خبراء: تعنت الحوثيين أوصل "سلام اليمن" إلى المجهول وزير الصحة يناقش مع رئيس جمعية الحكمة اليمانية تدخلاتها في القطاع الصحي تدشين حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة في الحديدة مصلحة الأحوال المدنية تنظم ورشة عمل حول الاحصاء وقيد المواليد والوفيات وكيل وزارة الخارجية يلتقي الممثل الرئيسي لمكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) مصلحة الأحوال المدنية تنظم ورشة عمل حول الإحصاء وقيد المواليد والوفيات رئيس الوزراء يعقد في عدن اجتماعاً باللجنة العسكرية والأمنية أكثر من 122 مليون ريال إيرادات مكتب الأوقاف في محافظة لحج منذ مطلع العام الجاري محافظ حضرموت يناقش مستوى تنفيذ البرنامج الاستثماري لمديرية المكلا رئيس مجلس القيادة يهنئ بالعيد الوطني للبوسنة والهرسك
الدين والحياة/ وليد المشيرعي – رياض مطهر الكبسي –
كل عام وأنتم بخير.. هانحن وقد استقبلنا شهر رمضان المبارك .. هذا الشهر العظيم الذي اختصه الله دون شهور السنة بالذكر في القرآن الكريم تكريماٍ وتعظيماٍ له.. نتساءل عن فضل هذا الشهرالكريم¿ ولماذا اختصه الله بهذه المكانة¿ وكيف يكون صومنا مقبولاٍ ومخلصاٍ لنا من ذنوبنا وآثامنا وتحقيق وعد رسولنا الكريم: (من صام رمضان إيماناٍ واحتساباٍ غفر له ما تقدم من ذنبه)¿ هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على عدد من علماء الإسلام ودعاته. . وفي مايلي نعرض ما أفادونا به عن الشهر الكريم الذي فرحنا بمقدمه وأصبحنا نعيش أجواءه العابقة بالرحمة والمغفرة:
في البداية يعيش بنا رائد الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.. د .زغلول النجار.. في أجواء القرآن الكريم.. حيث يوضح لنا سر الاهتمام بشهر الصيام في كتاب الله فيقول: رمضان أشرف شهور السنة عند الله عز وجل ولذلك ذكره سبحانه باسمه مفصلاٍ في القرآن فقال: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).. فكان بذلك الشهر الوحيد الذي ذكر في كتاب الله الخالد.. بينما جمعت الأشهر الحرم على فضلها تحت هذا المسمى وفصلت أسماؤها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي: ذو القعدة.. وذو الحجة.. والمحرم.. ورجب). كل هذا يؤكد أن لشهر رمضان مكانة عظيمة عند الله عز وجل.. كما كان لهذا الشهر المبارك مكانة كبيرة عند رسول الله الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم حيث تعددت أحاديثه الشريفة في الحث على العبادة والطاعة فيه.. وتجلى لنا بعض مظاهر الإعجاز العلمي في بعضها بعد ذلك.. فهو صلى الله عليه وآله وسلم القائل (صوموا تصحوا). إعجاز نبوي وهذا الحديث النبوي الشريف يكشف عن جانب من جوانب إعجاز البلاغ النبوي.. حيث أكد الأطباء وعلماء النفس أن لفريضة الصوم منافع طبية ونفسية عديدة إلى جانب منافعها الروحية.. فإذا كان في الصيام فرصة كبيرة لتقوية الروح.. ففيه فرصة أكبر لتقوية البدن.. فإن كثيراٍ مما يصيب الناس إنما هو ناشئ من بطونهم التي يتخمونها بكل ما تشتهي. ولقد أظهرت نتائج الدراسات والتجارب كما يقول د .زغلول أن الأداء البدني للصائم من طلوع الفجر الصادق إلى الغروب أفضل من أداء غير الصائم.. لتحسن درجة تحمل البدن للمجهودات العضلية. ويحدثنا د .زغلول عن بعض فوائد الصوم الصحية.. فيقول: من المعروف أن الصوم يسبب انصهار الدهون في الجسم.. ما يؤدي إلى زيادة في الأحماض الدهنية الحرة في الدم.. فتصبح هذه الأحماض هي المصدر الرئيس لطاقة الصائم بدلاٍ من الجلوكوز في حالة المفطر.. وهذا يساعد على تقليل استهلاك مادة (الجليكوجين) في كل من العضلات والكبد أثناء بذل الجهد من قبل الصائم.. ويساعد كذلك على ضبط مستوى سكر الجلوكوز في الدم.. الذي يؤدي نقصه إلى الشعور الكامل بالإعياء. وإضافة إلى ذلك فإن حالة الرضا النفسي للصائم.. وارتفاع معنوياته لشعوره بالقرب من خالقه سبحانه وتعالى ولإحساسه بالقيام بعبادة من أشرف العبادات في شهر يعتبر أفضل شهور السنة على الإطلاق وأكثرها بركة ورحمة ومغفرة وعتقاٍ من النار.. كل ذلك يؤدي إلى زيادة واضحة في داخل جسم الإنسان لعدد من الهرمونات النافعة مثل مجموعة.. (الأندروفين) التي يعزى إليها تحسن الأداء البدني وقلة الشعور بالإعياء أو الإجهاد. ومن هنا شرع ربنا تبارك وتعالى لنا الصيام في شهر رمضان.. وجعله أحد أركان الإسلام.. كما شرع لنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم (صوم التطوع) و”صوم الكفارات) و”صوم النذر) على مدار السنة.. وكان صلى الله عليه وآله وسلم من المواظبين على صيام التطوع.. وأوصى أمته بالصوم.. ووصفه بأنه عبادة من أعظم العبادات لله.. ووسيلة من وسائل المحافظة على صحة الأبدان.. وسلامة الأرواح.. وطهارة النفوس فقال (صوموا تصحوا). أخلاقيات الصيام فضيلة الشيخ الدكتور علي حمود السعيدي الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف والإرشاد يحدثنا عن الآداب والأخلاقيات التي ينبغي أن يحرص عليها الصائم لكي يكتمل أجره وثوابه ويكون صومه مقبولاٍ.. فيقول: ينبغي أن تتجسد في سلوكيات الصائم كل قيم وأخلاقيات الإسلام.. وأن تكون سلوكياته متناسقة مع الحكمة من صيام رمضان.. فيبتعد عن الخصام والشقاق وقطع صلة الأرحام.. ويلزم نفسه الطريق المستقيم الذي ينتهي به إلى إرضاء الله.. عز وجل.. ليكون جزاؤه عند الله تعالى قبول صيامه والحصول على ثوابه.. وهنا يلزم المسلم أن يوجه سلوكه إلى فعل الخير والبعد عن الشر.. بمعنى أن تكون أقواله وأعماله كلها تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من التسامح والتواضع وحب الخير لكل الناس وبذل الجهد والعطاء. وعن خصائص ومواصفات الصوم المقبول الذي يضاعف الله عليه الأجر والثواب يقول د . السعيدي: ينبغي أن يخلص المسلم في عبادته لكي يكون صومه مقبولاٍ عند ربه سبحانه وتعالى.. وأن يكف جوارحه وشهواته ويمتنع عن المفطرات وعن المعاصي ما ظهر منها وما بطن.. ويمتنع عن الزور وعن العمل به.. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) والمراد بقول الزور: الكذب.. قال بعض العلماء: خصلتان تفسدان الصيام: الغيبة والكذب. والذي يكف عن الطعام.. والشراب فيجوع ويعطش لكنه لا يكف نفسه عن الغيبة أو الزور أو العمل به ولا يحفظ جوارحه عن الآثام أو يصوم ويفطر على الحرام أو على لحوم الناس بالغيبة ونحوها.. هذا الإنسان لا يجني من صيامه إلا الجوع والعطش.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله) . وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك ويدك). إن الصيام بهذا المعنى يكون كاملاٍ مقبولاٍ.. ويتكفل الله سبحانه وتعالى بجزاء الصائمين.. كما جاء في الحديث: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به). إن الصيام أمانة يجب على المؤمن أن يؤديها على أكمل وجه وأتمه وأن يصون صيامه من كل ما يبطله أو ينقصه ثوابه.. وأن يتحاشى قول الزور.. والعمل به وأن يتخلى عن الرذائل ويتحلى بالفضائل ليستحق أن يتكفل الله بجزائه وأن يثمر صيامه أعظم الثمرات. تكفير الذنوب وعن الذنوب والمعاصي التي يغفرها الصوم يقول الشيخ جبري ابراهيم حسن مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحديث الصحيح: (من صام رمضان إيماناٍ واحتساباٍ غفر له ما تقدم من ذنبه).. وهذا الحديث الشريف يؤكد أن الصيام جزاؤه عظيم وثوابه جزيل.. وللصيام آداب وأحكام يجب أن يلتزم بها المؤمن لينال الأجر العظيم والفضل الكبير من الله عز وجل.. فمن صام رمضان معتقداٍ وموقناٍ أن صومه فرضه الله تعالى.. فاجتهد في تأدية هذه الفريضة.. وحرص كل الحرص على سلامتها وتأديتها على الوجه الأكمل.. فله جزاؤه عند الله تعالى.. وعلامة ذلك ألا يستثقل الصوم ولا يرى أيامه طويلة وإنما يكون عبادة محببة إلى نفسه.. وهذا الصائم يغفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه.. والمراد أن الله عز وجل يغفر للصائم الصغائر من ذنوبه.. أما الكبائر فإنها لا تكفر إلا بالتوبة منها.. بمعنى ترك الذنب والعزم على ألا يعود.. والندم على ما فات.. ورد المظالم إلى أهلها. فالصيام يكفر الصغائر فقط دون الكبائر.. والدليل على ذلك قول رسول الله.. صلى الله عليه وآله وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة.. ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما.. إذا اجتنبت الكبائر). فالحديث النبوي الشريف بين أن العبادات تزيل كل الذنوب ويغفر الله تعالى بها الذنوب.. فإن وقعت صغيرة فإن الله عز وجل يغفرها للمؤمن ببركة طاعته.. فالعبادات لا تكفر كبائر الذنوب إنما الذي يكفرها هو التوبة النصوح.. وذلك بالعزم على ألا يعود المؤمن إلى ما كان عليه.. والندم على ما فعل.. ورد المظالم إلى أهلها.. وإن كانت هناك حقوق يمكن ردها فعليه أن يفعل فوراٍ حتى يكتب الله له كامل الأجر والثواب.