصارى على تذكير اليمنيين به وشدهم إليه، مع أن القرآن الكريم سبقهم بمئات السنين بتناوله للحضارات اليمنية وعلى رأسها الحضارة السبأية، والملكة بلقيس التي خلد القرآن حكمتها، وإسلامها بالعقل والإقناع، وليس بمنطق القوة والجلبة.
يقول مؤسس مليشيا الحوثي في محاضرته مهاجما المورث الحضاري لمأرب: "حاولوا أن يصرفونا عن تاريخنا الإسلامي, وأن يعيدوا كل بلدٍ عربي إلى تاريخه الجاهلي.. في اليمن يشدون اليمنيين إلى التاريخ السبأي والحميري, ويجعلونهم يقدسون, ويعظمون بقايا أعمدة في مأرب من آثار دولة معين, أو آثار دولة سبأ في مأرب, وفي الجوف, أو في غيرها, وأن هذا هو تاريخنا وأنا كنا أصحاب حضارة, وكنا.. وكنا.. والتاريخ الإسلامي لا أثر له!".
وتابع حسين الحوثي متسائلا: "من أين يحصل هذا؟ شد العرب إلى تاريخهم الجاهلي؟ هل عن طريق أفراد عاديين؟ أم عن طريق وزارات الثقافة في بلدانهم؟ وزارة الثقافة التي هي جزءٌ من الدولة في كل وطن عربي هي التي تهتم بأن تشد أبناء ذلك الوطن إلى تاريخهم الجاهلي".
ومع هذه الإساءات البالغة للتاريخ اليمني وإرثه الحضاري والتي كان يفترض الاعتذار عنها، عمدت مليشيا الحوثي في 2017 إلى تحويل محاضرة حسين الحوثي من مادة متلفزة إلى مادة مكتوبة قامت بنشرها على الإنترنت، وتعميمها في ملازمهم التي يتعاملون معها بأنها مقدسة.
 غدر وخيانة
وبالتزامن مع محاولة قيادات حوثية تسويق صورة أخرى لجماعتهم نحو مأرب، كشفت معلومات استخباراتية لجهاز المخابرات البريطاني (إس إي إس) عن اجتماع سري لزعيم مليشيا الحوثي مع قيادات من حركته تنتمي لمحافظة صعدة عقده مطلع مايو 2020 في قرية القابل شمال صنعاء هاجم فيه قبائل مأرب، وقال إنهم يحملون ثقافة قطاع الطرق، ويحملون إرثا تاريخيا من العداء لآل البيت، ونصح جماعته بالحذر من زعماء قبائل مأرب الذين يبدون رغبتهم في التعاون معهم أكثر من أولئك الذين يبدون موقفا واضحا تجاههم، ووصفهم بالمنافقين الذين يتربصون بأهل الحق وحاملي لواء الإسلام.
ووفق تلك المعلومات فقد طالب زعيم مليشيا الحوثي في ذات الاجتماع الذي حضره عبدالله الحاكم المسؤول في جهاز استخبارات الحوثيين بالتعامل الحذر مع العناصر المقاتلة إلى جانبهم من محافظة مأرب، وعدم إعطائهم الثقة المطلقة، وإبعادهم عن المهام الحساسة ،لأنهم – كما قال – أهل غدر وخيانة.
وفشلت محاولات بعض قيادات الحوثي مؤخرا في إخفاء ماكرسته من حقد عنصري آيدلوجي تجاه مأرب وقبائلها، كشفت عنه تغريدات ناشطيهم ومنهم حسين الشامي الذي وجه إساءات بالغة لقبائل مأرب، ودعا زعيمه إلى الثأر من مراد لأنهم بنظره قتلوا علي بين أبي طالب.
يذكر أنه منذ مطلع العام 2020 كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية بدعم من إيران من هجماتها الانتحارية باتجاه مأرب، إلا أنها فشلت في إحداث أي اختراق عسكري مهم نظرا لموقف القبائل المساند للدولة والجيش الوطني والمقاومة، والمدرك للمشروع التدميري العنصري الذي تحمله المليشيا الحوثية ومن خلفها إيران تجاه مأرب واليمن بشكل عام.