الرئيسية - عربي ودولي - المشهد العــــــــــــراقي
المشهد العــــــــــــراقي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

¶ في نيسان ابريل 2003م سقطت بغداد بعد حرب وصفها وزير الخارجية الروسي بريمكوف بأنها حرب كان يجب ألا تقع ¡ حيث فتحت مجالا◌ٍ لتحولات مختلفة كان أبرزها سقوط النظام الإقليمي العربي الرسمي بكل مكوناته ودخول الدولة العربية الق◌ْطرية مرحلة التفكيك الداخلي وتحول الوطن العربي إلى دار حرب لا دار سلام وما حصل في بغداد كان زلزال التتار الثاني الذي كاد أن يعصف بالحالة العراقية . لكن ما لا يصدق أن العراق خرج من تلك الحرب نحو مرحلة جديدة لتعترضه نتوءات ما حصل بالظرف الراهن ايهما سيتغلب على الآخر في معادلة الحرب العبثية المغلقة داخل المشهد العراقي بين حكومة تريد الاستقرار والأمن والسلام لعراق قوي ومزدهر وعصابات تريد الحرب والدمار تنجر وراء الغلو والتطرف والتكفير. وهو ما يتنافى مع تعاليم الإسلام التي تحض على الأمن والاستقرار وعلى السلام والوئام بين المواطنين والتعايش بأمن كامل يجسد الوحدة الوطنية خاصة والعراق قد خرجت من أعباء الحروب السابقة مثقلة بكم هائل من المشكلات والتراكمات السلبية مما لا يتيح فرصة لإضافة أعباء جديدة من المشاكل المختلفة . لذلك يتسنى معالجة الإشكاليات القائمة بروح جماعية لتمكين العراق من الخروج إلى بر الأمان .. وتحاشي أعمال العنف وأثرها السلبي على أمن واستقرار البلاد والقضاء على بواعث الاضطراب السياسي وما تقوم به الجماعات المسلحة من أعمال عنف تعيق الحكومة عن القيام برسم طريق المستقبل بروح الشراكة الوطنية ولأهمية تعميق الوحدة الوطنية لا بد من اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة أبرزها التحاور مع العراقيين الحقيقيين غير الموجهين من الخارج أو من قوى إقليمية ودولية وإشراكهم في بناء العراق الجديد . ولن يتأتى ذلك إلا بتجاوز الإخفاقات القائمة وتوسيع الشراكة الوطنية وتفعيل دور الإعلام الداخلي والخارجي لأن العراق تواجه بثقافة التعبئة الخاطئة عبر إعلام موجه يسعى إلى تقديم العراق والحكومة القائمة على أنها عميلة وتابعة ومرتهنة لقوى إقليمية ودولية وأنها لا تملك رؤية أو مشروعا◌ٍ وطنيا◌ٍ بقدر ما تملك مشروعا◌ٍ طائفيا◌ٍ . هكذا تسوق المكنة الإعلامية الخارجية ضد العراق في ظل قصور الإعلام وقصور السياسة وهو ما يتطلب بالضرورة حملة توعية شاملة للحيلولة دون انتشار قيم تلك التعبئة الخاطئة وهذا أمر يتوقف بدرجة أساسية على الحكومة لأنها المعني الأول عن امن واستقرار العراق سيما بعد المشهد الأخير وما رافقته من أعمال عنف مسلحة أودت بحياة المئات من الأبرياء الأمر الذي انعكس سلبا◌ٍ على المشهد السياسي العراقي وأثر بشكل مباشر على سير العملية السياسية في بلاد الرافدين.