الرئيسية - عربي ودولي - ترامب يراهن على القوة بدلًا من الدبلوماسية مع إيران
ترامب يراهن على القوة بدلًا من الدبلوماسية مع إيران
الساعة 04:22 مساءً الثورة نت/ الأخبار

بقيت حال العداء بين الولايات المتحدة وإيران ضمن ضوابط على مدى عقود، لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه ضربات الى المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية، يفتح باب الاحتمالات بشأن التداعيات الممكنة، بحسب محللين.

وقال كينيث بولاك، المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويشغل الآن منصب نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط “لن نعرف مدى نجاحها (الضربات) إلا إذا مضت السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة دون حصول النظام الإيراني على أسلحة نووية”.

واعتبر المحلل الذي كان من مؤيدي الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أن طهران بات لديها الآن “أسباب مقنعة للسعي لامتلاك” الأسلحة الذرية.

ولم تتوصل الاستخبارات الأميركية لاستنتاج بأن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، علما بأن طهران نفت مرارًا الاتهامات الغربية لها بذلك.

ويرى تريتا بارسي، وهو باحث سويدي إيراني منتقد للعمل العسكري، إن ترامب “زاد من احتمالية أن تصبح إيران دولة نووية خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة”.

وأضاف بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في الولايات المتحدة، “علينا أن نحرض على عدم الخلط بين النجاح التكتيكي والنجاح الاستراتيجي”، متابعا “حرب العراق كانت ناجحة أيضا في الأسابيع الأولى، لكن إعلان الرئيس (جورج) بوش عن +إنجاز المهمة+ لم يصمد مع مرور الوقت”.

ضعف إيران

مع ذلك، جاء هجوم ترامب بعد عشرة أيام من بدء إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق طالت على وجه الخصوص مواقع نووية وعسكرية، في وقت تبدو الجمهورية الإسلامية في إحدى أضعف مراحلها منذ انتصار ثورة الإمام الخميني في العام 1979 على الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الغرب.

ومنذ هجوم حماس الحليفة لإيران على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وجهت إسرائيل ضربات قاسية إلى المجموعات الموالية لطهران في المنطقة، خصوصًا الحركة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، الحليف الرئيسي لإيران بين القادة العرب، في كانون الأول/ديسمبر.

واعتبر مؤيدو ضربة ترامب بأن الدبلوماسية لم تُجد نفعا وسط تمسك إيران بتخصيب اليورانيوم، بينما كانت واشنطن ترفض هذا الأمر.

وقال عضو الكونغرس الديموقراطي السابق ورئيس اللجنة اليهودية الأميركية تيد دوتش “بعكس ما سيقوله البعض في الأيام القادمة لم تتسرع الإدارة الأميركية في الحرب. بل منحت الدبلوماسية فرصة حقيقية”، مضيفا “النظام الإيراني القاتل رفض إبرام صفقة”. 

وأشار السناتور الجمهوري جون ثون إلى تهديدات طهران لإسرائيل ولهجتها ضد الولايات المتحدة، مضيفًا أن إيران “رفضت جميع السبل الدبلوماسية للسلام”.

وقف مفاجئ للدبلوماسية

يأتي هجوم ترامب بعد عقد تقريبًا من إبرام الرئيس السابق باراك أوباما اتفاقا قلّصت بموجبه إيران أنشطتها النووية بشكل كبير، لكن ترامب انسحب منه عام 2018  خلال ولايته الأولى. 

وهاجم معظم أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي لطالما اعتبر إيران تهديدا وجوديا، اتفاق العام 2015 لأنه سمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات متدنية، ولأن بنوده الرئيسية كانت محددة المدة.

لكن ترامب الذي يقدم نفسه كصانع سلام، قال خلال زيارته دولا خليجية الشهر الماضي إنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران. وأتت الضربات الاسرائيلية في 13 حزيران/يونيو، قبل يومين من جولة جديدة من المباحثات النووية بين واشنطن وطهران.

وبدّل ترامب سريعا بعد ذلك موافقه

وقالت مديرة التحليل العسكري في مؤسسة “أولويات الدفاع” جينيفر كافانا إن “قرار ترامب تقليص جهوده الدبلوماسية سيصعّب أيضا التوصل إلى اتفاق على المديين المتوسط والطويل”.

أضافت “لم يعد لدى إيران الآن ما يدفعها لتثق بترامب أو للاعتقاد بأن التوصل إلى تسوية سيعزز مصالحها”.

وتواجه القيادة الإيرانية أيضا تداعيات الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني.

وكتب الباحث في مؤسسة كارنيغي كريم سجادبور على مواقع التواصل الاجتماعي أن ضربات ترامب قد تُرسّخ الجمهورية الإسلامية أو تسرّع من سقوطها.

وقال إن “قصف الولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية حدث غير مسبوق قد يُحدث تحولا جذريا في إيران والشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأميركية وحظر الانتشار النووي العالمي، وربما حتى في النظام العالمي”، مضيفا أن انعكاساته ستُقاس لعقود قادمة”.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية