تستعد اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في منطقة دماج تنفيذ المرحلة الثانية من برنامج عملها والتي ستتضمن عقد لقاء يضم الأطراف المتنازعة بهدف وضع ضمانات تحافظ على السكينة العامة وترسخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضح عضو اللجنة الرئاسية يحيى أبو أصبع لـ”الثورة” أن المرحلة الأولى من أعمال اللجنة شملت ازالة أكثر من عشرة مواقع مسلحة ووضع مراقبين محايدين في نقطة التماس بين الأطراف المتنازعة إلى جانب ردم الخنادق والحفر وفتح الطرقات. وأكد أن اللجنة استطاعت احتواء المواجهات التي تجددت بين الحوثيين والسلفيين وإنهاء التوتر ووقف اطلاق النار .. وتعمل على معرفة الدواعي المسببة لخرق الهدنة واتفاقية وقف اطلاق النار. وكانت اللجنة الرئاسية حققت في المرحلة الأولى نجاحا◌ٍ ملحوظا◌ٍ حظي بإشادة رسمية وشعبية واسعة بعد إزالة ما يقارب 80% في مواقع التوتر وإخلائها من المسلحين ونزع الألغام في قرية “الوطن” إلى جانب إزالة التمترس في مواقع “الصبارة والمدرسة” التابعة للسلفيين و”قهرة الذيب وجبل الأحراش” التابعة للحوثيين.. والإشراف على إخلاء ستة مواقع ثلاثة للسلفيين في “الصفراء وعبدالكريم والسوار” وثلاثة مواقع تابعة للحوثيين شملت “جبل الخانق وجله والضاري” ووضع مراقبين عليها لضبط أي خرق للهدنة. كما تضمن برنامج اللجنة الرئاسية التي تضم في عضويتها يحيى أبو أصبع وعلوي الباشا ودرهم الزعكري وحسين السربي إلى جانب محافظ صعدة فارس مناع والعميد حسن لبوزة.. لقاء عدد من الشخصيات الاجتماعية والمشائخ والأعيان إضافة إلى لقاء مسؤول التيار السلفي بدماج يحيى الحجوري الذي أبدى موافقته على إعادة لجنة المراقبين إلى مواقعها السابقة بعد نقل الجرحى للعلاج في صنعاء. وخلصت اللقاءات إلى التأكيد على ضرورة حل النزاع في المنطقة وترسيخ مبدأ التعايش السلمي وحفظ الأمن والاستقرار. وأعلن المشائخ والأعيان والوجهاء والشخصيات الاجتماعية في محافظة صعدة مباركة وتأييد أبناء المحافظة لجهود اللجنة الرئاسية .. مثمنين توجيهات رئىس الجمهورية واهتمامه ومتابعته لأعمال اللجنة في سبيل إنهاء التوتر في منطقة دماج. بدوره أعلن محافظ صعدة فارس مناع أن اللجنة الرئاسية تمكنت من احتواء التوتر والتداعيات التي أعقبت حادث خرق الهدنة بين الحوثيين والسلفيين. مشيرا◌ٍ في تصريح لـ”سبأ” أن اللجنة ستتابع إخلاء المواقع المتبقية من المسلحين خلال الساعات المقبلة. وأكد مناع أن اللجنة الرئاسية اطلعت خلال نزولها الميداني إلى منطقة دماج على الوضع القائم في المنطقة في ضوء حادث خرق الهدنة والزمت طرفي النزاع بالوقف الفوري لإطلاق النار والانسحاب من المواقع التي أعاد الطرفان نشر مسلحين تابعين لهما فيها. ويرى سياسيون ومراقبون محليون أن الأوضاع في دماج مرشحة لمزيد من المواجهات بين السلفيين والحوثيين اللذين يتبادلان الاتهامات بشأن خرق الهدنة وهو ما ينذر باتساع دائرة الخلاف المذهبي والطائفي.. ما لم تجنح تلك الأطراف للسلم وتقوم بتسليم أسلحتها الثقيلة للدولة حسب قولهم.. في الوقت الذي تؤكد فيه اللجنة الرئاسية أنها ستقوم باطلاع الرأي العام وكشف الجهة المسؤولة عن حادث خرق الهدنة وإراقة الدماء وزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.. وتحميلها المسؤولية كاملة لعدم احترامها الاتفاقيات المتمثلة بوقف إطلاق النار.