محمد السيد – حميميــة تعمــدت بـــ” الــدم والــدمــع” – الجنــود والمواطنــون يتســابقــون للتــبرع بالــدم فــي موقــف وطنــي تعطلــت فيــه لغــة الكــلام وســادت”لغــة العيــون”

سادت حالة من السخط العام في الشارع اليمني¡ جراء العملية الإرهابية الجبانة التي أستهدفت حافلة القوات الجوية أمس¡ أثناء توجهها إلى قاعدة الديلمي الجوية وراح ضحيتها الشهيد رقيب أول محمد احمد علي الشغدري ¡ وإصابة 25 شخصا من أفراد القوات الجوية جراح خمسة منهم بليغة. جريمة ارهابية جبانة¡ خلفت حزنا عميقا واستياء شعبيا واسعا¡ عززت وحدة الشعب بالجيش¡ وحدة تتعمد وتتعزز كل يوم¡ مع قطرة دم تسيل ودمعة مواطن يجهش بالبكاء الما◌ٍ وحسرة على خسارة الوطن لخيرة أبنائه حامين الحمى والمدافعين عن السيادة¡ لينعم الشعب بالأمن والإستقرار¡ في مواجهة عشاق الموت وأعداء الحياة¡ في معركة الوطن ضد الإرهاب. اليوم امتزج الدم بالدمع في مشهد وطني ¡ يؤكد بما لايدع مجالا للشك¡ تفويض الشعب لجيشه في محاربة الإرهاب واستئصاله من جذوره. فقد بدت علامات الحزن في عيون المئات من المواطنين الذين تجمعوا في مكان الحادث¡ مطالبين بسرعة ضبط الجناة¡ وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل. معبرين لـ”الثورة”¡ عن بالغ الأسى والحزن جراء هذا العمل الارهابي الجبان الذي يستهدف خيرة أفراد القوات الجوية¡ الذين يعتبرون درع الوطن الحامي لسيادته وامنه واستقراره¡ مقدمين التعازي لأسرة الشهيد الشغدري ¡ داعين المولى القدير أن يمن بسرعة الشفاء للمصابين. هذا هو الإنسان اليمني الأصيل¡ الذين رأينا الدموع تنهمر من عينيه¡ فيما تهتف حناجره ألما◌ٍ وحسرة وهو يرى الدماء الزكية تسيل في المكان. إنه موقف وطني مؤثر تقاسمه الرجل والمرأة والطفل¡ في الشارع وعلى المركبات وفي دور العبادة والأسواق¡ اينما ذهبت او توقفت. موقف وطني يجسد مدى العلاقة الحميمة والقوية التي تربط الشعب بجيشه¡ في ملحمة وطنية سوف تتكسر عليها جميع المؤامرات الهادفة للنيل من الوطن وأمنه واستقراره . لغة الدموع لقد كانت الجريمة الارهابية حديث الشارع اليمني¡ في وسائل النقل والأسواق العامة وأماكن العمل¡ بل داخل البيوت ودور العبادة¡ ففي الساعات الاولى تشهد القلق والحزن العميق باديا على الوجوه. حيث أبدى الجميع تعاطفا كبيرا مع افراد القوات الجوية¡ منددين بهذا الفعل الإرهابي الهادف للنيل من أمن الوطن واستقراره وأمنه. لكن تتجلى تلك الوحدة الوطنية بين الشعب وجيشة في أبهى صورها¡ في ذلك المشهد الرائع المتمثل بتسابق العشرات من المواطنين والجنود على المستشفى العسكري صباح امس¡ للتبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين من افراد القوات الجوية¡ الذين تم اسعافهم إلى المستشفى¡ وهنا يجهش الجميع بالدموع¡ فيما ترتفع الأيدي إلى السماء¡ تضرعا◌ٍ بتخفيف المصاب والفجيعة¡ وأملاء ورجاء بالشفاء العاجل للمصابين.