الرئيسية - الأخبار - تقرير حقوقي يؤكد وفاة ثلاثة مدنيين في العبدية جراء حصار مليشيا الحوثي ويحذر من كارثة إبادة جماعية
تقرير حقوقي يؤكد وفاة ثلاثة مدنيين في العبدية جراء حصار مليشيا الحوثي ويحذر من كارثة إبادة جماعية
الساعة 04:15 مساءً الثورة نت/ الأخبار

 

كشف مكتب حقوق الإنسان في محافظة مأرب عن وفاة ثلاثة مواطنين مدنيين في مديرية العبدية جنوب المحافظة جراء الحصار  المطبق من قبل مليشيا الحوثي التابعة لإيران على المديرية منذ أكثر من نصف شهر، ومنعهم من الانتقال إلى مدينة مأرب للحصول على الرعاية الصحية.
وحذر مكتب حقوق الإنسان في تقرير حقوقي خاص أصدره في مؤتمر صحفي اليوم، المجتمع الدولي من حدوث أكبر كارثة إنسانية وإبادة جماعية لكافة سكان مديرية العبدية النائية التي تفرض عليها مليشيا الحوثي حصاراً خانقاً دون أي مبرر وأمام صمت دولي مريب، حيث تمنع المليشيا عن سكان المديرية البالغ عددهم 35 ألف نسمة، إمدادات الغذاء والدواء والمياه، في حين أن المديرية لا يوجد بها أي معسكرات ولا مخزون غذائي ودوائي ولا مشاريع مياه ما دفع السكان للشرب من المياه الملوثة وهذا ينذر بكارثة صحية.
وناشد التقرير المجتمع الدولي سرعة إنقاذ حياة 2465 طفلا يعانون من سوء التغذية الوخيم الذي ينتشر في المديرية من أصل 9827 طفلا يعانون من سوء التغذية تمكن الفريق الراصد من توثيقهم، إلى جانب رصد 3415 امرأة بحاجة إلى الرعاية الصحية والطبية من الجهات الطبية المختصة والتي لاتتوفر في المديرية، ولايستطيعون الانتقال للحصول على الخدمات الصحية بسبب الحصار المطبق.
ووثق التقرير 23 حالة مرضية مصابة بالفشل الكلوي و11 حالة مصابة بالسرطان وجميعها تحتاج الى الإمدادات الدوائية والرعاية الطبية والغسيل الكلوي في مراكز طبية لا تتوفر في المديرية، وباتوا مهددين بالموت الحتمي في ظل الحصار ومنعهم من الخروج من المديرية للحصول على الرعاية الطبية ومنع الإمدادات الدوائية للمديرية.
وأوضح التقرير الحقوقي أنه وثق قيام مليشيا الحوثي خطف وإخفاء 3278 مدنيا من الطرقات أثناء محاولتهم الدخول أو الخروج للمديرية في ظل تشديدها الحصار ومنع التنقلات من وإلى المديرية.
وكشف التقرير أن الفريق الحقوقي رصد 2523 استهدافا لقرى المدنيين في المديرية خلال الأيام الماضية من قبل مليشيا الحوثي بمختلف الأسلحة الثقيلة من صواريخ وقذائف مدفعية وغيرها، جرى توثيق إصابة 135 مدنيا جرائها بإصابات بين بليغة ومتوسطة وخفيفة، بينهم 31 امرأة و17 طفلاً، وتضرر 18 مدرسة في المديرية ما أدى إلى توقف التعليم فيها وحرمان 8392 طالب وطالبة من التعليم، وتدمير 442 سيارة ومركبة لمواطنين مدنيين ليس لهم أي علاقة بالجانب العسكري.
ونوه التقرير إلى أن فريق الرصد أكد أن مليشيا الحوثي عملت على زراعة ونشر الألغام الفردية في أطراف المديرية ومداخلها وحقول المواطنين وآبار المياه حيث بلغ ما تم رصده 4289 لغما والتي تستهدف من خلالها حياة المدنيين، وتمكن فريق الرصد من توثيق إصابة 262 مدنيا بالألغام المزروعة بينهم 32 امرأة، و26 طفلا.
وخلال المؤتمر الصحفي دعا وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح  المجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، إلى تحمل مسؤولياتهم وسرعة التحرك بإصدار قرارات ملزمة لإنقاذ المدنيين الآمنين في هذه المديرية النائية، وإجبار مليشيا الحوثي برفع الحصار وفتح ممرات إنسانية آمنة لمرور الاحتياجات الإنسانية للسكان من الغذاء والدواء والمياه والمأوى وغيرها، وإيقاف الاستهداف الممنهج من قبل مليشيا الحوثي التابعة لإيران للمدنيين ومنازلهم بمختلف أنواع الأسلحة والمحرمة دوليا من صواريخ بالستية وصواريخ وقذائف أخرى.
كما طالب المجتمع الدولي بإدراج مليشيا الحوثي في قوائم الجماعات الإرهابية في ظل استمرارها في ارتكاب الجرائم الإنسانية واستهداف المدنيين العزل في منازلهم بالصواريخ البالستية وهي من الأعمال الإرهابية، وهو ما يؤكد أن هذه المليشيا لاتؤمن بالسلام ولن تتوقف عن أعمالها الإجرامية والإرهابية بحق اليمنيين، ولا تعير أي اهتمام للدعوات الدولية أو بيانات الإدانة.
ونوه مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب عبدربه جديع  إلی أن جميع سكان مديرية العبدية معرضون لمخاطر صحية كبيرة جراء اضطرارهم للشرب من المياه الملوثة بسبب الحصار المطبق عليهم وأنهم يتعرضون للموت البطيء بسبب نفاذ الغذاء والأدوية،..  منتقدا صمت المنظمات والمجتمع الدولي إزاء ما تمارسه المليشيا من جرائم ضد أبناء العبدية بدون أي مبرر وإنما  بسبب رفضهم الخضوع والاستسلام لسلطتها الغاشمة.
كما دعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى إحالة جرائم مليشيا الحوثي إلى محكمة الجنايات الدولية حتى لا يفلت مرتكبوها من العقاب.
وطالب الحقوقيون المشاركون في المؤتمر الصحفي الحكومة الشرعية وقيادة تحالف دعم الشرعية إلی ضرورة التحرك القوي والسريع لفك الحصار المطبق علی سكان مديرية العبدية واتخاذ كافة التدابير لإنقاذ حياتهم من الموت البطيء  منددين بمنع مليشيات الحوثي دخول المواد الغذائية والدوائية إلی المديرية وأن هذه الممارسات تعتبر جريمة ضد الإنسانية.