الرئيسية - عربي ودولي - تفسير الانقسام
تفسير الانقسام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هاشم عبدالعزيز –

بعد سنوات من تبرير حدوثه وعدم تجاوزه بدأت منذ أيام عملية تفسير إعلامية للانقسام السياسي الفلسطيني بخلفياته واستمراره. في الإجمال يرى أصحاب هذا التفسير أن حالة الانقسام السياسي الفلسطيني بين حركتي «فتح» و«حماس» والساقط على الأرض بين الضفة الغربية وبين قطاع غزة هي جزء من حالة الانقسام العربية التي تداعت إزاء عديد قضايا عربية إذا كانت تجاه القضية الفلسطينية أدت إلى ما بات عليه الاحتلال الصهيوني من عربدة وغطرسة بنكران لحقوق الشعب الفلسطيني واستهداف وجوده¡ فهي شجعت الكيان الصهيوني على تجاهل العرب لوجودها وإرادة أبنائها الذين تمتد خارطة وجودهم وخريطة بلدانهم من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي هي في إمكانات بشرية مهدورة ومعطلة وثروات هائلة منهوبة. والأمثلة الشاخصة على تداعي الانقسام العربي ما آل إليه أمر السودان وما هو مفتوح على المجهول في مصير الصومال وإلى ما آل إليه الوضع العربي عموما◌ٍ من انهيار يفتقد في ظله العرب جماعات ودولا◌ٍ وأفرادا◌ٍ¡ إرادة شأنهم وشؤونهم في اتجاه انحداري متسارع من الضياع. لا شك أن الفلسطينيين ليسوا في عالم آخر.. بل هم في واجهة الأوضاع العربية.. غير أن ذهاب المفسرين للانقسام إلى ربط قضية تجاوزه بأحداث تحول في الوضع الانقسامي العربي هو «تشريع» من نوع جديد للانقسام. بداية الفلسطينيين يتصدون لقضاياهم المسلوبة وهم مروا خلال الـ 65 عاما◌ٍ عبر هذا الطريق الشاق وبتضحيات غالية بمسيرة تعاقب الأجيال. إلى ذلك الفلسطينيين لا يواجهون احتلال لنيل حقوقهم وحسب¡ بل هم أمام كيان عنصري يستهدف وجودهم وحرب الإبادة العنصرية الصهيونية مفتوحة على الفلسطينيين بشتى جبهاتها وأخطر اسلحتها وأبشع أساليبها. والأهم في الأمر لم يكن الانقسام رغبة وطنية فلسطينية ومن ذلك داخل حركتي «فتح» و«حماس» بل كان هدفا◌ٍ صهيونيا◌ٍ أميركيا◌ٍ كانت شباك اللعبة عديدة ومنها تغذية نزعة الاستئثار بالسلطة ومنذ أن حدث الانقسام استأثر كل طرف بأدواته السلطاوية لكن الشارع الفلسطيني بدا في تعامل رفض وعزل لهذا الوضع وهو عبر عن هذا مرات وهو ما يفترض أن يستوعب دلالاته وأبعاده طرفا الانقسام.