الرئيسية - عربي ودولي - تــبرئــــــة مبـــارك
تــبرئــــــة مبـــارك
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إسكندر المريسي –

¶ لفت الحكم الذي صدر بخصوص تبرئة الرئيس السابق محمد حسني مبارك نظر الكثير من المتابعين والمراقبين للشأن المصري بالنظر لما تشهده مصر من أحداث متسارعة يلفها الغموص. لذلك فالبعض يرى أن ذلك الحكم الصادر عن القضاء المصري مسألة طبيعية لاعلاقة له بالتطورات السياسية لأنه اصلا◌ٍ كان يحاكم منذ فترة وأنه من الطبيعي أن تصدر المحكمة ذلك الحكم بعيدا◌ٍ عن أي تقديرات سياسية. لكن رأيا◌ٍ آخر يعتقد أن تبرئة مبارك إدانة لقادة جماعة الأخوان في ظل ما تتعرض له الجماعة من تضييق سياسي بذريعة أنها تحرض على العنف بحسب الحكومة المصرية . فيما يرى آخرون خلافا◌ٍ لذلك مؤكدين أن الحكم الصادر على صلة وثيقة بالمؤسسة العسكرية وإن كان في ذلك الرأي ما يقلل من أهمية نزاهة واستقلال المؤسسة القضائية في مصر إلا أن ما يشار إليه طبقا◌ٍ لذلك الرأي أن الجيش المصري أراد بتبرئة مبارك توجيه رسالة إلى أطراف سياسية عدة مفادها أن الرئيس السابق مبارك ابن للمؤسسة العسكرية المصرية وأن محاكمته بالطريقة التي آل إليه وضعة الصحي بلغت ذروتها دونما أدنى مراعاة لانتمائه للمؤسسة العسكرية التي دائما◌ٍ ما تتعامل مع القضايا المتصلة بالجيش بنوع من الحساسية الشديدة. وكأن ما طرأ على صعيد القضاء المصري بقدر ما هو أمر طبيعي فإنه جاء بمثابة رد الاعتبار للمؤسسة العسكرية من خلال رد الاعتبار للرئيس مبارك كرسالة كما أشرنا تفيد أن إدانة مرحلة مبارك وما أسفر عن محاكمته سياسيا◌ٍ لا توجب الافراط في تلك الادانة لأنها بلغت حدا◌ٍ أعلى من الافراط الذي يظهر بكل ماتعنيه الكلمة من معنى و دلالة على أن محاكمة مبارك سياسيا◌ٍ أكثر مما هي واقعية مرتبطة بدرجة أساسية بالتطورات الجارية للمشهد السياسي المصري. وهو ما يعني أن تلك المحاكمة ينظر إليها ليس من معيار أنها سلبية أو إيجابية فيما يخص الشخص المعني في حد ذاته ولكن تبدو معاييرها الحقيقية وفقا للظروف والمتغيرات السياسية الراهنة¡ وهذا لا يعني تشكيكا◌ٍ بنزاهة القضاء المصري بقدر ما يؤكد تصميم مصر على إعادة ترتيب الأوضاع السياسية الداخلية بما لا يعيد إنتاج الأنظمة السابقة ولكن وفقا لصياغة جديدة يبدو أن المتضرر منها جماعة الأخوان وما كان وضع الجماعة أن يكون على النحو الذي هي فيه لولا أنهم لم يراعوا أهمية الإدارة السياسية العقلانية. خاصة والظروف السياسية كانت مواتية ما كانت الأوضاع أن تدخل مجددا◌ٍ مرحلة الأزمة لو كانت الجماعة غلبت الحكمة وتعاملت مع الإرادة الشعبية إنطلاقا◌ٍ من الواقع بعد مرحلة مثقلة بمشاكل مختلفة ولم تراع جماعة الأخوان ذلك الجانب لأن نجاحها بين المواطنين لم يكن عند مستوى إدارتها لنظام الحكم ولو كانت اتسمت بالعقلانية السياسية ما كانت الأوضاع دخلت مرحلة الانقسام السياسي وهو ما يجعل تلك الجماعة أن تأخذ بعين الاعتبار مراجعة الأداء السياسي لأن الثورة في الخلاصة النهائية وفقا لمفهومها انتصار وليست انتحارا◌ٍ.