الرئيسية - عربي ودولي - ومن دمشق إلى أين¿
ومن دمشق إلى أين¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هاشم عبدالعزيز – هل تتذكرون مقولة هنري كيسنجر الشهيرة التي أطلقها عشية غزو واحتلال العراق حين قال : «إن الطريق إلى القدس يمر من بغداد»¿ عادت هذه المقولة إلى الحضور مع العدوان الصهيوني على سوريا¡ ولكن هذه المرة على نحو مفتوح. العدوان والاحتلال والاستيطان¡ هذا المثلث يقوم عليه الكيان الصهيوني وسياسته تقوم على تجديد هذه المرتكزات التي بقي عليها قائما◌ٍ منذ قرابة (65) عاما◌ٍ. عدوان «إسرائيل» على سوريا بقي قائما◌ٍ وكان في غضون العقود المنصرمة قد أخذ طابع الحروب المدمرة أو الاعتداءات المتقطعة¡ لكنه خلال الفترة الأخيرة كان يجمع بين التواصل والتصعيد. وحتى لااعتداء الأخير الذي استهدف مواقع عسكرية وأمنية سورية في العمق السوري كانت الذرائع تسوق في شأن العدوان مرة عن أسلحة الدمار ومرات عن قوافل أسلحة تنقل لحزب اللø◌ِه في لبنان. ما يلفت النظر أن العدوان الصهيوني على سوريا توافق وتزامن مع عديد أحداث وتطورات¡ في الأبرز تداعيات الوضع في سوريا¡ والذي تجاوزت محذورات ومخاطر انزلاقه الوضع الداخلي إلى ما هو مرتبط بهذه المنطقة بكاملها¡ وإلى هذه التداعيات كان الإعلان عمø◌ِا بات يسمøى بتعديل مبادرة السلام العربية¡ والعدوان قبل هذا وذاك بدا كما لو أنه رسالة مسبقة لروسيا وجهتها الإدارة الأميركية بالآلية الـ «إسرائيلية» تجاه موقفها من الأزمة السورية قبل زيارة وزير خارجيتها إلى موسكو. كثيرة هي الأسئلة التي تداعت في شأن طبيعة وتوقيت العدوان الصهيوني على سوريا¡ ومن ذلك هل العدوان يرتبط بالوضع المتداعي في سوريا¿ أم أن العدوان هو استثمار لهذا الوضع¿ أم أن ما جرى صهيونيا◌ٍ يرتبط بتدخل عسكري في سوريا¿ مما قيل أن العدوان الصهيوني استفزازي لحمل دمشق على ردود أفعال غير محسوبة العواقب¡ وقيل إن العدوان كان أقرب إلى استطلاع الموقف السوري في ظل الأوضاع القائمة في البلاد¡ لكن ما هو جدير بالإشارة ما بات متكررا◌ٍ من أكثر من مصدر من أن العدوان الصهيوني على سوريا يفتح المجال المزدوج للإدارة الأميركية لتعزيز تدخلها في هذا البلد¡ وأن ذلك قد يحدث على طريق عرض العصا والجزرة¡ وهذا الازدواج يلبي طموحات أركان التوجه العسكري في الإدارة الأميركية تجاه سوريا من جهة¡ وهو يمنح اللاعبين سياسيا◌ٍ فرص الضغط لحمل دمشق على الانخراط في عملية التسوية الأميركية لأزمة المنطقة من جهة ثانية. بالطبع الأمور لن تمضي في هذا الازدواج الأميركي ببساطة¡ لأن الخيال السياسي على هذا النحو يصطدم بحقائق الواقع الذي يؤكد أن سوريا ليست لقمة سائغة أولا◌ٍ¡ والذهاب في هكذا اتجاه قد يكون لأصحابه متاحا◌ٍ¡ ولكن النتائج للعدوان أيø◌ِا◌ٍ كان وفي أي مكان وزمان¡ قد ينتج كارثة¡ لكنه يظل في عجز عن كسر وتحطيم الإرادات.