أثار الهجوم الإرهابي التي نفذته مليشيا الحوثي الإيرانية على منشآت مدنية في دولة الإمارات تضامن عربي واستنكار دولي واسع وشديد اللهجة، وسط تأكيد على ضرورة محاسبة المليشيا الحوثية ولجم خطرها  على الأمن والسلام في المنطقة والعالم.

وصباح الإثنين (17 يناير) الجاري، أعلنت دولة الإمارات، السيطرة على حريق أدى إلى انفجار 3 صهاريج نقل محروقات في منطقة مصفح الصناعية في العاصمة أبوظبي. ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) في حينها عن شرطة أبوظبي أن الحادث أسفر عن وفاة شخص من الجنسية الباكستانية، وشخصين من الجنسية الهندية، وإصابة 6 آخرين، إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة.

وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان لها، إن دولة الإمارات "تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي”، مؤكدة أن هذا الاستهداف "لن يمر دون عقاب".

وكان المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، قد أشار إلى أن قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي ستتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة والضرورية لردع هذه السلوكيات العدوانية للميليشيا الحوثية. مضيفاً أن سلوك الحوثي يؤكد تهديد هذه الميليشيا الإرهابية وتقويضها للأمن الإقليمي والدولي. وبعدها أعلن ‏‏التحالف بدء ضربات جوية لمعاقل وأوكار ميليشيا الحوثي في صنعاء استجابة للتهديدات. 

تضامن عربي
وأدانت جامعة الدول العربية هذا الهجوم الإرهابي، وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً في مواجهة هذا العمل الإرهابي الذي يُهدد السلم والاستقرار الإقليمي.

فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف، أن الهجوم الإرهابي الجبان الذي شنته مليشيا الحوثي استهدفت مطار ابوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة، هو اعتداء إرهابي جبان وجريمة حرب تعرض حياة المدنيين للخطر، وهو ما يتطلب محاسبة الإرهابيين بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني.

ورصد محرر "الثورة نت" سلسلة بيانات تضامن واستنكار اصدرتها الدول العربية وعلى رأسها السعودية، واليمن، والكويت، وقطر والبحرين وعمان ومصر والأردن والمغرب وغيرها، وما تزال المواقف المنددة تتوالى حتى الآن. 

وفي السياق، أدان رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك جريمة استهداف أعيان مدنية في ‎أبوظبي وما سبقها ضد ‎السعودية والمدنيين والنازحين في  اليمن معتبراً أنّ أدوات ‎إيران ضد البلاد والأشقاء ستهزم أمام إصرار اليمنيين والتحالف على هزيمة مشروعها الدموي
‎
وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد بن مبارك، قد أجرى اتصال هاتفي بنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد أبدى خلاله تضامن ودعم اليمن لدولة الإمارات في كل ما تتخذه من إجراءات وتدابير لمواجهة الهجمات الإرهابية الحوثية. ومن جانبه، جدد الشيخ عبدالله بن زايد، التأكيد على مواصلة دولة الإمارات، ضمن قوات التحالف العربي، دعم الحكومة الشرعية لإنهاء الانقلاب على مؤسسات الدولة وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن.. مؤكدًا أن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تذهب دون عقاب ومحاسبة مرتكبيها. 
 
ومن جانبه، أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتصالاً هاتفياً بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، أدان خلاله الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له السعودية والإمارات من قبل ميليشيا الحوثي. مؤكداً موقف السعودية ووقوفها التام مع دولة الإمارات الشقيقة أما كل ما يهدد أمنها واستقرارها"، 

وأكدت المملكة أن "هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر ميليشيا الحوثي الإرهابية يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم".

وفي السياق، أدان ‏مجلس الوزراء الكويتي بشدة استهداف ‎ميليشيا الحوثي المناطق المدنية في ‎الإمارات بطائرات مسيرة أسفرت عن قتلى وجرحى، مؤكداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذا السلوك العدواني. 

وإلى ذلك، أجرى وزير خارجية مصر سامح شكري، اتصالاً مع نظيره الإماراتي عبر إدانة ‏‎مصر استهداف ميليشيا الحوثي أمن واستقرار ‎الإمارات، مؤكداً دعم بلاده لكل ما تتخذه من إجراءات للتعامل مع أي عمل إرهابي.

ومن جانبها، أدانت مملكة البحرين بشدة قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية باستهداف مناطق ومنشآت مدنية في دولة الإمارات. وقالت الخارجية البحرينية في بيان لها إن هذا الاعتداء الإرهابي الجبان يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وكافة القوانين الدولية، واعتداء سافرا على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرهن على إصرار هذه الميليشيات الحوثية الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها الإجرامية الجبانة.

وأعرب البيان عن استنكار مملكة البحرين لهذا الاعتداء الحوثي الآثم، ووقوفها في صف واحد إلى جانب دولة الإمارات، وتأييدها لكافة الإجراءات التي ستتخذها للتصدي لهذه الأعمال التخريبية الجبانة.. داعية المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حازمة ضد هذه الميلشيا التي تؤكد أعمالها الإجرامية أنها منظمة إرهابية تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن واستقرار المنطقة.

ومن جانبه، أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال اتصال هاتفي بالشيخ محمد بن زايد وقوف المملكة المغربية مع دولة الإمارات.

وجدد الملك محمد السادس دعم المملكة المغربية الراسخ لجميع الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الهجمات الدنيئة لميليشيا الحوثي ومن يقف وراءها.

وإلى ذلك، أدان ملك الأردن عبدالله الثاني، في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الاعتداء الإرهابي الجبان على منشآت مدنية بدولة الإمارات ‎الأردن وأكدت له أن أمنهم من أمننا. ومستمرون في دعم جهود محاربة الإرهاب ضمن نهج شمولي. 

وفي ذات السياق، أعربت وزارة الخارجية لسلطنة عُمان عن تضامنها مع دولة الإمارات وتأييدها فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها. وعبّرت عن استنكارها وادانتها للهجوم الذي استهدف أبوظبي والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

ومن جانبها، أدانت دولة قطر بشدة الهجوم على مطار ‎أبوظبي واعتبرت  استهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية عملاً إرهابياً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية.

إدانات دولية
وعلى الصعيد الدولي، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية بشدة الهجوم الحوثي "الإرهابي" على الإمارات. وأكد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني بلينكن، خلال اتصال أجراه مع نظيره الإماراتي، استنكار الولايات المتحدة الأمريكية، معبَّرًا عن تعازيه في ضحايا هذا العمل الإرهابي.

وتعليقاً على الهجوم الإرهابي، قال ‏وزير الخارجية الأميركي السابق مايك ‎بومبيو، إن الحوثيين المدعومين من ‎إيران والذين يقول عنهم الرئيس ‎بايدن إنهم ليسوا إرهابيين، قاموا بشن ضربة إرهابية صاروخية على نقطتي نقل عالميتين في أبوظبي. 

فيما طالب ‏عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي السيناتور الجمهوري جيم انهوف، إدارة بايدن بإعادة تصنيف ميلشيات الحوثي على قائمة الإرهاب مشيراً إلى أن هجماتها المميتة على ‎الإمارات تظهر أنها ارهابية.

ومن جانبها، أدانت بريطانيا الهجوم، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، عبر “تويتر”: “أُدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي تبناها الحوثيون ضد الإمارات”. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في بيان، إن هذه الهجمات تهدد أمن أراضي الإمارات واستقرار المنطقة. 

وإلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة استهدف ميليشيا الحوثي الإرهابية مناطق ومنشآت مدنية في الدولة وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، "ندين بشدة هذا العمل الاستفزازي ضد منشآت البنية التحتية المدنية لدولة الإمارات الصديقة" وفق ما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.

‏‎فرنسا وعلى لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان أدانت بأشد العبارات الهجمات التي تبناها الحوثيون في ‎أبوظبي ودعت لوضع حد فوري لأعمالهم المزعزعة للاستقرار في المنطقة واليمن.

مطالبات بإعادة الحوثية إلى قائمة الإرهاب

ولاقى الهجوم الإرهابي على الإمارات إدانة منظمات عالمية على رأسها الأمم المتحدة، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن الهجوم الحوثي يُعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وفي السياق، أدان ‏الاتحاد الأوروبي هجمات مليشيا الحوثي على ‎الإمارات والسعودية.. معتبراً إياها انتهاكاً للقانون الدولي وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة. 

وقال ‏الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط لويس ميجيل بوينو "إن الحوثيون رفضوا كل مبادرات الحل التي قدمتها ‎السعودية.. وهم متمسكون بموقفهم بتنفيذ الهجمات خاصة في ‎مأرب. مضيفاً أن الحوثيين يعتبرون أنفسهم "فوق السلطة".. والحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن.

ومن ضمن المنظمات الدولية التي أدانت الهجوم الإرهابي مجلس وزراء الداخلية العرب، والاتحاد البرلماني العربي، ومنظمة التعاون الإسلامي والأزهر الشريف والمجلس العالمي للتسامح والسلام وربطة العالم الإسلامي.