الرئيسية - عربي ودولي - أبعاد الأزمة السورية
أبعاد الأزمة السورية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

منذ اندلاع الأزمة السورية مطلع 2011م و حتى اللحظة الراهنة جرت تحولات عديدة ومتغيرات مختلفة وكانت بعض التوجهات تراهن على سقوط النظام السوري خلال الموجة الأولى من الاحتجاجات وتوالت الأحداث وزادت الأزمة تعقيدا◌ٍ ولم تحظ التوقعات بأي إمكانية للنجاح. حيث تشبعت الأزمة السورية وتداخلت في ظروف استثنائية بالغة التعقيد تسعى السياسة الدولية من خلال فرضية استخدام أسلحة كيميائية إلى البحث عن سبل وإمكانيات جديدة لإنهاء النظام القائم الذي لا يزال وبرغم كل ما حدث وبحسب مراقبين متماسكا◌ٍ ويحظى بشعبية داخل سوريا. وبغض النظر عن رؤى السلطة والمعارضة وما يدور ويجري داخل سوريا من أحداث وتطورات عديدة وبغض النظر أيضا◌ٍ عن أطراف الصراع المختلفة ورهاناتهم المتعددة فإن الهدف على ما يبدو لا يتوقف عند حدود إسقاط النظام السوري¡ ولكن المساعي تبذل لإسقاط سوريا عن خارطة الشرق الأوسط كجغرافيا ومكانة سياسية ضمن الصراع الجديد القديم الذي يدور على شرق أوسط لما هو مغاير له تعطى فيه الأولوية للمشروع الاستعماري. لذلك يعكس الصراع الجاري في سوريا توجهات لقوى إقليمية ودولية بين محاور مختلفة.. أحدها يريد سوريا شرق أوسطية بنظام جديد تكون له علاقات مع إسرائيل وينهي صلته بإيران وذلك ضمن مشروع قديم جديد تم طرحه منذ فترة ولمرات عدة على القيادة السورية لكنه قوبل بالرفض الشديد¡ وبين رؤى مغايرة يتمسك بها النظام السوري وفقا لما يريده من قناعات محددة تمليها الرغبة في استقرار القرار السياسي والاقتصادي على أساس أن تكون سوريا ضمن قوى الممانعة تتقاطع مع المشروع الاستعماري بحسب طبيعتها الثقافية وتكوينها الفكري. وهو مايظهر أن الصراع الجاري في سوريا صراع إقليمي ودولي بين المشروع الدولي الاستعماري كطرف بكل أدواته وبين المشروع الوطني الساعي إلى أن تكون سوريا دولة وطنية مستقلة لا تنكفئ على ذاتها الداخلية ولا تكون تابعة وذليلة لمحاور وتحالفات يغيب فيها دور سوريا كدولة مركز خلافا◌ٍ لرؤية مغايرة الهدف منها تطويع سوريا لتكون كما اشرنا ضمن خريطة الشرق الأوسط الجديد ويتحلى ذلك بوضوح في أطروحات قضية استخدام الأسلحة الكيميائية في سياق الاستهدافات المبيتة من قبل المشروع الدولي ضد سوريا.