العراق يطلب من إيران عدم استهداف المصالح الأميركية في أراضيه
الأرصاد تتوقّع استمرار الطقس مغبّر نسبياً وحار نهاراً بالمناطق الساحلية والصحراوية وأمطار بالمرتفعات الجبلية
غارات إسرائيلية تستهدف منزل مسؤول ومنشآت عسكرية ونووية في طهران
خبير عسكري: إيران تقاتل برشقات صاروخية عمياء وإسرائيل تُنهي بنيتها الاستراتيجية
هجوم جوي إسرائيلي على مقر إقامة خامنئي وإيران ترد بصواريخ باليستية
عاجل اسرائيل تستهدف منطقة إقامة خامنئي
كيف سيتصرف الحوثيون عقب الضربات الإسرائيلية على إيران؟
ماكرون: قواتنا في الشرق الأوسط بحالة تأهب لحماية الشركاء الإقليميين
طهران تتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة تستهدف منشآت نووية وعسكرية
اختراق نطنز..ماذا حلّ بجوهرة النووي الإيراني؟

فجر الجمعة بالتوقيت المحلي، اشتعلت سماء فوق وسط إيران لثواني، ثم هزّت أصوات الانفجارات مناطق عدة، من بينها العاصمة طهران ومدينة نطنز.
هجوم إسرائيلي جديد، لكن بثقل أكبر، هذه المرة، ودقة عالية غير مسبوقة.
أكثر من 200 طائرة مقاتلة شاركت في الهجوم الأولي على نحو 100 هدف في إيران، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الجمعة، “دمرنا جزءا كبيرا من ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية”.
وتمكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، وفقا لمسؤولين أمنيين، أيضا من وضع طائرات مسيرة متفجرة داخل إيران مسبقا، وتفعيلها لاستهداف منصات إطلاق صواريخ في قاعدة إيرانية قرب طهران.
وبينما أكدت إسرائيل أن هجوم الجمعة بداية لهجمات قد تستمر عدة أيام: يتساءل المراقبون عن أي مدى تأثر البنية النووية الإيرانية في أول موجة من الهجمات الإسرائيلية؟
حالة صدمة
“ما نعرفه عن الأماكن التي استُهدفت، حتى الآن، أنها تشمل منشأة نطنز النووية، وقاعدة جوية بالقرب من مدينة تبريز في الشمال الغربي، ومواقع عسكرية أخرى،” يقول ألكيس فاتانكا، كبير باحثين في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، في تصريحات لـ”الحرة”.
وفقا لتقارير إيرانية، تشير التقديرات إلى مقتل حوالي 100 شخص، حوالي 78 في طهران، وحوالي 18 في تبريز، “أنا متأكد من أن هناك آخرين في أماكن أخرى،” يضيف.
وتمكنت إسرائيل من قتل ستة علماء إيرانيين، بينهم عالمان مهمان في المجال النووي، هما محمد مهدي طهرانجي وفريدوم عباسي، وفقا لوكالة تسنيم الإيرانية.
“فقد الإيرانيون الكثير من قادتهم العسكريين البارزين،” تقول لـ”الحرة، “أعتقد أن الحكومة الإيرانية في حالة صدمة في الوقت الحالي،” تقول لـ”الحرة،” باربارا سلايفن، كبيرة باحثين في معهد ستيمسون، خبيرة في الشأن الإيراني.
نطنز “المنيعة”!
وأشارت وسائل إعلام إيرانية رسمية، في تقارير أولية، أن منشأة نطنز، التي طالما اعتُبرت حجر الأساس في جهود إيران لتخصيب اليورانيوم، كانت الأكثر تأثرا بالهجمات.
وأكدت وكالة الطاقة الذرية ما ورد في تلك التقارير بشأن نطنز.
ورغم إعلان السلطات الإيرانية عدم تسجيل مستويات مرتفعة من الإشعاع في المنشأة، ما يعني عدم حدوث تسرّب كارثي للمواد المشعة، قال الجيش الإسرائيلي أنه ألحق بها أضرارا كبيرة.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، استهدفت الضربات “منشآت تحت الأرض، بما في ذلك مبنى تخصيب متعدد الطوابق يحتوي على أجهزة طرد مركزي، وغرف كهرباء، وبنية تحتية داعمة أخرى”.
وهذا يشير إلى محاولة مركزة لتعطيل قدرات إيران على التخصيب.
نطنز، المدفونة تحت الأرض والتي يفترض أنها محصنة ضد محاولات التخريب، لطالما كانت نقطة خلاف رئيسية وهدفا متكررا في الحرب السرية بين إيران وإسرائيل.
في عام 2010، تعرضت هذه المنشأة للهجوم الإلكتروني الشهير عبر فيروس “ستاكسنت”، كما لحقت بها أضرار مادية في حادثين آخرين على الأقل نُسبا إلى إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية.
صُممت نطنز لتكون منيعة أمام الهجمات، إلا أن تأكيد إسرائيل بأنها ألحقت أضرارا “بالبنية التحتية الحيوية،” قد يشير إلى مستوى جديد من القدرة على اختراق التحصينات الإيرانية.
وباستثناء نطنز، أفادت السلطات الإيرانية أن مواقع نووية حساسة أخرى، وعلى وجه التحديد مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية ومنشأة فوردو للتخصيب، لم تتأثر بالهجمات الجديدة.
وتُعتبر فوردو، المدفونة داخل جبل محاط بتحصينات قوية، من المنشآت التي يُعتقد أنها منيعة تقريبا ضد الغارات الجوية التقليدية، ولا يمكن اختراقها إلا بأسلحة متخصصة لا تمتلكها سوى دول محدودة.
وإذ كانت فوردو لم تُصب بالفعل، فذلك يبرز التحدي الهائل الذي تواجهه أي محاولة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، الموزع والمعقد، بالكامل.
محل جدل
وتبقى فعالية الضربات الإسرائيلية، حتى الآن محل جدل واسع بين الخبراء.
فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية، التي أطلق عليها اسم “عملية الأسد الصاعد”، تهدف إلى “إعادة بالتهديد الإيراني إلى الوراء”، وستستمر “ما دامت الحاجة قائمة لإزالة هذا التهديد”.
ومن وجهة النظر الإسرائيلية، كانت هذه الضربات الوقائية ضرورية لمنع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج سلاح نووي، خصوصا في ضوء توبيخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران قبل أيام، بسبب عدم تعاونها في قضايا الضمانات، والتقارير التي تفيد بزيادة مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.
ويحذر محللون من أن الضربة العسكرية، حتى وإن كانت واسعة النطاق، من غير المرجح أن توقف برنامج إيران النووي بشكل دائم. فالهجمات السابقة، رغم أنها أخرت البرنامج، كانت في كثير من الأحيان تليها جهود إيرانية مضاعفة لتسريع البرنامج وتعزيز القدرات الدفاعية.
حظر الانتشار
ويذهب بعض الخبراء إلى القول إن مثل هذه الضربات قد تدفع إيران، على نحو مفارق، إلى التخلي عن موقفها الحالي المعلن القائم على “الأغراض السلمية” والسعي بشكل علني لامتلاك السلاح النووي، وربما الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT).
وتشير سلايفن إلى أن “إيران سبق وقالت إنها ستنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية إذا أعاد الأوروبيون فرض العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة، ولم تعلن بعد ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستدفعها إلى ذلك. أنا متأكد من أنها تدرس هذه الخطوات في الوقت الحالي”.
وتضيف سلايفن أن ” الشيء الوحيد المتبقي لإيران هو برنامجها النووي، ونحن في انتظار أن نرى مدى الضرر الذي لحق به، وما إذا كانت إيران ستتمكن من إعادة بناء ما فقدته، وما إذا كانت ستتجه نحو الأسلحة النووية؟.
وتشير ردود الفعل الإيرانية الفورية، مثل إعلانها عن خطة لبناء موقع تخصيب ثالث واستبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة بنماذج أكثر تقدما، إلى أن طهران قد اختارت مسار التحدي.
وتؤدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورا محوريا، لكنه معقد، في هذا المشهد المتقلب. فقد عبّر المدير العام للوكالة رافائيل غروسي فوراً عن “قلقه العميق” إزاء الهجمات على المواقع النووية الإيرانية، وأكد بأن “المنشآت النووية لا ينبغي أن تُهاجم أبداً”.
ورغم أن قدرة الوكالة على المراقبة والتحقق من أنشطة إيران النووية أمر بالغ الأهمية، لطالما واجهت هذه المهمة تحديات بسبب رفض التعاون في الماضي. وقد تؤدي الهجمات، إلى جانب الردود الإيرانية المحتملة، إلى تعقيد أو حتى تقييد وصول الوكالة، ما يخلق فجوات خطيرة في فهم المجتمع الدولي لتقدم إيران النووي.
إن تداعيات هذه الضربات تتجاوز بكثير حدود المنشآت النووية الإيرانية. فقد أطلقت إيران بسرعة هجمات بطائرات مسيّرة على إسرائيل، التي قالت إنها اعترضت الغالبية العظمى منها.
وبينما يترقب العالم بقلق كبير مجريات الموجهة بين إيران وإسرائيل، فإن التقييم الكامل لنتائجها لن يتضح فقط من خلال التقارير والتسريبات وصور الأقمار الصناعية، بل من خلال التحولات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
والسؤال الأكثر إلحاحا، والأكثر غموضا، يبقى ما إذا كانت هذه الضربات تُشكل ضربة حاسمة أم مجرد شرارة خطيرة لمزيد من التصعيد.
المصدر: الحرة