الرئيسية - محليات - حذّروا من تغافل المجتمع الدولي عنها.. أكاديميون وباحثون يحّذرون من خطورة المراكز الصيفية الحوثية على مستقبل اليمن
حذّروا من تغافل المجتمع الدولي عنها.. أكاديميون وباحثون يحّذرون من خطورة المراكز الصيفية الحوثية على مستقبل اليمن
الساعة 09:16 مساءً الثورة نت/ علي العقبي

حذّر أكاديميون وباحثون يمنيون من خطورة المراكز الصيفية التي تنظّمها مليشيا الحوثي الإرهابية في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتحشد إليها مئات الآلاف من أطفال وشباب اليمن.
ووصف أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عبدالباقي شمسان، ما يجري في المراكز الصيفية للحوثيين بالعملية الممنهجة، وقال إنها "تأتي ضمن خطط وبرامج للسيطرة على البلاد".
عن الأهداف الحوثية من خلال المراكز، قال شمسان في مداخلة خلال ندوة نظمها المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بمناسبة إطلاقه تقريره "صناعة العنف والكراهية، إن جماعة الحوثي تعمل على تعديل رؤية الجيل إلى شرعية ومنظومة الحكم والحياة والموت وكل شيء تقريبا.
وحذر شمسان من أن التأخر في إنهاء الانقلاب الحوثي يساهم في تنشئة جيل جديد له تصورات جديدة لا وطنية وإحلال ثقافة مختلفة للدولة والمجتمع والحياة والموت والحكم والمساواة والعدل.. محذّراً من أن استمرار الانقلاب سيدفع الجيل الذي نشأ في ظل الدولة والجمهورية؛ سيخضع لهذه الثقافة بفعل قوة العطاء والجبر التي تملكها جماعة الحوثي.
وعن استهداف الحوثيين للعملية التعليمية، قال شمسان إنه يأتي في إطار السعي لتعميم ثقافة مجتمعية بمشترك عام يخلو مضمونه من العلم والمعرفة، واستدعاء البنية المجتمعية التقليدية القائمة على التراتب الاجتماعي بما تحتويه من تمايز مجتمعي، ومنح حق الحكم والسيطرة بموجب هذا التراتب لتصبح من حق سلالة محددة، وإعادة المجتمع اليمني إلى ما قبل الثورة.
ومن جانبه، أعاد الباحث السياسي ياسين التميمي، التذكير بأن جماعة الحوثي بدأت معركتها في حروب صعدة بالاعتماد على خريجي مراكز الإرشاد، والتي بدأت كمعاهد موازية للمعاهد العلمية التي كانت منتشرة في البلاد سابقا، مع فارق أن هذه المعاهد الموازية أنتجت مقاتلين بلا وعي سياسي، متشبعين بفكرة الثأر مع الآخر الذي ينبغي إزالته لتطهير الهوية.
وأوضح التميمي أن هذه المراكز تحولت إلى صناعة العنف في محاولة لاستنساخ نموذج شبيه بالحرس الثوري الإيراني، وازدهرت منذ حرب صعدة السادسة، وظهر عليها طابع العنف لأنها لم تكن معاهد علمية بقدر ما كانت معسكرات لتخريج كتائب جرى اختبارها خلال توسع النفوذ الحوثي والسيطرة على محافظة عمران، ثم استخدمت خلال الحرب في تعز وعدن ومأرب.
ونبه السياسي التميمي، إلى أن جماعة الحوثي انتقلت من تكريس الدعوة إلى تكريس السلطة والذي يقتضي منها تأهيل الأطفال فكريا وتعبئتهم طائفيا بتقديس الزعيم المنتمي إلى سلالة طائفية وإيهامهم بأنه يمثل سلطة الله في الأرض، وفي نفس الوقت تأهيلهم عسكريا وعنفيا لحمايته واستئصال كل من يناهضه ويرفض مشروعه ووجوده، بحيث يصبح كل فرد مستباح هو وكل ما يملك طالما لم يعلن الولاء لهذا الزعيم.
وإلى ذلك، اعتبر الباحث والكاتب السياسي نبيل البكيري، ما يجري تقديمه من دروس في مناهج المراكز الصيفية عملية مسخ لا تأبه للتنوع المجتمعي، وتتجه إلى إعادة تشكيل هوية المجتمع بصورة ذهنية لا تستقيم مع مفهوم الدولة والحداثة السياسية والتعددية.
وقال إن هذا "يجعل مستقبل اليمن في انتظار مسار كارثي يتمثل بتطييف المجتمع في ظل تواطؤ دولي يقدم المساعدات لهذه الجماعة، ويتغاضى عن استغلال مقدرات الدولة لغسيل عقول الأطفال والناشئة".
ودعا البكيري لتنبيه المجتمع الدولي إلى التوقف عن التعاطي مع جماعة الحوثي وتقديم المساعدات لها لتستخدمها في تعزيز نفوذها واستمرارها في إعادة فرز المجتمع وإعادة رسم تصورات مغلوطة عنه، وتكريس ثقافة نقيضة لثقافة التعايش اليمنية، مستغربا من وضع إمكانيات المنظمات الدولية في خدمة الجماعة والسعي للحصول على رضاها والتواطؤ معها
وحث على تقديم المزيد من التقارير التي تكشف حقيقة ممارسات جماعة الحوثي ووضعها في موقف المسؤولية، مشدداً على ضرورة أن يتولى الجميع حماية أطفالهم من غسيل الأدمغة، ومراقبة ممارسات جماعة الحوثي في المراكز الصيفية والمدارس وما تقدمه في مناهجها.