صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
عرض/صالح البيضاني –
احتوى الكتاب على أربعة مدارات ناقش فيها المؤلف التجارب الإبداعية للبردوني ودماج والسعيدي
يذكر المؤلف أن البردوني مر بثلاث مراحل في حنينه إلى عروبة الأمس..
المكان والزمان في الرواية هما المتحركان النصِيان و الشخصية هي التي تقدم الأدوار من خلال تحرك المكان وانتقاله عبر المساحة المتاحة لفضاء الرواية
بمقدمة للشاعر العراقي عبدالرزاق الربيعي حملت عنوان(حيوا معي النقِاد الشباب) بدأ القاص والناقد زيد الفقيه مداراته بالمدار الأول الذي حمل عنوان( أبعاد الصورة في شعر صالح عبد الله السعيدي) الذي يقدمه للقارئ بالقول” ذلك الشاعر الذي لقب بشاعر البادية إنما تدثر هذا اللقب لأنه حمل البادية على صهوة حرفه ونقلها إلى كل قارئ ذلك لأنه عاش تجربته الشعرية وسط هذه البادية لأن التجربة لا تكون في ذاتها معاناة إلا حين لا يمكن التعبير عنها بصراحة أمام مجتمع يبالغ في إخفاء مشاعره وخنق أحاسيسه ووجدانه”. ويواصل المؤلف تقديم نبذة عن الشاعر في سياق الحديث عن البعد العاطفي للصورة عند السعيدي حيث يقول في معرض حديثه عن هذا البعد الهام في قصائد الشاعر” إن القصيدة التي اغتزلها السعيدي وخط نمطها لجديرة بالاهتمام من قبل باحثي اليمن لأن هذا النوع من الشعر لا يمكن أن يكشف معانيه ويسبر أغواره إلا الباحثون اليمنيون وليس جميعهم وإنما من عانقت أقدامهم تربة ذلك الريف الموغل في قلب اليمن ذلك لأنه يذكرهم بتلك الطفولة البريئة للمجتمع الذي يتعامل بها ذلك البتول وتلك المحجرة”. وعن البعد الاجتماعي للصورة في ديوان (صور من البادية)للشاعر السعيدي الذي يقف أمامه المؤلف يتحدث الفقيه عن المزج البديع بين صورة الذات الجميلة وصورة الطبيعة الأكثر جمالاٍ بين جانب اجتماعي هو المحبة والإخاء والصفاء في النفس الإنسانية وبين الجو الشاعري المموج بالغيوم التي تحمل بشرى هطول الأمطار والمطر عند الفلاح هو الخير وهو العطاء والأمن والاستقرارويضيف الفقيه في هذا السياق بالقول” إن السعيدي وهو يصور لنا تلك الملامح للحياة الاجتماعية الريفية لم يصور الطبيعة المجردة فحسب بل لقد أعاد تشكيل الطبيعة من جديد مازجاٍ إياها بعواطفه الرقيقة الجياشه ولن يستطيع ذلك المصور الذي يرسم الطبيعة بآلة التصوير أن يصور العادات والتقاليد الاجتماعية المصاحبة كما رسمتها مخيلة السعيدي”. أما المدار الثاني الذي يتضمنه كتاب الفقيه فقد جاء تحت عنوان( الحنين إلى عروبة الأمس في شعر البردوني)حيث يذكر المؤلف في هذا المدار أن البردوني قد مر بثلاث مراحل في حنينه إلى عروبة الأمس. الأولى تظهر من خلال قصائده في ديوانه الأول وهي مرحلة الذات أو الحنين إلى الذات والعودة إليها وقد مثلت هذه المرحلة مجموعة قصائد منها: أنا الغريب أمي وحدي هنا وغيرها. والمرحلة الثانية مثلتها مجموعة قصائد جاءت متفرقة بين دواوينه الأخيرة منها: الغزو من الداخل من منفى إلى منفى وغيرها . أما المرحلة الثالثة وهي التي وصل فيها الشاعر إلى ذروته الانفعالية بالحنين إلى عروبة الأمس تمثلها عدد من القصائد على رأس هذه القصائد(أبو تمام وعروبة اليوم).ويقف المؤلف عن كل مرحلة من تلك المراحل مستشهدا بقصائد البردوني. وفي المدار الثاني من الكتاب يقف زيد الفقيه أمام حنين آخر حيث يكتب تحت عنوان (الحنين والخصام بين ولادة وابن زيدون)مستعرضا قصائد الحب ومن ثم الجفاء والحنين في أشهر قصص الحب الأندلسي التي سطرها التاريخ وقصائد العشاق تلك القصائد التي يقف عندها الفقيه محللا ومستعرضا وناقدا حيث يقول في
ذلك” حاولت أن أسلط الضوء على حالة من حالات الوداد بين الحبيبين الأندلسيين: ابن زيدون وولادة بنت المستكفي وفي حالتين إنسانيتين متضادتين في مشاعرهما المتضاربة بين الاقتراب والافتراق بغية إبراز هذا الجانب الإنساني الذي قد يمر به أي إنسان منا في محطة من محطات حياته”. المدار الثالث من مدارات الفقيه كان من نصيب السرد حيث حمل المدار عنوان (دور المكان والزمان في الرواية) وعلى خلاف المدارات السابقة من الكتاب لم يخصص المؤلف هذا المدار للوقوف أمام تجربة بعينها بقدر ما يقدم المؤلف رؤية شاملة للمشهد الروائي اليمني حيث يكتب تحت عنوان(مكان متحرك وشخصية ثابتة)متحدثا عن الخيال الأسطوري العربي ودور السير الشعبية والمقامات في تكريس صورة البطل في الموروث الشعبي و المنحى التطوري للمكان والزمان وتلاشي دور الشخصية الكلاسيكية في اتجاه الترميز والانطفاء.ويشير الفقيه في هذا السياق إلى أن” المكان والزمان في الرواية هما المتحركان النصِيان وأن الشخصية هي التي تقدم الأدوار من خلال تحرك المكان وانتقاله عبر المساحة المتاحة لفضاء الرواية والمكان والزمان ليسا متحركين بصريين لكنهما متحركان ذهنيان يلعبان الدِور المؤثر في حركة النص .” وهو المر الذي يقول أنه يسعى لإثباته عبر هذا المدار النقدي معتبرا أن رواية (الرهينة) لزيد مطيع دماج تتميز بتعدد المكان واختلاف الأزمنة وهو ما أعطىالرواية ديناميكية وتجدد رغم ثبات الشخصية وتوقفها.وهو ما يقف عنده المؤلف لاحقا تحت عنوان(دور المكان في ديناميكية نص الرهينة) حيث يقسم الرواية إلى ثلاثة أقسام من حيث وقوفه أمامها كالتالي: الأول: وظيفة المكان وتأثيره في البعد النفسي عند الشخوص. الثاني: البعد الاجتماعي والسياسي للمكان. الثالث: دور المكان في مصداقية الخطاب بين شخوص الرواية. مدارات الفقيه احتوت كذلك على(بيبلوغرافيا الرواية في اليمن حتى تاريخ طباعة الكتاب) والتي مهد لها بنبذة مختصرة عن البيلوغرافيا في اليمن جاء فيها:” كان أول من قام بعمل بيلوغرافي (فهرس) بمفهومه الحديث هو القاضي/محمد بن أحمد الحجري في عام 1361هجري الموافق 1941م حيث قام بوضع فهرسة لمكتبة الأوقاف التي هي المكتبة الشرقية في الجامع الكبير بصنعاء لكن هذا الفهرس لم يطبع وظل استخدامه مقصوراٍ على المكتبة وفي عام 1984م قامت وزارة الأوقاف بطبع بيلوغرافيا للمكتبة الشرقية مكون من أربعة أجزاء كل جزء في مجلد مستقل قام بأعداده الأساتذة: أحمد عبد الرزاق الرقيحي-عبد الله محمد الحبشي- علي وهاب الآنسي. أسمه: فهرس مخطوطات مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ويقصد بها المكتبة الشرقية كان عدد الكتب التي تضمنه هذه الأجزاء (2409) عنواناٍ. مقسمة إلى خمسة علوم”. تلى ذلك بتقديم قائمة بيبلوغرافيه للرواية اليمنية حتى العام 2004م. المدار الرابع والأخير في مدارات الفقيه حمل عنوان( فــي الــــتراث الشعــــبي )وابتدأه المؤلف بالحديث عن (البعد القومي في سيرة الملك سيـــف بــن ذي يـــــزن)حيث يتحدث المؤلف في هذا المدار عن صورتين متناقضتين في سيرة سيف بن ذي يزن أحداهن تمثل الوفاء والوطنية والأخرى تمثل الخيانة وعدم حفظ السر فالصورة الأولى تتمثل بالروح الوطنية المحافظة على الكرامة والعار متجسدة في شخصية سام بن نوح ونقيضها تتجسد في شخصية أخيه حام بن نوح كما جاء في سيرة سيف بن ذي يزن. ويختتم زيد الفقيه كتابه (مدارات) بعرض ببليوغرافي للتراث الشعبي اليمني معتبرا أن أقدم كتاب يتحدث عن هذا الموروث هو كتاب( التيجان) لوهب بن منبه وهو من الكتب الأقدم في الريادة فيما يتعلق بالتراث الشعبي والأمثال للأكوع الذي صدر في مصر 1964م. وكتاب زيد بن علي عنان (اللهجة اليمانية في النكت والأمثال الصنعانية) ويعود تاريخ طباعته إلى 1980م. ويقدم المؤلف عرضا سريعا لكل كتاب على حدة ونماذج مما ورد في ذلك الكتاب مختتما كتابه بتقديم قائمة بعدد من كتب التراث الشعبي احتوت على إحدى وثلاثين كتابا.