الرئيسية - محليات - قراءة في كتاب معركة الوعي في اليمن للاعلامي عبدالله اسماعيل
قراءة في كتاب معركة الوعي في اليمن للاعلامي عبدالله اسماعيل
الساعة 07:17 مساءً استعراض/ د. لمياء الكندي

 في كتابه "معركة الوعي في اليمن كتابات في الهوية والحرب والسياسة" الصادر عن مركز نشوان الحميري للدراسات والاعلام ومؤسسة بالسند، يضعنا الكاتب عبدالله اسماعيل بأسلوبه النقدي المستقرئ للتاريخ أمام تحد وجودي نستشعر من خلاله الخطر للدفاع ليس على كرسي الحكم بل على الوجود والهوية التي تستنزف الانسان اليمني وتلغي حضوره التاريخي وتجعله هامشا مجبرا على خوض حروب كهنة السلالة وادعيائها وتلبية رغباتهم وتطلعاتهم.
بما يقارب الاربعين عنوانا أو موضوعا تم نشره في هذا الكتاب، يقودنا الكاتب في رحلة من العصف الذهني والادراك الجمعي لمعضلة الحرب بل وسر الحرب في اليمن طيلة الالف عام  وجذور هذا الصراع وفحواه، ويقدم لنا الكاتب قراءة في تاريخ الكهانة الامامية واستنتاجات الحاضر باعتبارها حالة تاريخية يجب التوقف عندها لحشد طاقات الامة اليمنية في مواجهة الكهانة الامامية التي قزمت بل ألغت الشخصية اليمنية ، وأن الجيل الحالي يتوجب عليه ليس فقط خوض المعركة النهائية ضد الكهنوت بل هو مطالب بتحقيق النصر النهائي ضدها هذا النصر الذي لن يكتمل دون تكامل ادوات المواجهة معها.
ويؤكد الكاتب أن النخب الثقافية و والسياسية والعسكرية مسؤولة في تحديد موجهات المعركة وتبني خطابها التحرري لإنهاء ألف عام من القتل والدم والخراب على حدى قوله.
وتحت عنوان " جرائم السلالة الجذر العنصري وموروث العنف التاريخي"، يصل بنا الكاتب إلى حقيقة قاطعة حول هوية الكهنوت الامامي وطبيعته وسلوكه عبر العصور، فما جرائم السلالة اليوم إلا وجها آخر لتكرار جرائم أسلافهم ويرى الكاتب أن ذلك التطابق في الاجرام يصل إلى التوصيف والتسمية والوسيلة.
ويرى الكاتب أن المشكلة البنيوية في المشروع السلالي تكمن في شعوره الدائم بانفصاله عن هذا الشعب وفق نظرة فوقية دونية محملة بمنطلقات عنصرية حددت نوع العلاقة بينهم وبين الشعب وهو ما يذكي من حتمية الصراع بيننا كشعب وبينهم كفئة عنصرية لا تعد نفسها جزء منه.
ويؤكد الكاتب على خطورة الشعور العنصري الذي يغذي سلوكيات الكهنة وسياستهم فيضعهم دائما في مواجهه دائمة مع الهوية اليمنية لانهم يرونها السلاح الاهم في مواجهة تكبرهم وعنصريتهم.
 كما يؤكد الكاتب على الطبيعة الارهابية والعقلية النازية التي يتشكل من خلالها العنف المحلي للمليشيات الانقلابية في مناطق سيطرتها وخارجها، معتبرا أن تلك الجرائم تشكل حالة تاريخية واحدة تنتمي إلى مصدر فكري ومرجعية فقهية تبرر لإجرام الكهنة و شكلت الجذر الفكري للإرهاب العنصري السلالي في اليمن عبر ما يعرف ب" كفر التأويل"، هذه المنهجية التي جعلت من اليمنيين المعارضين لسلطتهم محل نهب وقتل وتدمير بحجة كفرهم المسبب له معارضتهم.
وقدم لنا الكاتب عرضا حول عوامل استمرار المشروع السلالي العنصري ومسببات العودة، ويؤكد الكاتب على أن أهم ما يميز هذا الكيان العنصري أنه ولد كمشروع واستمر كمشروع يحتفظ ببذور عودته كلما لاحت له أي فرصة لاستعادة ذاته، ويرى الكاتب أن هذا المشروع قادرا على المواءمة مع الاوضاع المختلفة فيظهر مجرما مستبدا مستقويا إذا حكم ممارسا للتقية والتكيف مع الوضع الراهن إذا ما غاب أو غيب عن المشهد.
ويدعو الكاتب إلى ضرورة استقراء التاريخ والاستفادة من تجاربه، وضرورة تجاوز سلبيات مواجهتنا للأحداث  فالأحداث والتجارب لا تدع لنا إلا سبيلا واحدا للخلاص وأن تكون معركتنا هذه معركة وعي تخوض الفصل الاخير من صراع اليمنيين ضد الكهنوت الامامي .
لقد حاول الكاتب من خلال طرحه المتنوع وتعدد الموضوعات أن يضعنا أمام تشخيص واضح للحالة اليمنية التي تخوض حربها الطويلة ويضعنا امام جملة من الادوات الفكرية التي تمكننا من خوض هذه الحرب ببسالة بل، وتحصننا في حصون الفكر المنيعة التي حرص كهنة البيت الامامي على تغييبها في كل معاركنا معهم وتحويل حروبنا إلى حروب ثارات ونهب وتنافس يخدم توجههم وتنتهي  فصولها حسب مخططهم فمعركة الوعي هي الكفيلة بإحداث التغيير وحسم المعركة ودمتم بخير