الرئيسية - علوم وتكنولوجيا - موظف (ماهلنيش)
موظف (ماهلنيش)
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عبدالرحمن الكبسي –

منهج (الفهم) أتذكر في دراستي الجامعية السوسيولوجية عندما كان البروفيسور الدكتور محمد الزعبي يعطينا دروساٍ في علم المناهج وكان شخصية برغماتية إلى درجة دقيقة وعقلية علمية متجردة بصورة فريدة وتأهيله في هذا الحقل العلمي لا يضارعه أحد من أساتذة علم الاجتماع وكان فقيهاٍ في تراث (علمج) وقاموساٍ من المعارف في مختلف العلوم السوسيولوجية والانثروبولوجية عميقاٍ في استخدام لغة المصطلحات وعرفت عنه أنه كان من كبار المنظرين في هذا العلم على مستوى الوطن العربي والغربي سكن في ألمانيا الشرقية فترة من حياته وله مؤلفات في المنهج والبحث العلمي وفي الفكر العربي الوسيط والحديث وقد شد انتباهنا كطلاب بهيبته ووجاهته الثقافية والعلمية فلا أحد يستطيع إذا حضر الدكتور القاعة أن تسمع له (نخس) فدخوله علينا فإنه يبدأ بالسلام ثم يخلع معطفه يعني بدلالاته العلمية والرمزية كأنه شخصية فضائية متجردة وعقلية كونية متمرسة أكثر ما أدهشني تنظيمه في كتابة أفكار وموضوعات الدرس في السبورة وكان أشبه بمخطط منمط ملون محكم التوصيف والتوضيح يبدأ من القضايا الكبرى وينتهى بالصغرى فحدثنا من جملة دروسه عن (منهج الفهم) الذي جعلنا ننطلق متأثرين منه في أسلوب كتابتنا وطريقة حياتنا المهنية إلى هذه الساعة. الإبراء المستحيل تابعت برنامجاٍ تلفزيونياٍ في قناة المنار كان حواراٍ مباشراٍ مع ابراهيم كنعان عضو البرلمان اللبناني ورئيس اللجنة في تكتل التغيير وهو مؤلف كتاب (الإبراء المستحيل) واعجبني فيه حديثه عن كتابه الذي يلخص مشكلة مزمنة في عهد بعض المؤسسات التي تعمل بدون أي ملمح مؤسسي في أدائها وسلوكها ومنهجها وخطابها وحتى في أوراقها ومستنداتها الرسمية وبالمثل تذكرت على التو أن لدينا مؤسسات تتنفس بين ظهرانينا وأحزاب تحت التأسيس في جهاتنا اليمنية لا تعمل لهذا المبدأ أي حساب ولا تدعي في ذات الوقت أنها أصبحت حزباٍ ولا المؤسسة أنها أصبحت مؤسسة وأن كل مافي الأمر أنننا نخطو خطوات بالبركة الكل يعمل من أجل أن يفرغ شحنة موجبة وسالبة والبعض يعمل من أجل أن يقال له أنه يعمل في المؤسسة الفلانية والبعض لا يهمه التغيير ولا هو في وارد التغيير صم بكم عمي فالإبراء هو الذمة المالية التي تأتي في يوم الحصاد فيعرف القاصي والداني أننا هنا في مؤسسة ولسنا في مائدة طعام كل يأكل مما يليه ثم الذي يليه وهكذا فالمؤسسة إما أن يكون لها ذمة مالية تسير وفقاٍ لمبادئ إدارية حديثة وإبراء من أي شبهة وإما أن تكون غير ذلك ولا شيء غير ذلك. موظف (ماهلنيش) لن تصاب بالصدمة العقلية إذا ما أخبرتك أن بعض الموظفين الذين يسكنون الكرة الأرضية الذين يعرقلون حركة التطوير والتنوير يؤدون وظيفتهم على طريقة موظف (ماهلنيش) السؤال كيف ذلك الجواب في عبارة مختزلة: أنا أحضر يومياٍ إذا أنا موجود أنا أقطع المسافات إلى مؤسستي إذا أنا موظف لكن التقرير الحقيقي لوجود هؤلاء يشبه عدم وجودهم فلا إيمان عميق بمفهوم الوظيفة لديهم ولا إدراك ووعي بأهمية (ما يجب) عليهم ومثل هؤلاء أشبه بالإعلان عن الفقدان لا بطاقة ولا رخصة ولا شهادة ولا أي بيانات عن الهوية أو مؤهلات أخرى في الأداء الوظيفي ولابد من إجراء مقابلة مع موظف آخر فساعات العمل تذهب هدراٍ والسبب أن هؤلاء لا يتمتعون بأي مقدرة تعبيرية وتخطيطية وحنكة تؤهلهم لأن يؤدوا أدوارهم والتعليق المناسب لمثل هكذا وظيفة يرجع إلى شخصنة المؤسسة وشعار (أمية التوظيف) فالموظف كان يلعب في الشارع تم اقتياده إلى المؤسسة وجعلها أشبه بدكان لبيع السكاكر والحلويات وهذا ما يعيب على عقلية التاجر القديم أنه لا يفكر سوى في الرف الواحد الذي سيبقى واحداٍ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قائمة الانتظار التنظيم حالة داخلية في نفس الإنسان وبالتالي هو شعور فردي إن كان يريد لنفسه التسوية مع مكونات محيطه أو التلاؤم مع الشخبطة واللخبطة والعبث المنتشر في كل أرجاء المكان صديق لي واسمه ياسر مجلي وهو طبيب أسنان أخبرني بتجربة ذاتية مع التنظيم النابع من ثقافته الخاصة فقال وجدت نفسي مع مهنتي أنني بحاجة ماسة إلى تغيير أشياء كانت في الماضي من الثوابت ويستطرد قائلا: وحين ذهبت بقراري ورغبتي باتجاه التنظيم بهدف تأثيث عيادتي بمفاهيم جديدة وجدت نمواٍ ملحوظاٍ في دورة العمل وأصبحت أرى نفسي وسط مشهد يناظر أي عيادة خارجية متقدمة رأيتها في الخارج فساعات العمل عندي- يقول ياسر- زادت بمعدل 40% حيث واصلت ساعات الدوام من الصباح الباكر حتى السابعة مساء ويتخلل ذلك بطبيعة الحال أوقات الصلاة وتناول ما تيسر من الطعام الخفيف وبالتالي – مازال الكلام لياسر- شعرت بأن قائمة الانتظار الطويل التي لدي كانت معيبة في حق المريض لم أعد بحاجة إليها لأنني حسمت أمرها بعملية حسابية متوالية. عقلية التغيير نواصل: يمضي الدكتور ياسر في توضيح مفاعيل تجربته مع التغيير في نظام عيادته الجديد فيقول أنه وجد أن الإنسان طاقة استنباطية حركية توفيقية تعميرية تنقيبية توليدية تغييرية تقديرية تخليقية لا تستعصي عليه كسر حالة الجمود وتفجير الينابيع وكشف الغموض الحاجب للإبداع فالإنسان يستطيع أن يستثمر أوقات عمله بأسلوب أقل تكلفة وأثمن فائدة وفي هذا العمل المتواصل يصف مشاعره وهذا التحول فيقول: وجدت استمتاعاٍ حقيقياٍ لا يتعارض مع احتياجات الإنسان إلى الراحة لدقائق أو ربع ساعة بالعكس كل شيء يسير على خير ما يرام ويستتبع ذلك للحصول على النتيجة العلمية الصحيحة أنه حين قرر العزم على السير في هذا النهج اشترط التخلي عن بعض العادات وهي تحت مقدور واستطاعة أي إنسان أن يتركها وذلك بقصد بلوغ الهدف وتساءل الدكتور ياسر وهو في وسط هذا الحقل العلمي الذي اثبتت الأيام أن تجربته ناجحة لماذا لم تعالج مقررات وزارة التربية والتعليم مشكلة القات فشجرة القات ليست الأذن التي نسمع بها ولا العين التي نبصر بها وليست الأنف التي نشم بها فهل لأحد في هذا البلد مصلحة في بقاء هذه الشجرة التي أخمدت الفكر وروضت الجهل حتى أصبح محراباٍ لكل الفئات. مكارم الأخلاق البعض بل الكثير من المحسوبين على وزارة الأوقاف كأئمة أو قيمين على بيوت الله لا بيوتهم لا يشعرون بأهمية للنظافة التي من معانيها نظافة المجلس والهيئة والمسجد والداخل والخارج النظافة المتقنة حتى نظافة الحمامات ونظافة صناديق الأحذية لذلك يجعلون هذه الأمور التفصيلية مسائل ثانوية قد يهتمون بنظافة جزء من المسجد ولا يهتمون بالجزء الآخر الذي هو ربما يكون هو الأهم لأنه مكان الطهارة ولعلنا نعرف الكثير مما ورد من جوامع الكلم في سيرة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال من جملة الأحاديث (إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه) والإتقان معروف جداٍ ما معناه وفي قول نبوي آخر يحفز على النهوض (لا فقر أشد من الجهل) ومعروف ذلك أيضاٍ وتأملوا في لفظة (الجهل) وأبوابها ودلالاتها وفي قول ثالث للنبي الأكرم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وتأملوا في لفظة (الأخلاق) وإلى تنوع مقاصدها ومغازيها التي بها نهضت الشعوب وتيمنت التغيير والتقدم والتطور وعلت علواٍ يلامس أسرار البناء الكوني ولا يعترف بكيس النوم ومدكى(الصنو) وعودي القات آخر قطفه. ظواهر ثقافية نواصل السؤال الجوهري: هل يدخل موضوع النظافة في باب الزهد أم هي من المسائل التعبدية أيضاٍ تأملوا: من الظواهر الثقافية والنفسية التي رأيتها في بعض المشتغلين في بعض المؤسسات اختلافهم في ذواتهم التي تحركهم من وقت إلى آخر وأقصد بهذا الاختلاف معنى عدم الدوام وثبات السلوك وإن قل يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) والتوضيح أكثر مسألة النظافة قد تجد هؤلاء يسعون في نظافة المكتب لكن في لحظات هم يريدون أن يراهم الناس في حالة لائقةٍ فإذا غاب حضور(هؤلاء الناس) فلن يعبأوا بأمر النظافة أو يكترثوا لذلك بل ربما تنوسيت لأيام وذكرت في أيام أخر هذه الظاهرة لا تتطابق مع الموجهات التي علمنا إياها خاتم الرسل فقبله من الأنبياء والرسل والأئمة الهداة والأولياء الصالحين علموا الناس هذه الفضائل وجاء (محمد) ليختم دعوته إلى العالمين بمكارم الأخلاق والعجيب أن يتناسى هؤلاء النصح فلنتأمل الآخرين كيف استلهموا تعاليم الكلم الطيب فشاهدناه في مدنهم وقراهم وشوارعهم ومحلاتهم وتعليمهم ووظيفتهم وفي ملبسهم ومسكنهم ومشربهم ومأكلهم ومجلسهم ومخدعهم وكل شيء في حياتهم وهؤلاء هم اليهود والنصارى والوثنيين ومن على شاكلتهم ترى أين المشكلة هل في الناس أم في شيء آخر. حيوان اجتماعي يحيرني دائماٍ سؤال كيف يتخلص المرء من العيوب فبما أن كل إنسان له عيوب فليسعى كل منا إلى التخلص من عيوبه كيف¿ حين يطغي العيب فيك فيظهر في السلوك اليومي وخاصة في مكتبك ووظيفتك فعليك أن تبادر فوراٍ إلى التغيير ولو تدريجياٍ وأن تتعلم من الآخرين واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وثقافة السلوك الحسن والممارسات الحسنة والعمل المتقن يحتاج إلى أدوات وبما أنك تستطيع (من أستطاع إليه سبيلا) فالبداية أن تتعلم ولا تأخذك الأنانية وتعتبر مثل هذه الأعمال (وضيعة) لا يقوم بها النبلاء أمثالي غير نفسك من (أنا) إلى (نحن) تحدث بصيغة أخرى خالف أهوائك وغرورك وتأكد أنك في الأول والأخير إنسان (حيوان سياسي اجتماعي ناطق) مالم تكن كذلك فأنت (غبي)º لأنك تريد أن تبقى في ظلال دائرة اللغو لا النقد. متابعات نت: – التحية والتقدير العميق للأخ عبد القادر علي هلال أمين أمانة العاصمة على جهوده الملموسة في أكثر من نطاق وجلها تعبر عن اهتمامه بجوانب البيئة العامة من تنظيم ونظافة وتحسين وتخطيط وصيانة وتشجير وتعديل وحل مشاكل وكلها لمسات تمثل أهم عامل لاستقرار واطمئنان المواطنين. – تختتم اليوم الأربعاء بمؤسسة البينة بصنعاء فعاليات الدورة التدريبية حول مهارات استخدام المواقع الإليكترونية التي أستمرت ثلاثة أيام ويشارك فيها 25 متدربا ومتدربة يمثلون مؤسسات المجتمع المدني.

للتأمل الرجل الذي ينظف الشوارع لا يسمى (زبال) اسمه (عامل النظافة) وانت اسمك (زبال) لأنك ترمي الازبال على الأرض.