مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية
هايل الصرمي – (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين)
لقد هدى الله إبراهيم بفطرته إليه يوم أن رأى القمر فقال هذا ربي ثم رأى الشمس فقال هذا ربي فلما أفلت قال لا أحب الآفلين وهكذا إلى أن عرف الله عزوجل بفطرته وهْداه إليه بقدرته من خلال تأمله ثم جاءه الوحي بعد تلك المعاناة فكان له الأثر البالغ ولو لم تكن تلك المعاناة التي سبقت الوحي والهدى لما كان للهدى ذلك الأثر البليغ في نفوس الأنبياء ولما تحملوا عظيم البلاء في سبيل رسالتهم فالله هيِأهم وأعدِهم قبل تحميلهم الرسالة. وكأن إبراهيم عرف بتأمله الصفات التي يتصف بها الرب سبحانه ,فلما أفل ما تأمله وظنه رباٍ لتقرير حقيقة الربوبية, قال: لا أحب الآفلين . أي أن الرب من صفاته أن يكون موجوداٍ في كل وقت وحين وأن لا يغيب طرفة عين يكو مع مخلوقاته يصرفها كيف يشاء , فالمعية الدائمة من صفات الرب , لأنه الراعي المصرف والمدبر والمهيمن , إذا لبد أن يكون حاضرا يسمع ويرى كما قال الله تعالى عن نفسه : (وهو معكم أينما كنتم )وقال :(أِلِمú تِرِى أِنِ اللِهِ يِعúلِمْ مِا في السِمِوِات وِمِا في الأِرúض مِا يِكْونْ منú نِجúوِى ثِلاثِةُ إلاِ هْوِ رِابعْهْمú وِلا خِمúسِةُ إلاِ هْوِ سِادسْهْمú وِلا أِدúنِى منú ذِلكِ وِلا أِكúثِرِ إلاِ هْوِ مِعِهْمú أِيúنِ مِا كِانْوا ثْمِ يْنِبئْهْمú بمِا عِملْوا يِوúمِ الúقيِامِة إنِ اللِهِ بكْل شِيúءُ عِليمَ (7) المجادلة والآيات كثر في دلالة الحضور والمعية لله لذلك لم يعترف سيدنا إبراهيم بربوبية ما شاهد بسبب الغياب ,ثم تواصل إلى أن هذه الآيات التي يشاهدها أن مخلوقة ومفطورة من إله حاضر لا يغيب هو الذي فطر السماوات والأرض وهو الذي ينبغي أن أتوجه إليه إلى الذي فطر هذه المخلوقات سأتوجه فلا بد أن يكون فاطر هذه المخلوقات كله حاضراٍ يسمعني ويراني اتوجه إليه فهو في كل مكان موجود بعلمه وإحاطته. هذا ما وصل إليه إبراهيم من يقين مبني على معرفة فطرية بتوفيق الله ثم بعد هذا الإعداد جاء الوحي نتيجة جاهزية إبراهيم لتقبله ليكون زيادة ليقينه وتعميقا لإيمانه وتكليفا لمهمته وهكذا حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يتأمل في غار حراء قبل نزول الوحي عليه . وتوصل إلى ما توصل إليه إبراهيم ثم جاء الوحي مكملا ومثبتاٍ ومكلفا. يقول في تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية , في قوله تعالى:{ نْري إبúرِاهيمِ مِلِكْوتِ السِمِاوِات وِالأرúض } أي: ليرى ببصيرته ما اشتملت عليه من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة { وِليِكْونِ منِ الúمْوقنينِ } فإنه بحسب قيام الأدلة يحصل له الإيقان والعلم التام بجميع المطالب.”[1] وفي تفسير الميسر يقول العلماء: “وكما هدينا إبراهيم عليه السلام إلى الحق في أمر العبادة نْريه ما تحتوي عليه السموات والأرض من ملك عظيم وقدرة باهرة ليكون من الراسخين في الإيمان”[2].
قال أسعد حويمد :”لِمِا تِغِشِاهْ اللِيلْ وِسِتِرِهْ رِأِى نِجúماٍ عِظيماٍ مْمúتِازاٍ عِنú سِائر الكِوِاكب بإشúرِاقه وِبِريقه ( وِقيلِ إنِهْ كْوúكِبْ المْشúتِري الذي عِبِدِهْ كِثيرَ منِ الأِقúوِام التي ِبِدِت الكِوِاكبِ ) فِقِالِ إبúرِاهيمْ لقِوúمه : هِذِا رِبيº فِلِمِا غِابِ وِغِرِبِ ( أِفِلِ ) قِالِ لِهْمú : إني لاِ أْحبْ الآِفلينِ إذú أِدúرِكِ أنِ رِبِهْ حِاضرَ دِائمَ لاِ يِزْولْ .وِقِالِ الأْسúتِاذْ المِراغي – إنِ إبúرِاهيمِ عِلِيúه السِلاِمْ قِالِ لقِوúمه عِن الكِوúكِب ( هِذِا رِبي ) في مِقِام المْنِاظِرِة وِالحجِاج تِمúهيداٍ للإنúكِار عِلِيúهمú فِأِوúهِمِهْمú أِوúلاٍ أِنِهْ مْوِافقَ لِهْمú عِلِى زِعúمهمú أنِ كِوúكِباٍ يْمúكنْ أِنú يِكْونِ إلهاٍ . ثْمِ كِرِ عِلِيúهمú “[3] فطرة إبراهيم الصادقة تدله على الله يقول سيد قطب “بمثل هذه الفطرة السليمة وهذه البصيرة المفتوحة º وعلى هذا النحو من الخلوص للحق ومن إنكار الباطل في قوة . . نري إبراهيم حقيقة هذا الملك .. ملك السماوات والأرض . . ونطلعه على الأسرار المكنونة في صميم الكون ونكشف له عن الآيات المبثوثة في صحائف الوجود ونصل بين قلبه وفطرته وموحيات الإيمان ودلائل الهدى في هذا الكون العجيب لينتقل من درجة الإنكار على عبادة الآلهة الزائفة إلى درجة اليقين الواعي بالإله الحق . . وهذا هو طريق الفطرة البديهي العميق . . وعي لا يطمسه الركام وبصر يلحظ ما في الكون من عجائب صنع الله وتدبر يتبع المشاهد حتى تنطق له بسرها المكنون . . وهداية من الله جزاء على الجهاد فيه وكذلك سار إبراهيم – عليه السلام – وفي هذا الطريق وجد الله . . وجده في إدراكه ووعيه بعد أن كان يجده فحسب في فطرته وضميره . . ووجد حقيقة الألوهية في الوعي والإدراك مطابقة لما استكن منها في الفطرة والضمير .فلنتابع الرحلة الشائقة مع فطرة إبراهيم الصادقة . . إنها رحلة هائلة وإن كانت تبدو هينة ميسرة ! رحلة من نقطة الإيمان الفطري إلى نقطة الإيمان الوعي! الإيمان الذي يقوم عليه التكليف بالفرائض والشرائع º والذي لا يكل الله – سبحانه – جمهرة الناس فيه إلى عقولهم وحدها فيبينه لهم في رسالات الرسل ويجعل الرسالة – لا الفطرة ولا العقل البشري – هي حجته عليهم وهي مناط الحساب والجزاء عدلا منه ورحمة وخبرة بحقيقة الإنسان وعلما . فأما إبراهيم – عليه السلام – فهو إبراهيم ! خليل الرحمن وأبو المسلمين.. {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا . قال:هذا ربي فلما أفل قال:لا أحب الآفلين} إنها صورة لنفس إبراهيم وقد ساورها الشك – بل الإنكار الجازم – لما يعبد أبوه وقومه من الأصنام وقد باتت قضية العقيدة هي التي تشغل باله وتزحم عالمه . . صورة يزيدها التعبير شخوصا بقوله: { فلما جن عليه الليل } كأنما الليل يحتويه وحده وكأنما يعزله عن الناس حوله ليعيش مع نفسه وخواطره وتأملاته ومع همه الجديد الذي يشغل باله ويزحم خاطره: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال:هذا ربي } وكان قومه يعبدون الكواكب والنجوم – كما أسلفنا – فلما أن يئس من أن يكون إلهة الحق – الذي يجده في فطرته في صورة غير مدركة ولا واعية – صنما من تلك الأصنام فلعله رجا أن يجده في شيء مما يتوجه إليه قومه بالعبادة ! وما كانت هذه أول مرة يعرف فيها إبراهيم أن قومه يتجهون بالعبادة إلى الكواكب والنجوم وما كانت هذه أول مرة يرى فيها إبراهيم كوكبا . . ولكن الكوكب – الليلة – ينطق لـه بما لم ينطق من قبل ويوحي إلى خاطره بما يتفق مع الهم الذي يشغل باله ويزحم عليه عالمه: {قال:هذا ربي} فهو بنوره وبزوغه وارتفاعه أقرب – من الأصنام – إلى أن يكون ربا ! . . ولكن لا! إنه يكذب ظنه: {فلما أفل قال:لا أحب الآفلين} إنه يغيب . . يغيب عن هذه الخلائق فمن ذا يرعاها إذن ومن ذا يدبر أمرها . . إذا كان الرب يغيب¿! لا إنه ليس ربا فالرب لا يغيب ! إنه منطق الفطرة البديهي القريب لا يستشير القضايا المنطقية والفروض الجدلية إنما ينطلق مباشرة في يسر وجزم لأن الكينونة البشرية كلها تنطق به في يقين عميق . .{ لا أحب الآفلين} فالصلة بين الفطرة وإلهها هي صلة الحب º والآصرة هي آصرة القلب . . وفطرة إبراهيم “لا تحب” الآفلين ولا تتخذ منهم إلها إن الإله الذي تحبه الفطرة . لا يغيب[4]{فلما رأى القمر بازغا قال:هذا ربي . فلما أفل قال:لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين } ولو أعملتْ تفكري أجدني خفيف الروح فالآيات عطري فإن القلب يشرق حين يلقى غذاءِ تفكري ودوام ذكري فهل يا قلب يشدو الكون مثلي ويلقى ما لقيت ببعض صبري ويركب موجة الآيات فكراٍ ويبحر بين أفنـاني وزهري ”وما نيل المطـالب بالتمني” ولكن من سرى بالفكر يسـر سأنثر باقة الإبـداع فـكراٍ وأحي ميتا ببديع شعـري وأنسج من معاني الكون وحيا يغـني عبر أزماني ودهري وهذا القدر مما قلت يكفي لأبلغ غايتي وأشـد أزري فعذرا للكواكب والنجوم وهل يجدي مع التقصير عذري هامش: [1]: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان , : عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي المحقق : عبدالرحمن بن معلا اللويحق الناشر:مؤسسة الرسالة , الطبعة : الأولى 1420هـ2000 م عدد الأجزاء: 1 [2] التفسير الميسر المؤلف : مجموعة من العلماء – عدد من أساتذة التفسير تحت إشراف الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي عدد الأجزاء : 1 [3] أيسر التفاسير : أسعد حومد مصدر الكتاب : موقع التفاسير