الرئيسية - تقارير وحوارات - تاريخية وجينية وجغرافية.. شمار والكميم يتحدثان عن الدوافع الحوثية لاجتثاث جناح صنعاء من سلطة الانقلاب والدور الإيراني الداعم
تاريخية وجينية وجغرافية.. شمار والكميم يتحدثان عن الدوافع الحوثية لاجتثاث جناح صنعاء من سلطة الانقلاب والدور الإيراني الداعم
الساعة 06:03 مساءً الثورة نت/ خاص – علي العقبي
  • العميد شمار: استهداف سلاليي صعدة لصنعاء ليس وليد اللحظة.
  • العميد الكميم: جناح صعدة هو الأنسب لتنفيذ المشروع الإيراني.

لماذا أقدم زعيم مليشيا الحوثي مسنودا بجناح صعدة على اجتثاث صنعاء من سلطة الانقلاب؟ وهل الحقد السلالي على صنعاء وليد اللحظة أم أن له جذوره التاريخية؟ وما أسرار الدعم الإيراني لجناح صعدة؟ وكيف هو مستقبل حروب الاجتثاث للخلاص من شركاء الانقلاب؟
هذه التساؤلات والاستفسارات طرحها محرر "الثورة نت" على كل من العميد أحمد شمار مستشار وزير الدفاع، والعميد الركن محمد الكميم المحلل العسكري الذين تحدثا عن جملة عوامل تاريخية وجينية وجغرافية تقف وراء تلك الممارسات والسلوك التي ظهرت خلال السنوات الماضية بعد تمكن جناح صعدة من الاستحواذ على سلطة الإنقلاب. 
عدوانية متوارثة
يؤكد العميد أحمد شمار مستشار وزير الدفاع أن العداء بين سلاليي صعدة وسلاليي صنعاء تاريخي، وليس نتيجة صدفة أو تاريخ حديث ، بل هو ثقافة عدوانية متوراثة.
ويشير العميد شمار إلى حوادث لازال البعض من كبار السن شاهدا عليها أظهرت مستوى حقد سلاليي على صنعاء وآخر ماقام به الطاغية أحمد حميد الدين بعد مقتل والده بإباحة صنعاء لقطاع الطرق وأصحاب السوابق  ووجههم بنهبها.
وقال: وصل الأمر بقطاع الطرق وأصحاب السوابق عند نهبهم لصنعاء إلى أنهم كانوا يلقون النساء من شرفات منازلهم، لمجرد أنهن يتوددنهم لترك ما يقتاتون به، لذا فإن الكراهية التي لدى هذه السلالة منبتها صعدة".
وتابع: "الحوثيون اليوم  يستغلون أبناء صنعاء تحت تأثير طائفي، لكنها حاجة مؤقتة ، وعندما تنته الحاجة لهم ينقلبون عليهم وينظرون إليهم بنظرة الخصم الأزلي، فيسارعون لاختلاق قضايا جنائية أو إخلاقية وغيرها ليلبسوها بهم كي يسهل التخلص منهم".
وأكد أن سلاليي صعدة وفي إطار عدائهم لصنعاء يبتكرون طرق أخرى كزرع الخلافات البينية وشحن الأسر بالكراهية لبعضها البعض، عن طريق استغلال فتات المصالح التي يوزعونها على بعض أتباعهم في صنعاء.
وأشار إلى أن سلاليي صعدة يرون أنفسهم أنهم ذا مقام يعلو على من سواهم، حتى عن من هم من ذات السلالة من خارج صعدة، وهكذا سيستمر الحال ويستمر الصراع وتتسع الهوة.. مضيفا: في تقديري أن هذا يعد من أبرز العوامل التي قد تعجل بزوال هذه السلالة المتعالية عن تطفل. 
وأرجع سبب وقوف إيران مع جناح صعدة ضد صنعاء إلى الإرتباط الجيني الوراثي بين جناح صعدة والفرس. وقال: إيران ترى في جناح صعدة أنهم الأقرب اليها لأنهم ينحدرون إلى جيناتهم الفارسية، فيحي الرسي هو ايراني المنبت والعرق، لذلك.
وأضاف: "المسألة ذات ارتباط أيديلوجي جيني منهجي تاريخي، وهو مالم يدركه البعض من اليمنيين".
نظرية الخروج
من جانبه العميد الركن محمد الكميم محلل عسكري واستراتيجي يقول إن جناح صعدة يسمي نفسه جناح الصقور، ويمتنون على بقية الأجنحة داخل المليشيا على أنهم أصحاب تطبيق نظرية الخروج على الحاكم، ولولاهم لما كان لجناح صنعاء أي قيمة.
ويضيف: جناح صعدة يرى نفسه الأكثر تضحية والأكثر نزيفا للدماء، وهم من يقولون إنهم هم من قاتلوا في صعدة، بينما بقية السلالة كانت متنعمة سواء من كانوا في صنعاء أو من غيرها من المناطق اليمنية، وهم يعتقدون بذلك أن الحكم لا يجوز إلا أن يكون لهم فقط، وان ينحصر فيهم فقط.
وتابع: في حديثه مع "الثورة نت" "لو تنتهي معركة الحوثيين مع اليمنيين لرأيتهم يقومون بتصفية بقية السلالة أو يعزلونهم من مناصبهم ويجعلونها في أصحاب صعدة فقط، أو العائلة الحوثية.
وقال: جناح صعدة يرى جناح صنعاء بأنهم جناح الطيرمانات والتنظير، وليسوا رجال حرب، أو يفقهوا فيها، وعندما كنا في صنعاء كنا نسمع هذا الكلام وندرك ذلك الخلاف وبعمق واتساع الهوة بينهم.
وأكد أن جناح صعدة يتعامل مع بقية المحافظات بدونية واستنقاص، وحتى وإن كان من نفس السلالة.
وأرجع المحلل العسكري الكميم دعم إيران لجناح صعدة إلى كونه الوحيد الذي ينفذ مشروعهم واجندتهم في المنطقة عسكريا، فغالبيتهم تحولوا من المذهب الهادوي الجارودي إلى المذهب الشيعي، وأصبحوا ينتمون لإيران ولمشروعها بشكل مباشر، ويسعون لتنفيذ اجندتهم في المنطقة ويتم التعامل مع جناح صعدة  من قبل ايران كأحد اذرع الحرس الثوري الايراني في المنطقة.
وأكد أن جناح صعدة الأكثر خطراً على الجميع وباستمراره يعني استمرار سفك الدماء اليمنية، فضلا عن أنهم يشكلون خطرا كبيرا على المملكة العربية السعودية كونهم  يرتبطون بحدود جغرافية مع المملكة، وهنا تأتي ايضا أهمية اهتمام ايران بجناح صعدة على وجه الخصوص منذ تسعينات القرن الماضي.
ورصد تقرير نشره "الثورة نت" مؤخرا حروباً خفية يقودها زعيم مليشيا الحوثي مسنودا بجناح صعدة ودعم إيراني للخلاص من جناح صنعاء المشارك في الإنقلاب، وثق فيه استحواذ جناح صعدة على أكثر من 90 منصبا وموقعا هاما في سلطة الانقلاب بصنعاء منذ تشكيل حكومتهم الانقلابية في 2016.
ومن بين التسعين منصبا التي وثقها التقرير 28 منصبا وموقعا تتقاسمها عائلة زعيم المليشيا، فيما جرى تصفية جناح صنعاء من جميع المواقع والمناصب الهامة سواء في المجلس السياسي – أعلى هرم الانقلاب – أو في حكومة المليشيا.
ويتجه زعيم مليشيا الحوثي لتضييق دائرة التحكم في سلطة الانقلابيين وحصرها تدريجيًا على نفسه وعائلته، مستبعدا الأقطاب المؤثرة من جناح صعدة، والتي ساهمت إلى جانب الهالك حسين الحوثي في تأسيس المليشيا، أمثال عبدالله عيظة الرزامي، وصالح هبرة، ويوسف الفيشي الغير منتمين للسلالة الهاشمية.

مواضيع ذات علاقة: