الرئيسية - كــتب - مدارات في‮ ‬أبعاد النص وإطلالة على المشهد الثقافي‮ ‬اليمني
مدارات في‮ ‬أبعاد النص وإطلالة على المشهد الثقافي‮ ‬اليمني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عرض/صالح البيضاني‬ –

احتوى الكتاب على أربعة مدارات ناقش فيها المؤلف التجارب الإبداعية للبردوني‮ ‬ودماج والسعيدي‮‬

يذكر المؤلف أن البردوني‮ ‬مر بثلاث مراحل في‮ ‬حنينه إلى عروبة الأمس..

‬المكان والزمان في‮ ‬الرواية هما المتحركان النصِيان و الشخصية هي‮ ‬التي‮ ‬تقدم الأدوار من خلال تحرك المكان وانتقاله عبر المساحة المتاحة لفضاء الرواية

بمقدمة للشاعر العراقي‮ ‬عبدالرزاق الربيعي‮ ‬حملت عنوان(حيوا معي‮ ‬النقِاد الشباب‮) ‬بدأ القاص والناقد زيد الفقيه مداراته بالمدار الأول الذي‮ ‬حمل عنوان‮( ‬أبعاد الصورة في‮ ‬شعر صالح عبد الله السعيدي‮) ‬الذي‮ ‬يقدمه للقارئ بالقول‮” ‬ذلك الشاعر الذي‮ ‬لقب بشاعر البادية إنما تدثر هذا اللقب لأنه حمل البادية على صهوة حرفه ونقلها إلى كل قارئ‮ ‬ذلك لأنه عاش تجربته الشعرية وسط هذه البادية‮ ‬لأن التجربة لا تكون في‮ ‬ذاتها معاناة إلا حين لا‮ ‬يمكن التعبير عنها بصراحة أمام مجتمع‮ ‬يبالغ‮ ‬في‮ ‬إخفاء مشاعره وخنق أحاسيسه ووجدانه‮”. ‬ ويواصل المؤلف تقديم نبذة عن الشاعر في‮ ‬سياق الحديث عن البعد العاطفي‮ ‬للصورة عند السعيدي‮ ‬حيث‮ ‬يقول في‮ ‬معرض حديثه عن هذا البعد الهام في‮ ‬قصائد الشاعر‮” ‬إن القصيدة التي‮ ‬اغتزلها السعيدي‮ ‬وخط نمطها لجديرة بالاهتمام من قبل باحثي‮ ‬اليمن‮ ‬لأن هذا النوع من الشعر لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكشف معانيه ويسبر أغواره إلا الباحثون اليمنيون وليس جميعهم وإنما من عانقت أقدامهم تربة ذلك الريف الموغل في‮ ‬قلب اليمن‮ ‬ذلك لأنه‮ ‬يذكرهم بتلك الطفولة البريئة للمجتمع الذي‮ ‬يتعامل بها ذلك البتول‮ ‬وتلك المحجرة‮”.‬ وعن البعد الاجتماعي‮ ‬للصورة في‮ ‬ديوان‮ (‬صور من البادية)للشاعر السعيدي‮ ‬الذي‮ ‬يقف أمامه المؤلف‮ ‬يتحدث الفقيه عن المزج البديع بين صورة الذات الجميلة وصورة الطبيعة الأكثر جمالاٍ‮ ‬بين جانب اجتماعي‮ ‬هو المحبة والإخاء والصفاء في‮ ‬النفس الإنسانية وبين الجو الشاعري‮ ‬المموج بالغيوم التي‮ ‬تحمل بشرى هطول الأمطار‮ ‬والمطر عند الفلاح هو الخير وهو العطاء والأمن والاستقرارويضيف الفقيه في‮ ‬هذا السياق بالقول‮” ‬إن السعيدي‮ ‬وهو‮ ‬يصور لنا تلك الملامح للحياة الاجتماعية الريفية لم‮ ‬يصور الطبيعة المجردة فحسب بل لقد أعاد تشكيل الطبيعة من جديد مازجاٍ‮ ‬إياها بعواطفه الرقيقة الجياشه‮ ‬ولن‮ ‬يستطيع ذلك المصور الذي‮ ‬يرسم الطبيعة بآلة التصوير أن‮ ‬يصور العادات والتقاليد الاجتماعية المصاحبة كما رسمتها مخيلة السعيدي‮”. ‬ أما المدار الثاني‮ ‬الذي‮ ‬يتضمنه كتاب الفقيه فقد جاء تحت عنوان‮( ‬الحنين إلى عروبة الأمس في‮ ‬شعر البردوني‮)‬حيث‮ ‬يذكر المؤلف في‮ ‬هذا المدار أن البردوني‮ ‬قد مر بثلاث مراحل في‮ ‬حنينه إلى عروبة الأمس‮. ‬الأولى تظهر من خلال قصائده في‮ ‬ديوانه الأول وهي‮ ‬مرحلة الذات أو الحنين إلى الذات والعودة إليها‮ ‬وقد مثلت هذه المرحلة مجموعة قصائد منها‮: ‬أنا الغريب‮ ‬أمي‮ ‬وحدي‮ ‬هنا‮ ‬وغيرها‮. ‬والمرحلة الثانية مثلتها مجموعة قصائد جاءت متفرقة بين دواوينه الأخيرة منها‮: ‬الغزو من الداخل‮ ‬من منفى إلى منفى وغيرها‮ . ‬ أما المرحلة الثالثة وهي‮ ‬التي‮ ‬وصل فيها الشاعر إلى ذروته الانفعالية بالحنين إلى عروبة الأمس‮ ‬تمثلها عدد من القصائد‮ ‬على رأس هذه القصائد(أبو تمام وعروبة اليوم‮).‬ويقف المؤلف عن كل مرحلة من تلك المراحل مستشهدا بقصائد البردوني‮.‬ وفي‮ ‬المدار الثاني‮ ‬من الكتاب‮ ‬يقف زيد الفقيه أمام حنين آخر حيث‮ ‬يكتب تحت عنوان‮ (‬الحنين والخصام بين ولادة وابن زيدون)مستعرضا قصائد الحب ومن ثم الجفاء والحنين في‮ ‬أشهر قصص الحب الأندلسي‮ ‬التي‮ ‬سطرها التاريخ وقصائد العشاق تلك القصائد التي‮ ‬يقف عندها الفقيه محللا ومستعرضا وناقدا حيث‮ ‬يقول في‮

‬ذلك‮” ‬حاولت أن أسلط الضوء على حالة من حالات الوداد بين الحبيبين الأندلسيين‮: ‬ابن زيدون وولادة بنت المستكفي‮ ‬وفي‮ ‬حالتين إنسانيتين متضادتين في‮ ‬مشاعرهما المتضاربة‮ ‬بين الاقتراب والافتراق‮ ‬بغية إبراز هذا الجانب الإنساني‮ ‬الذي‮ ‬قد‮ ‬يمر به أي‮ ‬إنسان منا في‮ ‬محطة من محطات حياته‮”. ‬المدار الثالث من مدارات الفقيه كان من نصيب السرد حيث حمل المدار عنوان‮ (‬دور المكان والزمان في‮ ‬الرواية‮) ‬وعلى خلاف المدارات السابقة من الكتاب لم‮ ‬يخصص المؤلف هذا المدار للوقوف أمام تجربة بعينها بقدر ما‮ ‬يقدم المؤلف رؤية شاملة للمشهد الروائي‮ ‬اليمني‮ ‬حيث‮ ‬يكتب تحت عنوان(مكان متحرك وشخصية ثابتة)متحدثا عن الخيال الأسطوري‮ ‬العربي‮ ‬ودور السير الشعبية والمقامات في‮ ‬تكريس صورة البطل في‮ ‬الموروث الشعبي‮ ‬و المنحى التطوري‮ ‬للمكان والزمان وتلاشي‮ ‬دور الشخصية الكلاسيكية في‮ ‬اتجاه الترميز والانطفاء.ويشير الفقيه في‮ ‬هذا السياق إلى أن‮” ‬المكان والزمان في‮ ‬الرواية هما المتحركان النصِيان وأن الشخصية هي‮ ‬التي‮ ‬تقدم الأدوار من خلال تحرك المكان وانتقاله عبر المساحة المتاحة لفضاء الرواية‮ ‬‮ ‬والمكان والزمان ليسا متحركين بصريين لكنهما متحركان ذهنيان‮ ‬يلعبان الدِور المؤثر في‮ ‬حركة النص‮ .” ‬وهو المر الذي‮ ‬يقول أنه‮ ‬يسعى لإثباته عبر هذا المدار النقدي‮ ‬معتبرا أن رواية‮ (‬الرهينة‮) ‬لزيد مطيع دماج تتميز بتعدد المكان واختلاف الأزمنة وهو ما أعطىالرواية ديناميكية وتجدد رغم ثبات الشخصية وتوقفها.وهو ما‮ ‬يقف عنده المؤلف لاحقا تحت عنوان(دور المكان في‮ ‬ديناميكية نص الرهينة‮) ‬حيث‮ ‬يقسم الرواية إلى ثلاثة أقسام من حيث وقوفه أمامها كالتالي‮:‬ الأول‮: ‬وظيفة المكان وتأثيره في‮ ‬البعد النفسي‮ ‬عند الشخوص‮. ‬ الثاني‮: ‬البعد الاجتماعي‮ ‬والسياسي‮ ‬للمكان‮. ‬ الثالث‮: ‬دور المكان في‮ ‬مصداقية الخطاب بين شخوص الرواية‮.‬ ‮ ‬مدارات الفقيه احتوت كذلك على(بيبلوغرافيا الرواية في‮ ‬اليمن حتى تاريخ طباعة الكتاب‮) ‬والتي‮ ‬مهد لها بنبذة مختصرة عن البيلوغرافيا في‮ ‬اليمن جاء فيها‮:” ‬كان أول من قام بعمل بيلوغرافي‮ (‬فهرس‮) ‬بمفهومه الحديث هو القاضي‮/‬محمد بن أحمد الحجري‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬1361هجري‮ ‬الموافق‮ ‬1941م حيث قام بوضع فهرسة لمكتبة الأوقاف التي‮ ‬هي‮ ‬المكتبة الشرقية في‮ ‬الجامع الكبير بصنعاء‮ ‬لكن هذا الفهرس لم‮ ‬يطبع وظل استخدامه مقصوراٍ‮ ‬على المكتبة‮ ‬وفي‮ ‬عام‮ ‬1984م قامت وزارة الأوقاف بطبع بيلوغرافيا للمكتبة الشرقية مكون من أربعة أجزاء كل جزء في‮ ‬مجلد مستقل قام بأعداده الأساتذة‮: ‬ أحمد عبد الرزاق الرقيحي‮-‬عبد الله محمد الحبشي‮- ‬علي‮ ‬وهاب الآنسي‮. ‬ أسمه‮: ‬فهرس مخطوطات مكتبة الجامع الكبير بصنعاء ويقصد بها المكتبة الشرقية كان عدد الكتب التي‮ ‬تضمنه هذه الأجزاء‮ (‬2409‮) ‬عنواناٍ‮. ‬مقسمة إلى خمسة علوم‮”.‬ تلى ذلك بتقديم قائمة بيبلوغرافيه للرواية اليمنية حتى العام‮ ‬2004م‮.‬ المدار الرابع والأخير في‮ ‬مدارات الفقيه حمل عنوان‮( ‬فــي‮ ‬الــــتراث الشعــــبي‮ )‬وابتدأه المؤلف بالحديث عن‮ (‬البعد القومي‮ ‬في‮ ‬سيرة الملك سيـــف بــن ذي‮ ‬يـــــزن)حيث‮ ‬يتحدث المؤلف في‮ ‬هذا المدار عن صورتين متناقضتين في‮ ‬سيرة سيف بن ذي‮ ‬يزن أحداهن تمثل الوفاء والوطنية والأخرى تمثل الخيانة وعدم حفظ السر‮ ‬فالصورة الأولى تتمثل بالروح الوطنية المحافظة على الكرامة والعار متجسدة في‮ ‬شخصية سام بن نوح ونقيضها تتجسد في‮ ‬شخصية أخيه حام بن نوح كما جاء في‮ ‬سيرة سيف بن ذي‮ ‬يزن‮. ‬ويختتم زيد الفقيه كتابه‮ (‬مدارات‮) ‬بعرض ببليوغرافي‮ ‬للتراث الشعبي‮ ‬اليمني‮ ‬معتبرا أن أقدم كتاب‮ ‬يتحدث عن هذا الموروث هو كتاب‮( ‬التيجان‮) ‬لوهب بن منبه وهو من الكتب الأقدم في‮ ‬الريادة فيما‮ ‬يتعلق بالتراث الشعبي‮ ‬والأمثال للأكوع الذي‮ ‬صدر في‮ ‬مصر‮ ‬1964م‮. ‬وكتاب زيد بن علي‮ ‬عنان‮ (‬اللهجة اليمانية في‮ ‬النكت والأمثال الصنعانية‮) ‬ويعود تاريخ طباعته إلى‮ ‬1980م‮. ‬ويقدم المؤلف عرضا سريعا لكل كتاب على حدة ونماذج مما ورد في‮ ‬ذلك الكتاب مختتما كتابه بتقديم قائمة بعدد من كتب التراث الشعبي‮ ‬احتوت على إحدى وثلاثين كتابا‮.‬