الرئيسية - عربي ودولي - شبح الحرب المنتظرة يخيم على المنطقة
شبح الحرب المنتظرة يخيم على المنطقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تتجه الأنظار والأسماع على نحو من الترقب نحو التصعيد الشديد الذي تشهده السياسة الدولية بالظرف الراهن إزاء التهديدات الغربية ضد سوريا¡ وقد تشمل أطرافا◌ٍ أخرى كحزب اللø◌ِه وحركتي حماس والجهاد¡ وقد بلغت الحملة الدولية بطابعها السياسي والإعلامي أعلى درجات التصعيد الجاري على خلفية استخدام الأسلحة الكيميائية. ولكن المتأمل لطبيعة الحملة الدولية على دمشق يلاحظ أن جزءا◌ٍ منها ينطوي على حرب نفسية بالنظر لدوافع ذلك التصعيد¡ وإن كان ذلك بالتأكيد مقدمة لسيناريوهات محتملة منها كما يجري تناوله في وسائل الإعلام الدولية توجيه ضربة عسكرية لسوريا تتركز على أهداف ومواقع عسكرية الهدف الحقيقي ليس استياء◌ٍ من الأسلحة الكيميائية¡ وإنما ضرب سوريا أو إضعافها على مراحل لمصلحة العدو الصهيوني بدرجة أساسية¡ وبالتالي الحرب على دمشق تدور منذ فترة طويلة مع اختلاف الوسائل والأساليب المتبعة في إدارة الحرب الدولية¡ مما يجعل من احتمالات توجيه ضربة عسكرية من قبل التحالف الغربي مسألة فرضتها آلية تطوير تلك الحرب على اعتبار أن الحرب على سوريا قائمة بدرجة أساسية¡ أكان ذلك عبر وسائط داخلية أو من خلال قوى خارجية¡ لكن في حال الاحتكام للقوة ضد دمشق فإن ذلك تطوير للحرب الدائرة هناك والهدف منها فك عقدة القوة الموجودة لدى المقاومة¡ بيد أن ما يلاحظ – كما أشرنا – من تلك الحرب التي يجري التحضير والإعداد لها لجهة تطوير أساليبها ووسائلها تتخذ في الظرف الراهن حربا◌ٍ نفسية وإثناء سوريا ثم التشكيك بصوابية الرؤية الاستراتيجية لقوى الممانعة في المنطقة على أساس إعادة صياغة الأوضاع السياسية وفقا◌ٍ لهذه الحرب لكي تكون الآلة الحربية العسكرية من يرسم الأوضاع السياسية لتحقيق المزيد من الاضطرابات والاحتقانات الداخلية في منطقة الشرق الأوسط ضمن حسابات متعددة في ظاهر الأمر إنهاء النظام السوري¡ إخراج روسيا وجملة من الحسابات تسعى الحرب المنتظرة إلى تحقيقها ضمن أهداف محددة¡ لكن يبدو من الصعوبة التوصل إلى ذلك لاعتبارات عدة أبرزها تمدد المقاومة وامتلاكها قوة نوعية بالنظر لقربها من العمق الاستراتيجي للعدو الإسرائيلي ثم أن جاهزية الجيش العربي السوري طبيعية وليس كما يصوره الإعلام الغربي¡ فلو كان ذلك الجيش قد دخل مرحلة الانهيار لما احتاجت القوى الدولية أن تدق طبول الحرب ضد سوريا¡ ثم إن نفي روسيا عدم مشاركتها في الحرب لا يعني انسحابا◌ٍ من الشرق الأوسط بقدر ما يعني بلغة السياسة ذلك النفي عكسا◌ٍ له¡ أي أن موسكو لها مصالحها في المنطقة ولن تتخلى عنها بسهولة مالم في أقل التقديرات إدانة الحرب وتحميل قوى التحالف الغربي مسؤولية ذلك¡ باعتبارها في حالة اللجوء إلى الخيار العسكري حربا◌ٍ غير مشروعة ثم تمريرها خارج نطاق الأسرة الدولية. وإذا كان بالتأكيد كما أوضحنا أن الهدف الاستراتيجي في حال اللجوء للخيار العسكري ضد سوريا لن يكون في حسابات وتقديرات السياسة عدى دعما◌ٍ استراتيجيا◌ٍ للكيان الصهيوني الذي سيظهر في البداية أنه بمنأى عن تلك الحرب وليس شريكا◌ٍ فيها بينما هو اللاعب الأساسي وذلك الظهور التكتيكي لتحاشي أي مواجهة مع دمشق التي لا تستطيع وفقا لإمكانيات العسكرية مواجهة التحالف الغربي والآلة العسكرية الواسعة ولكن الحرب الهجومية من خلال حصر الامكانيات والقدرات الدفاعية لسوريا وللمقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي بشكل مباشر¡ لأنه المراهن الأول على نتائجها في حال نجاحها وجني ثمارها وهو ما يوجب فيما إذا كانت الأسلحة الكيميائية ذريعة توجيه ضربات نوعية لأهداف استراتيجية لتل أبيب كمفاعل ديمونه في صحراء النقب وهو ما يعني أن الحرب فيما إذا حصلت فإن اسرائيل شريك أساسي فيها وسوريا والمقاومة تعي ذلك جيدا◌ٍ.