الرئيسية - عربي ودولي - مفاوضات السلام
مفاوضات السلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إسكندر المريسي –

منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي السياسة الخارجية الأميركية تتحدث عن استئناف المفاوضات في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودائما◌ٍ ما أوكلت تلك المهمة لما يسمى حينها لمبعوث السلام السابق دينس روس الذي كان ثرثارا◌ٍ بما تعني الكلمة من معنى ودلالة محسوبا◌ٍ على الخط الصهيوني يوعد الفلسطينيين بأحلام طوباوية ليس لها على الأرض مكان مثل السلام تماما◌ٍ في وسائل الإعلام كأنه قهوة على الريح وليس حقيقة فعلية على الأرض. فالسلام العادل والشامل ليس له مكان إلا في الهواء وقنوات البث الفضائي¡ فيما يمارس الكيان الصهيوني شتى صنوف التعذيب في حق الشعب الفلسطيني¡ كانت الوعود الخيالية التي ذهبت أدراج الرياح قد بدأت عند عتبة مؤتمر مدريد في أسبانيا عام 1991م¡ وما تلى ذلك من أحاديث مكررة عن سبل وإمكانية استئناف المفاوضات وخرجت القضية الفلسطينية من مؤتمر مدريد بخفي حنين لكي تبحث عن مفاوضات جديدة كان أبرزها الإنفراد بالمسار الفلسطيني والذهاب نحو مفاوضات صفرية ليس لها أسس واضحة ولا منطلاقات محددة. أكان ذلك على صعيد مباحثات أوسلو (1) السرية أو أسلو (2) أيضا◌ٍ وما نتج عن ذلك إلا مزيد من التعنت الصهيوني بدءا◌ٍ من جرف الأراضي وتهجير المواطنين واستمرار بناء المستوطنات¡ حيث شمل سياسة المستوطنات القدس بكاملها وسط صمت دولي مريب مالم نفل تشجيع دولي للكيان الصهيوني ودعم واضح لسياسة الاستيطان ولم يتوقف الحديث عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. فقد حصلت لقاءات عدة وشهد المسار الفلسطيني الإسرائيلي مباحثات مختلفة كان أبرزها «وادي بلانتيشن» ثم مفاوضات كامب ديفيد ضمن ذلك المسار المغلق¡ ثم تحدثوا وأفاضوا عن سبل وإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية ثم ارتد الحديث عن عقبية ليتحول إلى سبل وإمكانية حل الدولتين فيما الواقع يكذب ذلك. وحاليا◌ٍ نجد وزير الخارجية الأميركي جون كيري يشدد على أهمية التوصل إلى صيغة جديدة سيكون بموجبها استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين¡ إنها بالتأكيد دبلوماسية عدمية لأن السجل حافل بالحديث عن السلام الضائع. فعن أي سلام يتحدث هؤلاء إذا لم تكن الحقيقة واضحة مثل الشمس السلام على الإرهاب إذا كان من أجل إعادة القضية الفلسطينية وإعادة الأرض لأصحابها الحقيقيين.