صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
لقاءات/عبدالباسط محمد النوعة – تأثرت الحركة السياحية في بلادنا كثيراٍ جراء الأحداث التي مرت بها اليمن خلال العامين الماضيين وما قبلها إلا أن منطقة واحدة في اليمن لم تتأثر كثيراٍ هي ارخبيل سقطرى الذي وجدنا بعض السياح يأتونه إليها من مختلف الجنسيات بما فيها السياح المحليون فالجزيرة لازالت محط انظار السياح واهتماماتهم .. (الثورة) أثناء زيارتها للارخبيل التقت عدداٍ من السياح من جنسيات مختلفة وتحدثت معهم حول رأيهم وانطباعاتهم وكيف ينظرون إلى هذه الجزيرة بالإضافة إلى معرفة ابرز احتياجاتها من وجهة نظرهم.. فإلى الحصيلة:
> البداية مع إحدى السائحات من كولومبيا وإسمها “إليسا شايمنس” التي تدرس في جامعة “سوانا” الولايات المتحدة الأمريكية وجاءت إلى سقطرى مع صديقها الهولندي مارتن كونت الذي يدرس معها في نفس الجامعة وسبب زيارتها لسقطرى التي تستمر اسبوعين من أجل تصوير فيلم وثائقي تراثي عن عادات وتقاليد السكان في الارخبيل لا سيما الأغاني والاهازيج التي يقولها المزارعون أثناء الزراعة وتحديداٍ أثناء حصاد النخيل تقول إليسا: سمعت كثيراٍ وقرأت عن هذه الجزيرة الفاتنة حيث سمعت عنها عن طريق منظمة اليونسكو العالمية وكذا عن طريق الصحف والمجلات التي تهتم بمواطن الجمال حول العالم بالإضافة إلى أنني قرأت عنها في كتاب للخبيرة الأميركية ميرندموريس وهي باحثة أميركية معروفة وقد زارت سقطرى وأعجبت بها كثيرا ولهذا قررت أن يكون موضوع بحثي الذي سوف اقدمه للجامعة فيلماٍ وثائقياٍ عن سقطرى وهي فرصة أستغلها لزيارة هذه الجزيرة الفاتنة.
فيلم وثائقي عن عادات وتقاليد السكان وأكدت أنها ستعمل على أن يكون هذا الفيلم مشوقاٍ يجذب كل من يشاهده لزيارة سقطرى وسيكون هذا الفيلم الأول عن سقطرى في جامعتها وسيكون متاحاٍ لكل طلاب الجامعة. وأضافت: سوف أعمل على إعداد هذا الفيلم حتى نهاية اغسطس المقبل وبعد أن يكون الفيلم جاهزاٍ سوف أفكر بطرق واأساليب لنشره على نطاق جغرافي واسع وجماهير أمريكية كثيرة وممكن نستعين بوسائل الإعلام. مشيرة إلى أنها ستعمل على أرسال نسخة من الفيلم إلى الجهات المعنية في اليمن للاطلاع عليه ولا تريد أي مقابل مادي من وراء هذا الفيلم. من جانبه تحدث صديقها “مارتن” وهو مصور فيديو محترف جاء مع اليسا من أجل الفيلم وايضا للتعرف على هذه الجزيرة التي سمع كثيراٍ عن بيئتها الساحرة وأشجارها النادرة ابرزها شجرة “دم الأخوين” واعتبرها فرصة مناسبة كي يطلع بنفسه على هذا الجمال الآخذ والاشجار النادرة والتنوع الحيوي في طبيعة سقطرى.
الطبيعة والتنوع مجموعة أخرى من السياح التقيناهم في سقطرى وهم من أميركا “كلي سافتش” من مدينة بوسطن وزوجها “مات سافتش” وصديقهما مايك ويس تقول “كلي” أنها عرفت وسمعت عن سقطرى من صديقهما مايك وهو ما أقنعهما بعمل هذه الزيارة. يقول مايك: سمعت عن سقطرى قبل سبع سنوات من خلال الانترنت وأيضا عن طريق صديق لي من المانيا زار الجزيرة وقضى فيها فترة طويلة وأصدر كتاباٍ مصوراٍ عنها وكان متواصلاٍ معي وبصورة مستمرة ويحفزني على ضرورة زيارة سقطرى واسم صديقي “كلوديش” وقد ركز صديقي في كتابه عن ارخبيل سقطرى على عادات وتقاليد الناس والطبيعة المتنوعة والجميلة وهو ما جذبني بشدة إلى هذه الجزيرة وأقنعت بعض الاصدقاء لزيارتها منهم من زارها قبلي وآخرون ينتظرون الوقت المناسب. وأضاف مايك: لقد وجدت الجزيرة أفضل بكثير من الصور والمعلومات التي كنت قد اطلعت عليها فهي موطن الجمال دون منازع وأهلها طيبون جداٍ ويرحبون بالضيف.
موطن النوادر مدة برنامج مايك وأصدقائه في سقطرى عشرة أيام وتحدثت كلي قائلة: لم يتعب مايك في اقناعنا لزيارة الأرخبيل فقد وافقنا على الفور أنا وزوجي فقد كان كلامه شيقاٍ ناهيك أن زوجي بحث عبر الانترنت عن هذه الجزيرة الأمر الذي زادنا يقيناٍ بضرورة زيارة هذه الجزيرة وشيء آخر كان يحفزني أكثر على القيام بهذه الزيارة هو أنني أعمل مصورة وأحب مهنتي هذه بشكل كبير وأعتبرها فرصة لإشباع حبي للجمال والأشياء التي تلفت النظر والجديدة خاصة أن الجزيرة تحوي كما علمنا أشياء نادرة غير موجودة في أي مكان آخر من العالم. وفي ردها على سؤال حول ماذا كانت ستعمل معرضاٍ للصور التي التقطتها في الجزيرة قالت: سأعمل ما هو أفضل من المعرض حيث سأجمع كل الصور الجميلة والمثيرة في كتاب اطلق عليه اسم سقطرى وسأتفق مع موزعين وناشرين لتوزيع الكتاب على جامعات ومكتبات شهيرة في أميركا حتى يكون في متناول الناس وسأحاول تقديم لمحة موجزة عن المناظر والمعالم من الجزيرة فضلاٍ عن عادات وتقاليد الناس حيث سيأخذ الكتاب مدة طويلة لإعداده وتجهيزه وطباعته تقدر بـ7 أشهر. وأشار إلى أنها ستعمل على إيصال نسخة من هذا الكتاب إلى السفارة اليمنية في واشنطن لإرسالها إلى الجهات اليمنية المختصة. ويضيف زوجها مات: لقد وجدت في سقطرى أشياء لم أجدها من قبل في أي مكان فقد زرت دولاٍ كثيرة إلا أن المشاهد قد تتكرر بين دولة وأخرى ولكن سقطرى مشاهدها جديدة وفريدة ليس لها نظير لا سيما بيئتها المتنوعة وأشجار ذات الاشكال العجيبة ابرزها دم الاخوين وأشجار أخرى تنبت على الصخور فضلاٍ عن الشواطئ الجميلة.
الاستثمار قد يدمر الارخبيل أما السائحة الاسترالية جولي دولنز التي حددت برنامجها في سقطرى لمدة “17” يوماٍ قضت منها حتى اليوم الذي التقيناها 8 أيام تجولت خلالها في عدد من المناطق والشواطئ الجميلة في الارخبيل تقول جولي: سقطرى جميلة جداٍ فيها مناظر غاية في الجمال طبيعتها الخلابة وجبالها الخضراء التي تزينها أشجار نادرة جداٍ الناس فيها ودودون يوفرون السعادة لكل زوار الجزيرة التخييم على الشواطئ مريح جداٍ يزيل عن الصدور كل المتاعب حتى المشي في سقطرى مختلف جداٍ يشعرك بسعادة ويزيل عنك التعب كونك تمشي بين أشجار فريدة وجميلة جداٍ. وفي كلمة وجهتها إلى الحكومة اليمنية دعتهم فيها إلى حماية سقطرى والاهتمام بها فإذا دمرت هذه الجزيرة فهي كارثة ستحل بالعالم أجمع فسقطرى جوهرة نادرة الوجود ليس المهم أن تعمل الحكومة على جلب شركات استثمارية للجزيرة بقدر ما هو مهم أن تعمل على تدريب وتأهيل الشركات العاملة فيها حالياٍ. والاستفادة من طيبة الناس في سقطرى من خلال تدريبهم على التعامل مع السياح وامدادهم بالمهارات اللازمة لذلك. صداقة ولدت في سقطرى السياح الذين سبق ذكرهم يزورون سقطرى للمرةالأولى ولكن هناك من السياح من اضحت سقطرى بالنسبة لهم مزاراٍ سياحياٍ يحرصون على زيارته كل عام بل ومكاناٍ مناسباٍ للالتقاء مع بعضهم البعض ومنهم أسرتان الأولى من أوزباكستان والثانية من أوكرانيا وكلا الأسرتين متفقتان على الالتقاء مع بعضهما سنوياٍ في سقطرى وهم على هذه الحالة منذ ست سنوات وقد شهت سقطرى ميلاد صداقة بين هاتين الاسرتين تتجدد كل عام في نفس المكان عائلة الدكتور أكرم ابرار من أوزباكستان والدكتور الكسندر ميخائيل من أوكرانيا والأول يعمل في مستشفى بصنعاء والثاني عمل مع زوجته في مستشفى بالشحر في حضرموت وكلاهما يأتيان إلى الجزيرة بصحبة زوجتيهما وابنتيهما فيروزا زوجة الدكتور أكرم وابنتهما التي تزور الجزيرة للمرة الأولى ديلا أكرم والدكتورة لاريسا ميخائيل وابنتها البالغة من العمر 9 سنوات التي كانت زيارتها الأولى للجزيرة وعمرها لا يتعدى سنة وسبعة أشهر لولا الكسندر والبداية مع الدكتورة لاريسا حيث تقول: تعتبر هذه زيارتنا السادسة لجزيرة سقطرى فهذه الجزيرة فاتنة جداٍ فيها نشعر بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها نخيم بالشواطئ الجميلة والمتنوعة نتمشى بين الأشجار النادرة نرى الناس الطيبين جزيرة فيها من المقومات الفاتنة ما تجعل السائح ينبهر ويعيش أوقاتاٍ سعيدة ولهذا كان اختيارنا لسقطرى كي تكون مكاناٍ لإجازة سنوية كل عام برفقة أسرة أكرم. وافقها زوجها الكسندر على ما قالت وأضاف: سقطرى جزيرة الخيال نفارقها ونحن نفكر متى سنلتقي بها مرة ثانية تظل معالمها ومواقعها الجميلة عالقة في الذهن شجرة دم الاخوين بوادي تكسم محمية ديحمري الساحلية شاطئ دليشة كلها أماكن جميلة جداٍ. ابنتهما الجميلة ذات التسع سنوات “لولا” تقول: سقطرى حلوة جداٍ أشعر بفرح كبير وانا فيها ودوماٍ إذا شعرت أنني بحاجة إلى سعادة وأنا في الشحر أكلم والدي هيا نذهب إلى سقطرى وهم يقولون لي عند الإجازة وأنا اريد أن آتي باستمرار فزيارة واحدة في السنة غير كافية احب كثيراٍ الشاطئ الذي فيه الدولفين والشاطئ الذي أرى فيه الأسماك الجميلة أحب سقطرى كثيراٍ. الكتور أكرم قاطع الدكتورة لاريسا زوجة ميخائيل عندما كانت تتحدث عن ضرورة توفير الخدمات لسقطرى قائلاٍ لها: يجب أن تبقى سقطرى كما هي والاستثمار وكثرة الخدمات قد يؤثر على بيئتها الجميلة والمتنوعة التي تستمد منها الجزيرة رونقها وروعتها فأي شيء جديد يمكن أن يؤثر على بيئة سقطرى وطبيعتها. بينما تقول زوجة الدكتور أكرم السيدة فيروزا: نحن نهرب من ضجيج الحياة وصخبها في المدينة الكبيرة صنعاء إلى موطن الجمال سقطرى التي نفضلها عن مناطق من دول مختلفة لقضاء اجازتنا السنوية فكم من الأصدقاء يتواصلون معنا من أوزباكستان للسفر معاٍ إلى أوروبا أو بعض المناطق السياحية في آسيا واندونيسيا ولكننا نفضل سقطرى وهذا العام الخامس الذي نأتي فيه إلى سقطرى أثناء الإجازة.
أسعار التذاكر مرتفعة وكذا رسوم الفيز 400 دولار إلا أن فيروزا مستاءة جداٍ من ارتفاع اسعار تذاكر الطيران إلى الجزيرة حيث تصل كلفتها من صنعاء إلى الجزيرة مبلغ 85 ألف ريال وهذا مبلغ مرتفع ووافقها في ذلك الدكتورة لاريسا وزادت لاريسا أن الكثير من أصدقائها في أوكرانيا يريدون زيارة سقطرى بعد أن سمعوا منا أحاديث شيقة عنها ولكن يجدون صعوبة في الحصول على الفيز تأشيرة الدخول بل وسعرها مرتفع جداٍ 400 دولار بينما الفيزا إلى تركيا مجاناٍ وإلى دبي ٥٤ دولاراٍ واليمن تطلب رسوماٍ (٠٠٤) دولار البنت الصامته ديلا ابنة الدكتور أكرم والسيدة فيروزا تخرج من صمتها لتقول: أشعر بحزن شديد لأنني لم أزر الجزيرة من قبل بسبب وجودي في أوزباكستان فكم كنت اتشوق لهذه الجزيرة بعد أحاديث والدي عنها ولهذا عندما وصلت إلى اليمن أخبرت والدي بأنني أريد زيارة سقطرى وفعلا سقطرى رائعة جداٍ ومذهلة فيها أشياء لم أكن اتوقع ان أراها في مشاهد من الجمال ومناظر من الطبيعة نادرة جداٍ واكتشفت أن الكلام المشوق الذي كان يقوله والدي عن الجزيرة كان قليلاٍ بحقها.
فيلم عن التعلم وبالعودة إلى أوروبا التقيت سائحة ايطالية جاءت إلى الجزيرة من قبل وتعد هذه الزيارة هي الثانية لها إلى سقطرى تقول الإيطالية افلينا زينشنكو: زرت الجزيرة من قبل ولكنني لم استمتع بها كثيراٍ فقد كانت مدة زيارتي السابقة قليلة جداٍ خمسة أيام لم أكن اتوقع حينها بأني سوف أصادف جزيرة بهذا الجمال ولولا العمل لمكثت أطول ولهذا قررت العودة مرة أخرى وها أنا أعود وسأمكث فيها شهرين كاملين ازور خلالها كل المناطق ولدي مشروع أعده عن هذه الجزيرة حيث أعتزم تصوير فيلم عن المدارس في سقطرى لأساعد أهالي الجزيرة على تحسين واقعهم التعليمي حيث سأقوم بعرض هذا الفيلم على منظمات ورجال اعمال وجهات أوروبية يمكنها تقديم المساعدة لهذه الجزيرة. سبق وزارت أفلينا صنعاء ومكثت فيها شهراٍ كاملاٍ وتحديداٍ في صنعاء القديمة وأشد شيء أعجبها في صنعاء القديمة إضافة إلى المنازل والنمط المعماري السوق الشعبي القديم إلا أنها أوضحت أن صنعاء وسقطرى تنتشر فيهما القمامات بشكل مزعج.
الخدمات رديئة جداٍ وحول اختيارها للتعليم موضوعاٍ للفيلم الذي تريد تصويره قالت افلينا: التعليم من أهم الأشياء في الحياة ولاحظت أن وضع التعليم في الجزيرة متدهور بشكل كبير الطلاب ليس لديهم مدرسون أكفاء الفهم والاستيعاب لديهم ضعيف جداٍ البيئة التعليمية بالجزيرة غير ملائمة وغير متوفرة وهذه البيئة التعليمية صعبة جداٍ لا تتيح للطلاب المناخ المناسب للتعليم فهي صعبة جداٍ ولا يمكن تصورها: وأضافت: الجزيرة تمتلك مقومات ومواقع جميلة جداٍ لا تتوفر في الكثير من مناطق العالم الناس فيها طيبون وثقافة السلاح غير منتشرة لديهم ولهذا يجب على الدولة في اليمن أن تنظر إلى هذه الكنز العظيم وتعمل على تعريفه للعالم وتوفير متطلباته حتى الكهرباء لا توجد في سقطرى والخدمات بشكل عام رديئة جداٍ ولا يوجد أطباء مناسبون والغبار يملأ سماء المدن والاغنام تنتشر في الشوارع وتدخل حتى إلى المطاعم أين دور وزارة السياحة فلم ألاحظ وجوداٍ لها في كل الجزيرة أو اشارات تدل على أنها موجودة. وتساءلت لماذا لا يكون هناك خط طيران مباشر من دبي إلى سقطرى.