الرئيسية - عربي ودولي - الجزائر.. وغياب الرئيس بوتفليقة
الجزائر.. وغياب الرئيس بوتفليقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إسكندر المريسي – ثمة تساؤلات مشروعة عن الحالة السياسية في الجزائر إلى أين تتجه في ظل الوضع الصحي الذي يكتنف حياة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة منذ حوالي شهرين على إثر جلطة دماغية¡ وبغض النظر عن تفاصيل وتداعيات ذلك يبقى أهم تلك التساؤلات عن الحالة السياسية في الجزائر وعما إذا كان هناك تغيير في نظام الحكم وسط تكهنات بأن الرئيس الجزائري قد يباغته الوضع الصحي فلا يستطيع إكمال السنة المتبقية من فترة ولايته الرئاسية الثانية للجزائر. وإن كان بالتأكيد مثل خلال السنوات الماضية الحد الأكبر من التوافق في الجزائر التي كادت تعصف بها السياسة وتذهب أدراج الرياح¡ حينئذ◌ُ كان الرئيس الجزائري حريصا◌ٍ على إخراج البلاد بأقل حسائر ممكنة على اعتبار أنه كان وزيرا◌ٍ للخارجية¡ فحاول قدر الاستطاعة مراضاة القوى الدولية وخاصة فرنسا واتبع أسلوب المداراة في ترويض تلك القوى وهذا لا يعني تشكيكا◌ٍ في وطنيته في خدمة الجزائر التي كادت أن تغرق في مستنقع الدماء والدموع في لحظة المحنة التي مر بها ذلك البلد العربي الشقيق¡ وبالتالي غيابه عن مسرح الأحداث السياسية سيشكل حالة فراغ حقيقية في الجزائر¡ فيما إذا آلت حالته الصحية إلى مزيد من التدهور خاصة في ظل ارتفاع عشرات الأصوات المطالبة والمستفسرة عن البديل الذي ينتظر الجزائر¡ فيما إذا رحل الرئيس بوتفليقة تظل الأسئلة معلقة وكذلك جملة الاستفسارات الباحثة عن الإجابات المحددة¡ فالجزائر في الحقيقة والواقع شهدت بعد أحداث العقد الماضي من القرن المنصرم استقرارا◌ٍ ما كان يتوقعه أحد بعد الاشتباك السياسي الذي حصل مع جبهة الانقاذ قبل ردح من الزمن تبدو أكثر الاستفسارات إلحاحا◌ٍ إزاء تداعيات المشهد السياسي الجزائري في لحظته الراهنة ما هي سبل وإمكانية نجاح التغيير السياسي في الجزائر بما يحافظ على حالة الاستقرار¡ وكذا ما كان قد أحرزه الاقتصاد الوطني الجزائري خلال الثلاث السنوات الماضية من ارتفاع نسبة الادخار بالاحتياطي النقدي الأجنبي وحقق الاقتصاد الجزائري نموا◌ٍ مرتفعا◌ٍ انعكس بشكل إيجابي على الطبقات الشعبية¡ وهو ما يتوجب لتحاشي الانعكاسات السلبية والمحافظة على ذلك النمو والاستقرار السياسي والدفع به إلى الأمام لا سيما والمؤشرات الواضحة في السطح تؤكد بما لا يدع مجالا◌ٍ للشك أن الجزائر عرفت مبكرا◌ٍ مرارة الاضطرابات السياسية وشهدت عواقب الفوضى السياسية ومن ثم أيضا◌ٍ عرفت روعة الاستقرار وانعكاساته الإيجابية على تقدم البلاد إلى ذلك المربع المغلق سوءا◌ٍ بقي الرئيس الجزائري على قيد الحياة لكي يكمل الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية أو رحل عن مسرح السياسة¡ فإن باستطاعة الجزائر مواكبة التطورات والعمل على دعم وتثبيت مسار الاستقلال الوطني والنأي به عن الارتباطات المشبوهة للقوى الدولية. لذلك تبدو أغلب التقديرات ممكنة حيال خروج الجزائر من أي منعطف عصيب قد يعترض طريق السياسة المحلية¡ ويرجع ذلك إلى وجود قدر عال◌ُ من المؤسسات¡ وهو ما يجعل البقاء ثم استقرار العملية السياسية أمرا◌ٍ ممكنا◌ٍ لأن الجزائر وجدت لكي تبقى بلد المليون شهيد شاهدا◌ٍ على زمن عروبي حالك السواد.