الرئيسية - عربي ودولي - الملف الأمني التحدي الأكبر لحكومة رئيس الوزراء الليبي
الملف الأمني التحدي الأكبر لحكومة رئيس الوزراء الليبي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

طرابلس/وكالات – كانت قبضة الحكومة المركزية في ليبيا على مدينة بنغازي (شرق)متراخية¡ لكن تفجير السفارة الفرنسية في طرابلس يكشف عن أن سيطرتها على العاصمة قد تكون الآن عرضة للخطر أيضا¡ ما يحملها ضغوطا جديدة. وخرب تفجير سيارة ملغومة في الصباح الباكر السفارة الفرنسية وأصاب حارسين فرنسيين في أهم هجوم على المصالح الأجنبية في ليبيا منذ الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر الماضي. وقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرون في هجوم بنغازي الذي أثار خلافا سياسيا طويلا في واشنطن حيث اتهم الجمهوريون إدارة الرئيس باراك أوباما بحجب معلومات بينما دافع البيت الإبيض عن أسلوب معالجته للقضية. وجاء تفجير السفارة الفرنسية ضربة لأمل الحكومة الليبية في بسط سيطرتها على البلاد¡ وكان الأول في طرابلس. ووصفته فرنسا وليبيا بأنه «عمل إرهابي». وقال مصدر دبلوماسي غربي بطرابلس: «في ضوء الأحداث في بنغازي في العام الأخير قد لا يكون مثيرا للدهشة أنه حتى المناطق التي تخضع لقدر أكبر من سيطرة الدولة غير محصنة. الناس لا يمكنهم أن يشيروا إلى الشرق فحسب الآن». ووجود قوات أمن الدولة أوضح في العاصمة منه في أي مكان آخر حيث تنتشر الشاحنات الصغيرة المدججة بالسلاح لحماية الوزارات أو في مفارق الطرق. لكن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة ليست بمعزل عن العنف فكثيرا ما تدوي الأعيرة النارية في لياليها في معارك بين الكتائب المسلحة المتنافسة. وفي الشهر الأخير اقتحم أفراد ميليشيا غاضبون وزارة العدل وخطفوا مساعدا لرئيس الوزراء وتعرضت سيارة تقل رئيس المؤتمر الوطني العام لإطلاق النار. ويتعرض الأجانب للاستهداف بالجرائم العادية مثل خطف السيارات والسرقة¡ ولكن كان ينظر إلى المدينة على أنها آمنة نسبيا مقارنة بباقي أنحاء البلاد. ويفيد نزار كعوان عضو المؤتمر الوطني العام بأن الأمن في ليبيا يرتبط بالحالة التي أعقبت الثورة وبأن وزارتي الداخلية والدفاع تمران بعملية إعادة بناء. وتابع: إن ميزان القوى ليس في صالح الدولة حتى الآن. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير لكن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هدد فرنسا عدة مرات كان آخرها الأسبوع الماضي بالانتقام. وكان الغربيون في المنطقة في حالة تأهب منذ أزمة احتجاز الرهائن في محطة عين أميناس للغاز في الجزائر في يناير الفائت. وفي بنغازي كانت بعثات بريطانيا وإيطاليا والأمم المتحدة والصليب الأحمر هدفا للعنف. ويقول مسؤولون أمريكيون إن متشددين لهم علاقة بجماعات مرتبطة بالقاعدة هم على الأرجح الذين قاموا بهجوم بنغازي في 11 سبتمبر. وقال وزير الداخلية عاشور شعيل للصحفيين: إنه لا يمكن القول على نحو مؤكد أن لهذا الهجوم علاقة بما حدث في بنغازي وأن المشكلة ليست أمن السفارات فحسب وإنما أمن البلاد كلها. وكانت الحوادث السابقة في طرابلس صغيرة مقارنة بهجوم الثلاثاء. ففي يونيو المنصرم انفجرت قنبلة صغيرة خارج قنصلية تونس وفي يناير 2012م¡ ألقيت قنبلة على مبنى خال كان مسؤولون من الأمم المتحدة قد فكروا في استخدامه. وقالت كلوديا جازيني من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: إن الهجوم «يشير إلى أن ما كان متصورا في الماضي أنه بعض الجماعات المنعزلة التي تعمل في الشرق هو على الأرجح شبكة أوسع لها صلات في شتى أنحاء البلاد». وأضافت: «قد يكون العمل وتنفيذ مثل هذه الهجمات أسهل في الشرق أما في طرابلس فعدد أفراد قوات الأمن الحكومية أكبر لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك سيطرة على العاصمة». وحاولت حكومة رئيس الوزراء علي زيدان التصدي للجماعات المسلحة من خلال حملة أطلق عليها عملية طرابلس تهدف إلى طرد الميليشيات من المباني العامة. لكنها واجهت مقاومة وما زالت لا تسيطر إلا على عدد صغير من ضباط الشرطة والجيش المنضبطين الذين يفوقهم أفراد الميليشيات عددا. وصرح عبدالحكيم محمد عضو اللجنة العليا للأمن الليبي وهي تضم مقاتلين معارضين سابقين وأضحت الآن أفضل تسليحا وأقوى من الشرطة إنه لا يوجد أمن في الليل ولا تشاهد دوريات من الشرطة. وأضاف: إن الوزراء يواصلون وصفهم بالميليشيات لنزع الثقة عنهم. ويقول محللون إن جماعات مختلفة يمكن أن تكسب من مهاجمة المصالح الفرنسية لكنهم يشيرون أيضا إلى صراع على السلطة بين السلطات الليبية والميليشيات. وقال جيف بورتر مدير مؤسسة استشارات المخاطر بشمال أفريقيا: «تفجير السفارة الفرنسية ربما كان جزءا من حرب للميليشيات».