وزير الخارجية يصل تركيا للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي
وزير التخطيط يبحث مع مدير عام الصندوق الكويتي دعم المشاريع التنموية في اليمن
سفير اليمن لدى الولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس القيادة الرئاسي
السفير السقطري يبحث مع وزير الداخلية الجيبوتي أوضاع الجالية اليمنية
بتمويل إماراتي..وصول معدات الطاقة الشمسية لكهرباء الخوخة
مدير مستشفى الصداقة بعدن يناقش مع مدير "اليونبس" دعم المستشفى
محافظ شبوة يثمن تدخلات مؤسسة العطير الخيرية في القطاع الصحي
عدن..لقاء تشاوري حول تمكين المرأة المستقلة في عملية السلام المستدام
محافظ سقطرى يناقش مع منظمة "هاد" تنفيذ المشاريع التنموية الجديدة
الأشول يشيد بدعم اليابان لليمن لمشاركتها في فعاليات معرض اكسبو 2025

لقد جاء الدين الإسلامي في وقت كان الغلو والتطرف هو الغالب في كثير من مظاهر الحياة سواء في العقائد أو في الأخلاق أو في المعاملات وفي كل بقاع العالم آنذاك.
الوسطية في اللغة: بمعنى التوسط وهو أن تجعل الشيء في الوسط والوسط اسم لما بين الطرفين وهو المعتدل أو ما بين الجيد والرديء وأوسط الشيء: أفضله وأخيره وأعدله.
وقد ورد هذا اللفظ صريحاٍ في القرآن الكريم قال تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطاٍ” البقرة (143) قال القرطبي – رحمه الله – عند تفسير هذه الآية : الوسط العدل وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطاٍ : قال “عدلاٍ” وفي التنزيل “قال أوسطهم” أي أعدلهم وخيرهم وقد فسرها الإمام ابن جرير الطبري بقوله : إن الوسط في هذا الموضوع هو الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين ووصفهم بأنه وسط لتوسطهم في الدين فليسوا أهل غلو كغلو النصارى الذين غالوا بالرهبنة وغالوا في سيدنا عيسى -عليه السلام- وليسوا أهل تقصير كتقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا الأنبياء وكذبوا على ربهم ولكنهم – أي المسلمين – أهل توسط واعتدال فوصفهم الله بذلك إذ أن أحب الأمور إلى الله أوسطها .
إذن فالوسطية في الإسلام هي العدل كما فسرها النبي – صلى الله عليه وسلم – والعدل في كل شيء إذ أن العدل عكسه الجور سواء كان حسياٍ أو معنوياٍ .
والوسطية تتجلى صورها في كل ما يتعلق بالشريعة ففي العبادات الوسطية الإسلامية ظاهرة في كل شيء ففي الصلاة تتجلى وسطية الإسلام في ترتيبها وتنظيمها وفي أوقاتها وفي قدرها أي هي خمس صلوات بعد أن فرضت خمسين جعلها الله خمساٍ في الفعل وخمسين في الأجر والثواب.
وفي الزكاة تظهر الوسطية الإسلامية جلية فليست الزكاة مثقلة كاهل الأغنياء ولا مجحفة بحق الفقراء بل توسط بين هذا وهذا.
والصوم كذلك والحج كذلك وكل ما يتعلق بالمسائل التي بين الخالق والمخلوق نجد الوسطية فيه فلا تكليف بالمحال ولا بما ليس في المقدور ولا تعنت ولا حرج فيها بل “ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج” المائدة (5).
وحتى لا يقال إن الإسلام راعي الوسطية في مجال العبادات فقط فإن الإسلام راعي كل جوانب الإنسان سواء المادية أو الروحية ولذلك فإن للوسطية مظاهر منها على سبيل المثال:
أولاٍ : مسايرة الشريعة لأوضاع الفطرة الإنسانية:
فقد راعت الشريعة الفطرة الإنسانية في كل ما يتعلق بشؤونها من الاعتقاد والمنهج العملي والخلقي وراعت الحق المزدوج بين الجسم والروح ووازنت بين هذه الأشياء قال تعالى: “فأقم وجهك للدين حنيفاٍ فطرة الله التي فطر الناس عليها” الروم (30).
ولذلك لما جاء جماعة من الصحابة وأرادوا أن يكلفوا أنفسهم من العبادة ما يتنافى مع فطرة الإنسان أنكر النبي – صلى الله عليه وسلم – عليهم ذلك بعد أن سمع مقالتهم قال أحدهم أما أنا فأصوم النهار ولا أفطر وقال الثاني : وأنا أقوم الليل ولا أرقد وقال الثالث : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج فقال النبي – صلى الله عليه وسلم ” أما إني لأتقاكم لله وأخشاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني”.
ثانياٍ : مراعاة الشريعة الإسلامية للنزاعات والميول البشرية:
فقد راعت الشريعة ميول النفس البشرية وبينت للإنسان الطرق التي تشبع هذه الرغبات والنزعات بكل توازن واعتدال ونهت عن الإسراف فيها حتى لا يلحق الضرر بالمسلم قال تعالى : ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماٍ محسوراٍ” الإسراء (29) فقد لبى الإسلام طلبات النفس ورغباتها في حدود تلائم البشر فأباح الزينة وحث عليها وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن
وأباح الزواج وحرم الزنا وهكذا.
هذه بعض النماذج من دعوة الإسلام إلى الوسطية في العبادات والمعاملات وما يتمشى مع فطرة الإنسان السوية.
نسأل الله – تعالى – أن يرزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
● عضو بعثة الأزهر الشريف
بالجمهورية اليمنية